بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين
معونة الظالمين :
إن حرمة معونة الظالم مما حكم به العقل وقامت عليه ضرورة العقلاء فضلاً عما ورد فيها من الأدلة الشرعية منها :
قوله تعالى ( وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان)"1" فإن ظاهر الآية الكريمة حرمة المعاونة على الإثم والعدوان مطلقاً
ومعاونة الظالمين من المعاونة على الإثم والعدوان
وروي عن الإمام الصادق عليه السلام : ( لولا أن بني أمية وجدوا لهم من يكتب ويجبي لهم الفيء ويقاتل عنهم ويشهد جماعتهم لما سلبوا حقنا)
فمعونة الظالمين في ظلمهم كبيرة من الكبائر كأن يصبح الإنسان شرطياً عند الظالم يحقق له ظلمه ويجريه في الناس , فقد نهى الله تعالى في كتابه العزيز عن الركون إلى الظالمين ــ أي الميل إليهم والسكون والوثوق بهم ــ : ( ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار )"2"فإذا كان الميل إليهم محرّم فأن إعانتهم على ظلمهم تكون محرمه من باب أولى
وكذلك قبول المناصب منهم كأن يكون وزيراً أو محافظاً لدى الظالم وهو بهذا يكون من أعوان الظالمين إن لم يكن من الظالمين أنفسهم .
ولكن لو كان أصل العمل مشروعاً وكان التصدي له في مصلحة المسلمين , كمن يعمل طبيباً أو معلماً أو ما شابه ذلك مما لا يعد عرفاً بأنه من أعوان الظلمة فأن عمله هذا لا يكون محرّماً .
أما إذا عدّ عرفاً من أعوان الظالم بحيث يعد في العرف من المنسوبين إليهم بأن يقال : هذا كاتب الظالم , وهذا طبيب الظالم , وهذا طباخ الظالم , فعملهم في هذه الحالة يكون محرّماً لأنه يصدق عليهم أنهم من أعوان الظلمة
روي عن رسول الله صلى الله عليه وآله : ( من تولى خصومة ظالم – أي يخاصم نيابة عن الظالم – أو أعانه عليها نزل به ملك الموت بالبشرى بلعنهِ ونار جهنم وبئس المصير , ومن خف لسلطان جائر في حاجةٍ كان قرينه في النار ومن دلَّ سلطاناً على الجور قُرنَ مع هامان , وكان هو والسلطان من اشد أهل النار عذاباً , ومن عظم صاحب دنيا وأحبه لطمع دنياه سخط الله عليه وكان في درجته مع قارون في التابوت الأسفل من النار ومن علّق سوطاً بين يدي سلطان جائر جعلها الله حية طولها سبعون ألف ذراع ؛ فيسلطه الله عليه في نار جهنم خالداً فيها مخلداً ومن سعى بأخيه إلى سلطان ولم ينله منه سوء ولا مكروه أحبط الله عمله , وإن وصل منه إليه سوء ومكروه أو أذى جعله الله في طبقة مع هامان في جهنم )
—————————————
الهوامش
المائدة 2
هود 113
والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين
معونة الظالمين :
إن حرمة معونة الظالم مما حكم به العقل وقامت عليه ضرورة العقلاء فضلاً عما ورد فيها من الأدلة الشرعية منها :
قوله تعالى ( وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان)"1" فإن ظاهر الآية الكريمة حرمة المعاونة على الإثم والعدوان مطلقاً
ومعاونة الظالمين من المعاونة على الإثم والعدوان
وروي عن الإمام الصادق عليه السلام : ( لولا أن بني أمية وجدوا لهم من يكتب ويجبي لهم الفيء ويقاتل عنهم ويشهد جماعتهم لما سلبوا حقنا)
فمعونة الظالمين في ظلمهم كبيرة من الكبائر كأن يصبح الإنسان شرطياً عند الظالم يحقق له ظلمه ويجريه في الناس , فقد نهى الله تعالى في كتابه العزيز عن الركون إلى الظالمين ــ أي الميل إليهم والسكون والوثوق بهم ــ : ( ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار )"2"فإذا كان الميل إليهم محرّم فأن إعانتهم على ظلمهم تكون محرمه من باب أولى
وكذلك قبول المناصب منهم كأن يكون وزيراً أو محافظاً لدى الظالم وهو بهذا يكون من أعوان الظالمين إن لم يكن من الظالمين أنفسهم .
ولكن لو كان أصل العمل مشروعاً وكان التصدي له في مصلحة المسلمين , كمن يعمل طبيباً أو معلماً أو ما شابه ذلك مما لا يعد عرفاً بأنه من أعوان الظلمة فأن عمله هذا لا يكون محرّماً .
أما إذا عدّ عرفاً من أعوان الظالم بحيث يعد في العرف من المنسوبين إليهم بأن يقال : هذا كاتب الظالم , وهذا طبيب الظالم , وهذا طباخ الظالم , فعملهم في هذه الحالة يكون محرّماً لأنه يصدق عليهم أنهم من أعوان الظلمة
روي عن رسول الله صلى الله عليه وآله : ( من تولى خصومة ظالم – أي يخاصم نيابة عن الظالم – أو أعانه عليها نزل به ملك الموت بالبشرى بلعنهِ ونار جهنم وبئس المصير , ومن خف لسلطان جائر في حاجةٍ كان قرينه في النار ومن دلَّ سلطاناً على الجور قُرنَ مع هامان , وكان هو والسلطان من اشد أهل النار عذاباً , ومن عظم صاحب دنيا وأحبه لطمع دنياه سخط الله عليه وكان في درجته مع قارون في التابوت الأسفل من النار ومن علّق سوطاً بين يدي سلطان جائر جعلها الله حية طولها سبعون ألف ذراع ؛ فيسلطه الله عليه في نار جهنم خالداً فيها مخلداً ومن سعى بأخيه إلى سلطان ولم ينله منه سوء ولا مكروه أحبط الله عمله , وإن وصل منه إليه سوء ومكروه أو أذى جعله الله في طبقة مع هامان في جهنم )
—————————————
الهوامش
المائدة 2
هود 113
تعليق