تكذيب ابن تيمية بالتصدق بالخاتم
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين واللعن الدائم على
أعداهم ،
ومخالفيهم ، ومعانديهم ، وظالميهم ، ومنكري فضائلهم ومناقبهم ،
ومدّعي مقامهم ومراتبهم ،
من الأولين والأخرين أجمعين إلى يوم الدين وبعد .
تكذيب ابن تيمية فضائل أمير المؤمنين (عليه السلام)
قال ابن تيمية في دقائق التفسير ـ ج 2 ص 206 :
وقد وضع بعض الكذابين حديثا مفترى أن هذه الآية نزلت في علي لما تصدق بخاتمه في الصلاة وهذا كذب بإجماع أهل العلم بالنقل وكذبه بين من وجوه كثيرة .
[ دقائق التفسير - ابن تيمية ]
الكتاب : دقائق التفسير الجامع لتفسير ابن تيمية (مختارات)
المؤلف : أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني أبو العباس
الناشر : مؤسسة علوم القرآن - دمشق
الطبعة الثانية ، 1404
تحقيق : د. محمد السيد الجليند
عدد الأجزاء : 3
وقال في منهاج السنة ج 2 ص 31 :
ومنها أنه لم يكن له أيضا خاتم ولا كانوا يلبسون الخواتم حتى كتب النبي صلى الله عليه و سلم كتابا إلى كسرى فقيل له إنهم لا يقبلون كتابا إلا مختوما فاتخذ خاتما من ورق ونقش فيها محمد رسول الله .
وهذا الحديث الذي يكذّبه ابن تيميّة، قد رواه جمهرة من أعلام أهل السنة عن عدد من الصحابة :
وابن كثير في البداية والنهاية - ج 7 ص 394 :
وفي تفسيره القرآن العظيم ـ ج 2 ص 74 :
وابن عسا كرفي تاريخ مدينة دمشق - ج 24 ص 357 :
والحصفكي في الدر المختار - ج 6 ص 738 :
وابن عابدين في حاشية رد المحتار - ج 1 ص 711 :
والطبراني في المعجم الأوسط - ج 13 ص 492 :
والخازن في لباب التأويل في معاني التنزيل ـ ج 2 ص 302 :
والرازي في مفاتيح الغيب ـ ج 6 ص 81 :
وابن عادل في الألباب ـ ج 6 ص 127 :
والشوكاني في فتح القدير ـ ج 2 ص 322 :
والنسفي في مدارك التنزيل وحقائق التأويل ـ ج 1 ص 294 :
والألوسي في روح المعاني ـ 5 ص 28 :
والبيضاوي أنوار التنزيل وأسرار التأويل ـ ج 2 ص 88 :
والنيسابوري في تفسره ـ ج 3 ص 178 :
والبغوي في معالم التنزيل ـ ج 3 ص 72 ـ
والقرطبي في جامع أحكام القرآن ـ ج 6 ص 207 :
والسيوطي في الدر المنثور ـ ج 3 ص 404 :
والزمخشري في الكشاف ـ ج 2 ص 38 :
فهنيئاً لكم ياوهابية بأكاذيب ابن تيمية
ثم قال ابن تيمية في منهاج أهل السنة
و أما أهل العلم الكبار أهل التفسير مثل تفسير محمد بن جرير الطبري و بقي بن مخلد و ابن أبي حاتم و ابن المنذر و عبد الرحمن بن إبراهيم دحيم و أمثالهم فلم يذكروا فيها مثل هذه الموضوعات
دع من هو اعلم منهم مثل تفسير احمد بن حنبل و اسحق بن راهويه بل و لا يذكر مثل هذا عند ابن حميد و لا عبد الرزاق مع أن عبد الرزاق كان يميل إلى التشيع و يروي كثيرا من فضائل علي و أن كانت ضعيفة لكنه اجل قدرا من أن يروي مثل هذا الكذب الظاهر .
قول :
وهذا واحد من أهل العلم الذين كذبه عليهم ابن تيمية
الطبري قال في جامع البيان ـ ج 10 ص 424 :
حدثنا محمد بن الحسين قال، حدثنا أحمد بن المفضل قال، حدثنا أسباط، عن السدي قال: ثم أخبرهم بمن يتولاهم فقال:"إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون"، هؤلاء جميع المؤمنين، ولكن علي بن أبي طالب مرَّ به سائل وهو راكع في المسجد، فأعطاه خاتَمَه.
فهنيئاً لكم يا أتباع ابن تيمية بهذا الشيخ الكذاب
أقول :
وهذا
جواب للسيد الميلاني في كتابه القيم (دراسات في منهاج السنة لابن تيمية)
قال في رده على ابن تيمية عند تكذيبه لقصة التصدق بالخاتم :
(لقد روى القوم في كتبهم نزول قوله تعالى : (إنما وليّكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون)(392) في علي عليه السّلام ، في قصّة إعطائه الخاتم للسائل :
قال السيوطي : " وأخرج عبد الرزاق ، وعبد بن حميد ، وابن جرير ، وأبو الشيخ ، وابن مردويه ، عن ابن عباس في قوله تعالى : (إنما وليّكم الله ورسوله)الاية . قال : " نزلت في علي بن أبي طالب " .
وقال : وأخرج ابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ ، وابن عساكر ، عن سلمة بن كهيل قال : " تصدّق علي بخاتمه وهو راكع فنزلت : (إنما وليّكم الله ... )الاية "(393) .
--------------------
(392) سورة المائدة : 55 .
(393) الدر المنثور في التفسير المأثور 2/293 .
فهؤلاء جملة من رواة الخبر : الطبراني ، والثعلبي ، والواحدي ، والخطيب البغدادي ، وابن الجوزي ، والمحبّ الطبري ، والهيثمي ، والمتقي الهندي(394) .
ورواه أيضاً من مشاهير المفسّرين الاعلام : الفخر الرازي ، والبغوي ، والنسفي ، والقرطبي ، والبيضاوي ، وأبو السعود العمادي ، والشوكاني ، فراجع تفاسيرهم ، بتفسير الاية المباركة .
ورواه الالوسي الحنفي فقال : " غالب الاخباريين على أن هذه الاية نزلت في علي كرّم الله وجهه ... " .
وأضاف الالوسي : أن حساناً أنشد في ذلك أبياتاً ، فذكرها .
وذكر الالوسي : أنه سئل ابن الجوزي : كيف تصدّق علي بالخاتم ، والظنّ فيه أن له شغلاً شاغلاً فيها ؟ فقال :
يسقي ويشرب لا تلهيه سكرته عن النديم ولا يلهو عن الناس
أطاعه سكره حتى تمكّن من فعل الصحاة ، فهذا واحد الناس(395)
أقول :
وابن الجوزي هو الذي طالما اعتمد عليه ابن تيمية في تكذيب الاحاديث وردّها !
كما أنّ من رواة حديث نزول الاية في علي عليه السّلام هو : أبو جعفر محمد ابن جرير الطبري ، وقد اعتمد عليه ابن تيميّة في مواضع ونصَّ على ثقته ، والاحتجاج به ، كما أنه أثنى على " عبد الرزاق " و " عبد بن حميد " و "ابن أبي حاتم "(396) .
و " البغوي " وقد نص في حق هذا الاخير أنه لا يذكر في تفسيره شيئاً من الاحاديث الموضوعة(397) .
وبعد فهذا كلام ابن تيمية في نزول الاية في علي :
" وقد وضع بعض الكذّابين حديثاً مفتري : أن هذه الاية نزلت في علي لمّا تصدّق بخاتمه في الصلاة . وهذا كذب بإجماع أهل العلم بالنقل ، وكذبه بيّن من وجوه كثيرة "(398) .
وقال : " أجمع أهل العلم بالنقل على أنها لم تنزل في علي بخصوصه ، وأن عليّاً لم يتصدّق بخاتمه في الصلاة ، وأجمع أهل العلم بالحديث على أنَّ القصة المرويّة في ذلك من الكذب الموضوع "(399) .
وقال : " جمهور الامّة لم تسمع هذا الخبر "(400) .
فهنا مطالب :
الاوّل : قد ظهر أنّ ابن تيميّة لا رادع له من الكذب ولا وازع .
والثاني : أنه متى ما أراد الاستدلال بخبر ، وإنْ كان ضعيفاً أو مرسلاً ، أو موضوعاً ، نسبه إلى العلماء ، أو أرسله إرسال المسلّم ، ومتى أراد ردّ حديث ـ يرويه كبار الائمة في التفسير والفقه والحديث ، كهذا الحديث ـ ينسب إلى " إجماع أهل العلم " القول بأنّه " موضوع " و" كذب " و" مفترى " بل يدّعي " أنّ جمهور الامة لم تسمع هذا الخبر " .
والثالث : أن من بين رواة هذا الحديث وأمثاله من يتمسّك ابن تيمية بروايته ويحتجُّ بكلامه ، فإنْ كانوا " كذّابين " فكيف يحتجّ بهم ، وإلاّ فكيف يرميهم في مثل هذا الموضع بالكذب والوضع والافتراء ؟.
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين واللعن الدائم على
أعداهم ،
ومخالفيهم ، ومعانديهم ، وظالميهم ، ومنكري فضائلهم ومناقبهم ،
ومدّعي مقامهم ومراتبهم ،
من الأولين والأخرين أجمعين إلى يوم الدين وبعد .
تكذيب ابن تيمية فضائل أمير المؤمنين (عليه السلام)
قال ابن تيمية في دقائق التفسير ـ ج 2 ص 206 :
وقد وضع بعض الكذابين حديثا مفترى أن هذه الآية نزلت في علي لما تصدق بخاتمه في الصلاة وهذا كذب بإجماع أهل العلم بالنقل وكذبه بين من وجوه كثيرة .
[ دقائق التفسير - ابن تيمية ]
الكتاب : دقائق التفسير الجامع لتفسير ابن تيمية (مختارات)
المؤلف : أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني أبو العباس
الناشر : مؤسسة علوم القرآن - دمشق
الطبعة الثانية ، 1404
تحقيق : د. محمد السيد الجليند
عدد الأجزاء : 3
وقال في منهاج السنة ج 2 ص 31 :
ومنها أنه لم يكن له أيضا خاتم ولا كانوا يلبسون الخواتم حتى كتب النبي صلى الله عليه و سلم كتابا إلى كسرى فقيل له إنهم لا يقبلون كتابا إلا مختوما فاتخذ خاتما من ورق ونقش فيها محمد رسول الله .
وهذا الحديث الذي يكذّبه ابن تيميّة، قد رواه جمهرة من أعلام أهل السنة عن عدد من الصحابة :
وابن كثير في البداية والنهاية - ج 7 ص 394 :
وفي تفسيره القرآن العظيم ـ ج 2 ص 74 :
وابن عسا كرفي تاريخ مدينة دمشق - ج 24 ص 357 :
والحصفكي في الدر المختار - ج 6 ص 738 :
وابن عابدين في حاشية رد المحتار - ج 1 ص 711 :
والطبراني في المعجم الأوسط - ج 13 ص 492 :
والخازن في لباب التأويل في معاني التنزيل ـ ج 2 ص 302 :
والرازي في مفاتيح الغيب ـ ج 6 ص 81 :
وابن عادل في الألباب ـ ج 6 ص 127 :
والشوكاني في فتح القدير ـ ج 2 ص 322 :
والنسفي في مدارك التنزيل وحقائق التأويل ـ ج 1 ص 294 :
والألوسي في روح المعاني ـ 5 ص 28 :
والبيضاوي أنوار التنزيل وأسرار التأويل ـ ج 2 ص 88 :
والنيسابوري في تفسره ـ ج 3 ص 178 :
والبغوي في معالم التنزيل ـ ج 3 ص 72 ـ
والقرطبي في جامع أحكام القرآن ـ ج 6 ص 207 :
والسيوطي في الدر المنثور ـ ج 3 ص 404 :
والزمخشري في الكشاف ـ ج 2 ص 38 :
فهنيئاً لكم ياوهابية بأكاذيب ابن تيمية
ثم قال ابن تيمية في منهاج أهل السنة
و أما أهل العلم الكبار أهل التفسير مثل تفسير محمد بن جرير الطبري و بقي بن مخلد و ابن أبي حاتم و ابن المنذر و عبد الرحمن بن إبراهيم دحيم و أمثالهم فلم يذكروا فيها مثل هذه الموضوعات
دع من هو اعلم منهم مثل تفسير احمد بن حنبل و اسحق بن راهويه بل و لا يذكر مثل هذا عند ابن حميد و لا عبد الرزاق مع أن عبد الرزاق كان يميل إلى التشيع و يروي كثيرا من فضائل علي و أن كانت ضعيفة لكنه اجل قدرا من أن يروي مثل هذا الكذب الظاهر .
قول :
وهذا واحد من أهل العلم الذين كذبه عليهم ابن تيمية
الطبري قال في جامع البيان ـ ج 10 ص 424 :
حدثنا محمد بن الحسين قال، حدثنا أحمد بن المفضل قال، حدثنا أسباط، عن السدي قال: ثم أخبرهم بمن يتولاهم فقال:"إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون"، هؤلاء جميع المؤمنين، ولكن علي بن أبي طالب مرَّ به سائل وهو راكع في المسجد، فأعطاه خاتَمَه.
فهنيئاً لكم يا أتباع ابن تيمية بهذا الشيخ الكذاب
أقول :
وهذا
جواب للسيد الميلاني في كتابه القيم (دراسات في منهاج السنة لابن تيمية)
قال في رده على ابن تيمية عند تكذيبه لقصة التصدق بالخاتم :
(لقد روى القوم في كتبهم نزول قوله تعالى : (إنما وليّكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون)(392) في علي عليه السّلام ، في قصّة إعطائه الخاتم للسائل :
قال السيوطي : " وأخرج عبد الرزاق ، وعبد بن حميد ، وابن جرير ، وأبو الشيخ ، وابن مردويه ، عن ابن عباس في قوله تعالى : (إنما وليّكم الله ورسوله)الاية . قال : " نزلت في علي بن أبي طالب " .
وقال : وأخرج ابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ ، وابن عساكر ، عن سلمة بن كهيل قال : " تصدّق علي بخاتمه وهو راكع فنزلت : (إنما وليّكم الله ... )الاية "(393) .
--------------------
(392) سورة المائدة : 55 .
(393) الدر المنثور في التفسير المأثور 2/293 .
فهؤلاء جملة من رواة الخبر : الطبراني ، والثعلبي ، والواحدي ، والخطيب البغدادي ، وابن الجوزي ، والمحبّ الطبري ، والهيثمي ، والمتقي الهندي(394) .
ورواه أيضاً من مشاهير المفسّرين الاعلام : الفخر الرازي ، والبغوي ، والنسفي ، والقرطبي ، والبيضاوي ، وأبو السعود العمادي ، والشوكاني ، فراجع تفاسيرهم ، بتفسير الاية المباركة .
ورواه الالوسي الحنفي فقال : " غالب الاخباريين على أن هذه الاية نزلت في علي كرّم الله وجهه ... " .
وأضاف الالوسي : أن حساناً أنشد في ذلك أبياتاً ، فذكرها .
وذكر الالوسي : أنه سئل ابن الجوزي : كيف تصدّق علي بالخاتم ، والظنّ فيه أن له شغلاً شاغلاً فيها ؟ فقال :
يسقي ويشرب لا تلهيه سكرته عن النديم ولا يلهو عن الناس
أطاعه سكره حتى تمكّن من فعل الصحاة ، فهذا واحد الناس(395)
أقول :
وابن الجوزي هو الذي طالما اعتمد عليه ابن تيمية في تكذيب الاحاديث وردّها !
كما أنّ من رواة حديث نزول الاية في علي عليه السّلام هو : أبو جعفر محمد ابن جرير الطبري ، وقد اعتمد عليه ابن تيميّة في مواضع ونصَّ على ثقته ، والاحتجاج به ، كما أنه أثنى على " عبد الرزاق " و " عبد بن حميد " و "ابن أبي حاتم "(396) .
و " البغوي " وقد نص في حق هذا الاخير أنه لا يذكر في تفسيره شيئاً من الاحاديث الموضوعة(397) .
وبعد فهذا كلام ابن تيمية في نزول الاية في علي :
" وقد وضع بعض الكذّابين حديثاً مفتري : أن هذه الاية نزلت في علي لمّا تصدّق بخاتمه في الصلاة . وهذا كذب بإجماع أهل العلم بالنقل ، وكذبه بيّن من وجوه كثيرة "(398) .
وقال : " أجمع أهل العلم بالنقل على أنها لم تنزل في علي بخصوصه ، وأن عليّاً لم يتصدّق بخاتمه في الصلاة ، وأجمع أهل العلم بالحديث على أنَّ القصة المرويّة في ذلك من الكذب الموضوع "(399) .
وقال : " جمهور الامّة لم تسمع هذا الخبر "(400) .
فهنا مطالب :
الاوّل : قد ظهر أنّ ابن تيميّة لا رادع له من الكذب ولا وازع .
والثاني : أنه متى ما أراد الاستدلال بخبر ، وإنْ كان ضعيفاً أو مرسلاً ، أو موضوعاً ، نسبه إلى العلماء ، أو أرسله إرسال المسلّم ، ومتى أراد ردّ حديث ـ يرويه كبار الائمة في التفسير والفقه والحديث ، كهذا الحديث ـ ينسب إلى " إجماع أهل العلم " القول بأنّه " موضوع " و" كذب " و" مفترى " بل يدّعي " أنّ جمهور الامة لم تسمع هذا الخبر " .
والثالث : أن من بين رواة هذا الحديث وأمثاله من يتمسّك ابن تيمية بروايته ويحتجُّ بكلامه ، فإنْ كانوا " كذّابين " فكيف يحتجّ بهم ، وإلاّ فكيف يرميهم في مثل هذا الموضع بالكذب والوضع والافتراء ؟.
تعليق