بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيد المرسلين محمد وآله الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
سئل الامام الحسن ( عليه السلام ) : لأيِّ شيء لا نراك تردُّ سائلاً ؟ فقال ( عليه السلام ) :
( إنِّي للهِ سائل ، وفيه راغب ، وأنا أستحي أن أكون سائلاً ، وأَرُدُّ سائلاً ، وإنَّ الله عَوَّدني عادة ، أن يفيض نعمه عليّ ، وعَوَّدتُه أن أفيض نِعَمه على الناس ، فأخشى إن قطعت العادة أن يمنعني العادة ) .
من هذا العطر العابق بالكرم ننطلق لندخل الضد له وهو البخل في الحياة الزوجية
وحقيقة الكل يعلم أن الحياة الزوجية باب كبير للاجر والثواب الاخروي
وكذلك للفيض والفيوضات والتوفيقات الدنيوية المباركة
وهنا نريد التخصص ببخل المشاعر والتعبير عنها وهو باب مقيت مؤلم قامع وقاتل لمشاعر الزوجة
فالزوجة بطبيعتها الأنثوية تحتاج طوال الوقت إلى أن يفيض عليها زوجها بمشاعر الحنان والاحتواء العاطفي
وهي تجد قمة سعادتها عندما تشعر أن زوجها يهيم بحبها وأن عاطفتها نحوها متقدة باستمرار
ومن الطبيعي بعدما تستمر الحياة الزوجية لسنوات يبدأ الجفاء في التسرب إلى العلاقة
فتلاحظ أن مجاملات الزوج لها وقربها أصبح يقل بشكل واضح
ولا يهتم بأن يظهر في صورة المحب المتيم بها إذا تواجدتما في محيط الأقارب والمعارف على خلاف عادته
وغير ذلك من الدلائل التي توحي لها بأنه بات يبخل عليها بالمشاعر وبدأ قلبه يدخل مرحلة التجمد.
ومن المتعارف بتناقض الحب الصادق مع البخل في المشاعر
لأن الحب هو عطاء لا حدود له واشتياق متواصل من الزوج نحو زوجته
على الزوجة أن تحاول أن تفهم طبيعة شخصية زوجها لكي تدرك في كثير من الأوقات
أن عدم تعبيره عن عاطفته ليس بخلاً من ناحيته
وحتى في إحساسه بالفرح إذ يبخل على نفسه بالتمتع بالمشاعر الحلوة ..
ولكن السبب هو أن طبعه يميل إلى الأسلوب العملي
وبناء على هذا الفهم يمكنها أن تبدأ في إيقاظ المشاعر العاطفية الرومانسية في أعماق قلبه بصورة تدريجية
وستجد بمرور الوقت أنه أصبح قادرًا على التعبير عن العاطفة بشكل تلقائي.
وأختم بهذه القصة القصيرة
أن احد البخلاء "عاطفياً" ذهب إلى المدينة لبيع غلته من الشعير وعندما أتم عقد الصفقة
قصد مكتب التلغراف وكتب لزوجته البرقية التالية:
(بعت الشعير بربح .. سأعود غداً .. أشواقي الحارّة)
وفي اللحظة التي أراد فيها أن يُسلّم البرقيّة قال في نفسه:
لماذا أكتب كلمة "بعت"؟؟
إن زوجتي تعرف جيداً أنني جئت إلى المدينة لأبيع ... ومحا الكلمة.
ثم فكّر في نفسه وقال :لماذا أكتب كلمة "بربح"؟؟
إن زوجتي تعرف جيداً أنني لن أبيع من غير ربح .. ومحا الكلمة.
وأخيراً قال : ولماذا "أشواقي الحارة"؟؟
واليوم ليس يوم ذكرى ميلادها وليس ذكرى زواجنا ... وشطب العبارة
وهكذا عاد مسروراً دون أن يرسل لزوجته رسالة!!

والصلاة والسلام على سيد المرسلين محمد وآله الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
سئل الامام الحسن ( عليه السلام ) : لأيِّ شيء لا نراك تردُّ سائلاً ؟ فقال ( عليه السلام ) :
( إنِّي للهِ سائل ، وفيه راغب ، وأنا أستحي أن أكون سائلاً ، وأَرُدُّ سائلاً ، وإنَّ الله عَوَّدني عادة ، أن يفيض نعمه عليّ ، وعَوَّدتُه أن أفيض نِعَمه على الناس ، فأخشى إن قطعت العادة أن يمنعني العادة ) .
من هذا العطر العابق بالكرم ننطلق لندخل الضد له وهو البخل في الحياة الزوجية
وحقيقة الكل يعلم أن الحياة الزوجية باب كبير للاجر والثواب الاخروي
وكذلك للفيض والفيوضات والتوفيقات الدنيوية المباركة
وهنا نريد التخصص ببخل المشاعر والتعبير عنها وهو باب مقيت مؤلم قامع وقاتل لمشاعر الزوجة
فالزوجة بطبيعتها الأنثوية تحتاج طوال الوقت إلى أن يفيض عليها زوجها بمشاعر الحنان والاحتواء العاطفي
وهي تجد قمة سعادتها عندما تشعر أن زوجها يهيم بحبها وأن عاطفتها نحوها متقدة باستمرار
ومن الطبيعي بعدما تستمر الحياة الزوجية لسنوات يبدأ الجفاء في التسرب إلى العلاقة
فتلاحظ أن مجاملات الزوج لها وقربها أصبح يقل بشكل واضح
ولا يهتم بأن يظهر في صورة المحب المتيم بها إذا تواجدتما في محيط الأقارب والمعارف على خلاف عادته
وغير ذلك من الدلائل التي توحي لها بأنه بات يبخل عليها بالمشاعر وبدأ قلبه يدخل مرحلة التجمد.
ومن المتعارف بتناقض الحب الصادق مع البخل في المشاعر
لأن الحب هو عطاء لا حدود له واشتياق متواصل من الزوج نحو زوجته
على الزوجة أن تحاول أن تفهم طبيعة شخصية زوجها لكي تدرك في كثير من الأوقات
أن عدم تعبيره عن عاطفته ليس بخلاً من ناحيته
وحتى في إحساسه بالفرح إذ يبخل على نفسه بالتمتع بالمشاعر الحلوة ..
ولكن السبب هو أن طبعه يميل إلى الأسلوب العملي
وبناء على هذا الفهم يمكنها أن تبدأ في إيقاظ المشاعر العاطفية الرومانسية في أعماق قلبه بصورة تدريجية
وستجد بمرور الوقت أنه أصبح قادرًا على التعبير عن العاطفة بشكل تلقائي.
وأختم بهذه القصة القصيرة
أن احد البخلاء "عاطفياً" ذهب إلى المدينة لبيع غلته من الشعير وعندما أتم عقد الصفقة
قصد مكتب التلغراف وكتب لزوجته البرقية التالية:
(بعت الشعير بربح .. سأعود غداً .. أشواقي الحارّة)
وفي اللحظة التي أراد فيها أن يُسلّم البرقيّة قال في نفسه:
لماذا أكتب كلمة "بعت"؟؟
إن زوجتي تعرف جيداً أنني جئت إلى المدينة لأبيع ... ومحا الكلمة.
ثم فكّر في نفسه وقال :لماذا أكتب كلمة "بربح"؟؟
إن زوجتي تعرف جيداً أنني لن أبيع من غير ربح .. ومحا الكلمة.
وأخيراً قال : ولماذا "أشواقي الحارة"؟؟
واليوم ليس يوم ذكرى ميلادها وليس ذكرى زواجنا ... وشطب العبارة
وهكذا عاد مسروراً دون أن يرسل لزوجته رسالة!!
تعليق