جرأة في علي
حيدر محمد الوائلي
مجرد ذكري لإسمك في حديثٍ عابرٍ هو جرأة.
يعلم ذاكرك أنه باخسٍ حقك.
جرأة بساطة الحديث في عظيم المواقف.
يُخيل لي بكاء رضيعٍ وأنين إمرأة من وسط بيت الله الحرام.
خرجت فأعلنت ولادة النور في الشهر الحرام.
عش مجد السنين القادمة.
فثمة خاتمة.
بمحرابٍ وشهر صيامٍ لم يكتمل.
تتساقط الكلمات قطراتٍ في لج بحرك الكبير.
عش بصبرك العظيم أبا الصبر.
يا صاحب النفس العظيمة إصبر.
إصبر وصابر ورابط.
فما صبرك إلا قوة.
وعزيمة.
فجاوزت الصبر صبراً على ماهو أمرّ من الصبر.
الكلمات جمراتٍ تحرق القلب.
تُهيّج الالام.
هذا القلب مليءٌ بالجراح.
كلمات القلب المجروح صادقة نبيلة.
أصدق الكلمات وأنقاها.
ومن غير القلوب المحترقة بدواهي ومحن السنين تتكلم بالحق.
كانت حقاً من رجلٍ يدور الحق معه حيثما دار.
يتحدث من اخاه يوم المواخاة موصياً من ستقتله الفئة الباغية لاحقاً:
(يا عمار إذا رأيت علياً قد سلك وادياً وسلك الناس وادياً غيره فأسلك مع علي ودع الناس فإنه لن يدلك على ردى ولن يخرجك من هدى).
مضى بواديه عادلاً منصفاً حقاً مستوحشاً طريق لقلة سالكيه.
كرهه الكثيرين ناكثين وقاسطين ومارقين.
حاربوه لأنه حق.
ولليوم يحاربون الحق.
كانوا ولا زالوا أكثرهم للحق كارهون.
منهم كثيرين ممن يتظاهر بحبك وولائك وهم ناكثين جدد وقاسطين جدد ومارقين جدد.
يضرب بالسيف لنصرة الحق، ويصبح كالحمل الوديع لنصرة الحق أيضاً.
كلا الحالين بعدٌ رسالي.
الحق واحد، في السِلم والحرب.
ذات مرة كان يمشي في شوارع الكوفة ليلاً مع خادمه قنبر يتفقد الناس بنوبة له إعتيادية.
يسمع صوت اطفال يبكون بصورة غير إعتيادية.
اقترب من الدار طارقاً ففتحت أمرأة الباب.
كان السؤال.
مم بكاء الأطفال.
جاء الرد جوعٌ وضيق حال.
هذا أمر عجيب.
ما حلّ بأبي العيال.
إن أبوهم قضى نحبه مع عليٍ في القتال.
من داخل الدار.
صوت أجيج نار.
وماءٍ يغلي.
ماذا في القدر؟
اجابت: هو محض ماءٍ. علهم يتسلوا بصوت الغليان ويملوا فيناموا.
نزل الجواب كالصاعقة على أم رأس علي.
أسرع لداره وحمل جراباً فيه طحين وأخذ معه بعض تمر.
طلب قنبر حمل المواد عنه.
رد عليه: أنا اولى بحمله منك يا قنبر.
حمل الجراب على ظهره متوجهاً لتلك الدار.
طرق الباب ففتحت له الارملة: أمة الله إما أن تطبخي الطعام وأنا أُسلي الاطفال أو أن اطبخ أنا الطعام.
فقالت إن كان لابد فأوقد التنور.
أوقد علي التنور وقرب خده إلى النار محدثاً نفسه: ياعلي ذق!
كيف يبيت الايتام جياعاً؟!
ذق يا علي!
جاءت المرأة كي تخبز الخبز فتوجه علي إلى الاطفال يلاعبهم ويحملهم على ظهره وهم يضحكون فرحين.
يقول قنبر وهو يتابع فعل علي، تعجبت فسألت نفسي أهذا قالع باب خيبر وقاتل مرحب؟!
أكملت المرأة الخبز فصار علي من يطعم الأيتام.
يحدث نفسه مرة أخرى: كلوا وسألوا الله أن يغفر لعلي.
بصوتٍ حزينٍ حدّث نفسه ليسمع غيره من سيملك بإسم الله مستقبلاً في غضون بضع سنواتٍ وعشراتٍ ومئاتٍ وحتى الحين.
من داخل بيت الله، كرم الله وجهه وعليه السلام وعلى ملة رسول الله لم يسجد لصنمٍ قط حتى جاء نصر الله والفتح، ودخل في الأسلام من دخل من مسلمين مؤمنين ومسلمين منافقين ومسلمين مستسلمين.
ذات الأصناف متواجدة اليوم.
تلك الحروب التي جاوزت الثمانين حرباً كان علي فيها رافع لوائها وشجاعها وليثها المغوار.
كان فيها كالقطب من الرحى فيما عدا تبوك حيث جعله النبي محمد حارساً على المدينة قائلاً له: ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه ليس نبي بعدي.
لم تؤذي علياً تلك الجراحات يوماً وهو لم يكترث لها أصلاً.
لكن آذاه جراحات الخنوع والخيانة ممن حصدوا ما زرع النبي محمد بدمه وعرقه وجراحه وسنين المحنة وأيام الحصار. ومنذ السنة الأولى للهجرة وحتى سنة 1439هـ 2018 م والقادم أخطر.
ولأنهم أحياء عند ربهم يرزقون ويشاهدون ويعلمون ويتألمون، فهو يتألم وصابر على شيء أمرّ من الصبر.
من ألم ومرارة كثرة الأعداء أيام لم يكن للنبي ناصراً ولا معيناً غيره وثلة من الأصدقاء الكرام، كان وقتها علي مستأنساً وفخوراً رغم قلة وخذلان الناصر.
أراك بالأمس البعيد واليوم الحالي حزيناً صابراً لكثرة الأصحاب وقلة الأصدقاء.
أرى ذو الفقار الذي بضربةٍ واحدةٍ قدت عمر بن ود نصفين معادلة عبادة الثقلين حينما بلغت القلوب الحناجر وظنوا بالله الظنونا، وتقاعس الأحزاب من الناس وخافوا وزلزلوا زلزالاً شديدا. كان هذا وصفهم في سورة الأحزاب. كتقاعس وخيبة سياسيي وأحزاب أكثر بلاد العرب المسلمين اليوم التي عاثت في الأرض فساداً.
عمر بن ود يتغطرس ويستهزأ بالله وبمحمد. ولا من ناصر.
ساد الهدوء إلا من ضجيج إبن ودٍ فأخرسه علي بضربة صاح لها المسلمين من بعد سكوت طويل: الله أكبر!
تلك الضربة التي لولاها ما صاح (الله أكبر) أحد بعدها أبداً ولليوم حين دعا النبي الله يومها: يا رب إن شئت أن تعبد أو لا تعبد.
أرى ذو الفقار في غمده بعد أن رأى الكثيرين من المغفلين والفاسدين والمنافقين والجهلة والهمج الرعاع الناعقين مع كل ناعق تحكم وتخطب وتتسيّد ولليوم على تلك المنابر والمحاريب والصروح التي شيدها محمد بآلامه وجراحه ودمه وعرقه وصبره حيث ما أوذي نبي مثل ما أوذي محمد.
ليصلح حال الناس أجمعين ويكرمهم ويخلصهم من ظلام وقسوة الظلم ليعدل فيهم ويحكم بالأنصاف وليركبوا سفينة النجاة التي ربانها محمد وشعارها لقد كرمنا بني ادم و يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا فخانوا الأمانة.
لم يخن الأمين ولكن أكثر الناس ائتمنت الخائن وحتى اليوم.
حيدر محمد الوائلي
مجرد ذكري لإسمك في حديثٍ عابرٍ هو جرأة.
يعلم ذاكرك أنه باخسٍ حقك.
جرأة بساطة الحديث في عظيم المواقف.
يُخيل لي بكاء رضيعٍ وأنين إمرأة من وسط بيت الله الحرام.
خرجت فأعلنت ولادة النور في الشهر الحرام.
عش مجد السنين القادمة.
فثمة خاتمة.
بمحرابٍ وشهر صيامٍ لم يكتمل.
تتساقط الكلمات قطراتٍ في لج بحرك الكبير.
عش بصبرك العظيم أبا الصبر.
يا صاحب النفس العظيمة إصبر.
إصبر وصابر ورابط.
فما صبرك إلا قوة.
وعزيمة.
فجاوزت الصبر صبراً على ماهو أمرّ من الصبر.
الكلمات جمراتٍ تحرق القلب.
تُهيّج الالام.
هذا القلب مليءٌ بالجراح.
كلمات القلب المجروح صادقة نبيلة.
أصدق الكلمات وأنقاها.
ومن غير القلوب المحترقة بدواهي ومحن السنين تتكلم بالحق.
كانت حقاً من رجلٍ يدور الحق معه حيثما دار.
يتحدث من اخاه يوم المواخاة موصياً من ستقتله الفئة الباغية لاحقاً:
(يا عمار إذا رأيت علياً قد سلك وادياً وسلك الناس وادياً غيره فأسلك مع علي ودع الناس فإنه لن يدلك على ردى ولن يخرجك من هدى).
مضى بواديه عادلاً منصفاً حقاً مستوحشاً طريق لقلة سالكيه.
كرهه الكثيرين ناكثين وقاسطين ومارقين.
حاربوه لأنه حق.
ولليوم يحاربون الحق.
كانوا ولا زالوا أكثرهم للحق كارهون.
منهم كثيرين ممن يتظاهر بحبك وولائك وهم ناكثين جدد وقاسطين جدد ومارقين جدد.
يضرب بالسيف لنصرة الحق، ويصبح كالحمل الوديع لنصرة الحق أيضاً.
كلا الحالين بعدٌ رسالي.
الحق واحد، في السِلم والحرب.
ذات مرة كان يمشي في شوارع الكوفة ليلاً مع خادمه قنبر يتفقد الناس بنوبة له إعتيادية.
يسمع صوت اطفال يبكون بصورة غير إعتيادية.
اقترب من الدار طارقاً ففتحت أمرأة الباب.
كان السؤال.
مم بكاء الأطفال.
جاء الرد جوعٌ وضيق حال.
هذا أمر عجيب.
ما حلّ بأبي العيال.
إن أبوهم قضى نحبه مع عليٍ في القتال.
من داخل الدار.
صوت أجيج نار.
وماءٍ يغلي.
ماذا في القدر؟
اجابت: هو محض ماءٍ. علهم يتسلوا بصوت الغليان ويملوا فيناموا.
نزل الجواب كالصاعقة على أم رأس علي.
أسرع لداره وحمل جراباً فيه طحين وأخذ معه بعض تمر.
طلب قنبر حمل المواد عنه.
رد عليه: أنا اولى بحمله منك يا قنبر.
حمل الجراب على ظهره متوجهاً لتلك الدار.
طرق الباب ففتحت له الارملة: أمة الله إما أن تطبخي الطعام وأنا أُسلي الاطفال أو أن اطبخ أنا الطعام.
فقالت إن كان لابد فأوقد التنور.
أوقد علي التنور وقرب خده إلى النار محدثاً نفسه: ياعلي ذق!
كيف يبيت الايتام جياعاً؟!
ذق يا علي!
جاءت المرأة كي تخبز الخبز فتوجه علي إلى الاطفال يلاعبهم ويحملهم على ظهره وهم يضحكون فرحين.
يقول قنبر وهو يتابع فعل علي، تعجبت فسألت نفسي أهذا قالع باب خيبر وقاتل مرحب؟!
أكملت المرأة الخبز فصار علي من يطعم الأيتام.
يحدث نفسه مرة أخرى: كلوا وسألوا الله أن يغفر لعلي.
بصوتٍ حزينٍ حدّث نفسه ليسمع غيره من سيملك بإسم الله مستقبلاً في غضون بضع سنواتٍ وعشراتٍ ومئاتٍ وحتى الحين.
من داخل بيت الله، كرم الله وجهه وعليه السلام وعلى ملة رسول الله لم يسجد لصنمٍ قط حتى جاء نصر الله والفتح، ودخل في الأسلام من دخل من مسلمين مؤمنين ومسلمين منافقين ومسلمين مستسلمين.
ذات الأصناف متواجدة اليوم.
تلك الحروب التي جاوزت الثمانين حرباً كان علي فيها رافع لوائها وشجاعها وليثها المغوار.
كان فيها كالقطب من الرحى فيما عدا تبوك حيث جعله النبي محمد حارساً على المدينة قائلاً له: ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه ليس نبي بعدي.
لم تؤذي علياً تلك الجراحات يوماً وهو لم يكترث لها أصلاً.
لكن آذاه جراحات الخنوع والخيانة ممن حصدوا ما زرع النبي محمد بدمه وعرقه وجراحه وسنين المحنة وأيام الحصار. ومنذ السنة الأولى للهجرة وحتى سنة 1439هـ 2018 م والقادم أخطر.
ولأنهم أحياء عند ربهم يرزقون ويشاهدون ويعلمون ويتألمون، فهو يتألم وصابر على شيء أمرّ من الصبر.
من ألم ومرارة كثرة الأعداء أيام لم يكن للنبي ناصراً ولا معيناً غيره وثلة من الأصدقاء الكرام، كان وقتها علي مستأنساً وفخوراً رغم قلة وخذلان الناصر.
أراك بالأمس البعيد واليوم الحالي حزيناً صابراً لكثرة الأصحاب وقلة الأصدقاء.
أرى ذو الفقار الذي بضربةٍ واحدةٍ قدت عمر بن ود نصفين معادلة عبادة الثقلين حينما بلغت القلوب الحناجر وظنوا بالله الظنونا، وتقاعس الأحزاب من الناس وخافوا وزلزلوا زلزالاً شديدا. كان هذا وصفهم في سورة الأحزاب. كتقاعس وخيبة سياسيي وأحزاب أكثر بلاد العرب المسلمين اليوم التي عاثت في الأرض فساداً.
عمر بن ود يتغطرس ويستهزأ بالله وبمحمد. ولا من ناصر.
ساد الهدوء إلا من ضجيج إبن ودٍ فأخرسه علي بضربة صاح لها المسلمين من بعد سكوت طويل: الله أكبر!
تلك الضربة التي لولاها ما صاح (الله أكبر) أحد بعدها أبداً ولليوم حين دعا النبي الله يومها: يا رب إن شئت أن تعبد أو لا تعبد.
أرى ذو الفقار في غمده بعد أن رأى الكثيرين من المغفلين والفاسدين والمنافقين والجهلة والهمج الرعاع الناعقين مع كل ناعق تحكم وتخطب وتتسيّد ولليوم على تلك المنابر والمحاريب والصروح التي شيدها محمد بآلامه وجراحه ودمه وعرقه وصبره حيث ما أوذي نبي مثل ما أوذي محمد.
ليصلح حال الناس أجمعين ويكرمهم ويخلصهم من ظلام وقسوة الظلم ليعدل فيهم ويحكم بالأنصاف وليركبوا سفينة النجاة التي ربانها محمد وشعارها لقد كرمنا بني ادم و يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا فخانوا الأمانة.
لم يخن الأمين ولكن أكثر الناس ائتمنت الخائن وحتى اليوم.