بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين
غيبة المؤمن :
الغيبة من الذنوب التي رسم لها الله سبحانه وتعالى صورة منفـِّرة في الذكر الحكيم لبيان مدى قبح هذا الذنب وما له من آثار مدمرة في المجتمع المؤمن حيث قال تعالى :
( ولا يغـتَبْ بعـضُكُم بعضاً أيحبُّ أحـدكم أن يأكل لحـم أخيه ميتاً فكـرهتموه ) الحجرات 12 .
فيحتمل أن تكون الآية في مقام بيان كيفية العذاب الأخروي للمغتاب , حيث تتجسم الغيبة في الآخرة بصورة أكل ميتة الشخص المغتاب
فقد روي عن الرسول الأكرم صلى الله عليه واله وسلم : ( أنه نظر في النار ليلة الإسراء فإذا قوم يأكلون الجيف , فقال يا جبرائيل من هؤلاء ؟ قال : هؤلاء الذين يأكلون لحم الناس ) .
الغيبة أشد من الزنى : حيث روي عن النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم : ( أن الغيبة أشد من الزنى وأن الرجل يزني فيتوب ويتوب الله عليه , وأن صاحب الغيبة لا يغفر له حتى يغفر له صاحبها )
وغيرها من الروايات المروّعة حيث لا يجمع بين المغتابين في الجنة وأن المغتاب آخر من يدخل الجنة إذا تاب وأن لم يتب فهو أول من يدخل النار
وأنه يكذب من يزعم انه ولد من حلال وهو يغتاب الناس . وأن الغيبة ادام كلاب النار .
تعريف الغيبة : عرّف المصنف " دام ظله " الغيبةَ :
وهي أن يذكر بعيب في غيبته مما يكون مستوراً عن الناس سواء أكان بقصد الأنتقاص منه أم لا
وفي التعريف أمور هي :
1ــ قيد المصنف الغيبة بـ " المؤمن " فيعلم أن الغيبة المحرّمة التي هي من الكبائر وهي موضع البحث هي غيبة الإنسان المؤمن (أي الشيعي الأثنا عشري) . وليس غيبة من سواه من المخالفين . ولكن الأفضل ترك غيبة المسلم خصوصاً غير المعاند للحق والقاصرين عن أدراك العقائد الحقة
2ــ أن ذكر العيب لكي يصدق عليه غيبة لابد أن يكون في حال عدم حضور الشخص الذي ذُكرَ عَيْبُه . أما ذِكرُ عيب المؤمن في حضوره فهو ليس غيبة ولكنه قد يحرم من بابٍ أخر وهو عنوان المذمة والإيذاء والاستخفاف بالمؤمن
3ــ أن العيوب تارة تكون مستورة خفية عن الناس كارتكاب الإنسان المؤمن بعض الذنوب سراً (كشرب الخمر أو ترك الصلاة أو ترك الصيام ونحوها )أو يكون بخيلاً أو جباناً ونحوها من العيوب التي لا يطلع عليها الناس وتارة أخرى يكون العيب معلوم عند السامع إما لأنه ظاهر بنفسه كالعيوب الخلقية (الأعور , الأعرج , ونحوها ) أو أنه ليس كذلك كالبخل والجبن الذي يعلم به السامع
فالغيبة تنطبق على العيوب التي لا يعلم بها السامع . أما العيوب التي يعلم بها السامع فلا يصدق على ذكرها أنها غيبة بل يصدق عليها أحد العنوانات المحرّمة الأخرى ( كإيذاء المؤمن أو أهانته أو الاستخفاف به ) فتحرم من هذه الحيثيات
4 ــ العيوب تارة تكون في بدن المؤمن : كالعرج والحول الذي لا يخفيهما عن الناس ونحوهما من العيوب الجسدية . وتارة يكون العيب في أخلاقه كالجبن والبخل واللؤم ونحوها من العيوب الأخلاقية وتارة يكون العيب في نسبه كفسق والده أو خبثه أو خسته ونحوها وتارة يكون العيب في سلوكه الديني كأن يكون كذاباً أو متسامحاً في صلاته أو شاربا للخمر ونحوها من ترك الواجبات أوفعل المحرمات
فجميع تلك العيوب إذا كان السامع لا يعلم بها فإن ذكره في حال غيبته يعتبر غيبة وهذا المعنى يفهم من أطلاق عبارة المصنف " حفظه الله " حيث قال : ( أن يذكر بعيب ) فهو لم يحدد نوع العيب المذكور فيكون شاملاً لجميعها
5 ــ ثم أن ذكر العيب تارة يكون بواسطة اللسان أو بالفعل والإشارة كأن يحاكي مشيته أو طريقة كلامه إذا كان في طريقة كلامه عيب , وكل ذلك تارة يكون بالتصريح بالعيب وتارة يكون بالكناية بل أحياناً تكون الغيبة بالكناية أسوأ , مثل أن يقول : الحمد لله الذي لم يبتلني بحب الرئاسة أو مجالسة الظلمة أو حب المال أو يقول أعوذ بالله من الحرص والبخل والصلافة وغرضه في جميع هذه العبارات التعريض بشخص يحمل تلك المواصفات
فإن ذكر العيب بأي طريقة من هذه الطرق يكون محرماً ويصدق عليه أنه غيبة
6 ــ ذكر العيب تارة يكون بقصد الأنتقاص وتارة لا يكون بقصد الأنتقاصبل لغرض آخر كالتفكه أو الاستشهاد به أو من باب الشفقة على صاحبه
فإن ذكر العيب بجميع هذه الصور يكون محرماً وهو غيبة ٌ من الكبائر
والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين
غيبة المؤمن :
الغيبة من الذنوب التي رسم لها الله سبحانه وتعالى صورة منفـِّرة في الذكر الحكيم لبيان مدى قبح هذا الذنب وما له من آثار مدمرة في المجتمع المؤمن حيث قال تعالى :
( ولا يغـتَبْ بعـضُكُم بعضاً أيحبُّ أحـدكم أن يأكل لحـم أخيه ميتاً فكـرهتموه ) الحجرات 12 .
فيحتمل أن تكون الآية في مقام بيان كيفية العذاب الأخروي للمغتاب , حيث تتجسم الغيبة في الآخرة بصورة أكل ميتة الشخص المغتاب
فقد روي عن الرسول الأكرم صلى الله عليه واله وسلم : ( أنه نظر في النار ليلة الإسراء فإذا قوم يأكلون الجيف , فقال يا جبرائيل من هؤلاء ؟ قال : هؤلاء الذين يأكلون لحم الناس ) .
الغيبة أشد من الزنى : حيث روي عن النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم : ( أن الغيبة أشد من الزنى وأن الرجل يزني فيتوب ويتوب الله عليه , وأن صاحب الغيبة لا يغفر له حتى يغفر له صاحبها )
وغيرها من الروايات المروّعة حيث لا يجمع بين المغتابين في الجنة وأن المغتاب آخر من يدخل الجنة إذا تاب وأن لم يتب فهو أول من يدخل النار
وأنه يكذب من يزعم انه ولد من حلال وهو يغتاب الناس . وأن الغيبة ادام كلاب النار .
تعريف الغيبة : عرّف المصنف " دام ظله " الغيبةَ :
وهي أن يذكر بعيب في غيبته مما يكون مستوراً عن الناس سواء أكان بقصد الأنتقاص منه أم لا
وفي التعريف أمور هي :
1ــ قيد المصنف الغيبة بـ " المؤمن " فيعلم أن الغيبة المحرّمة التي هي من الكبائر وهي موضع البحث هي غيبة الإنسان المؤمن (أي الشيعي الأثنا عشري) . وليس غيبة من سواه من المخالفين . ولكن الأفضل ترك غيبة المسلم خصوصاً غير المعاند للحق والقاصرين عن أدراك العقائد الحقة
2ــ أن ذكر العيب لكي يصدق عليه غيبة لابد أن يكون في حال عدم حضور الشخص الذي ذُكرَ عَيْبُه . أما ذِكرُ عيب المؤمن في حضوره فهو ليس غيبة ولكنه قد يحرم من بابٍ أخر وهو عنوان المذمة والإيذاء والاستخفاف بالمؤمن
3ــ أن العيوب تارة تكون مستورة خفية عن الناس كارتكاب الإنسان المؤمن بعض الذنوب سراً (كشرب الخمر أو ترك الصلاة أو ترك الصيام ونحوها )أو يكون بخيلاً أو جباناً ونحوها من العيوب التي لا يطلع عليها الناس وتارة أخرى يكون العيب معلوم عند السامع إما لأنه ظاهر بنفسه كالعيوب الخلقية (الأعور , الأعرج , ونحوها ) أو أنه ليس كذلك كالبخل والجبن الذي يعلم به السامع
فالغيبة تنطبق على العيوب التي لا يعلم بها السامع . أما العيوب التي يعلم بها السامع فلا يصدق على ذكرها أنها غيبة بل يصدق عليها أحد العنوانات المحرّمة الأخرى ( كإيذاء المؤمن أو أهانته أو الاستخفاف به ) فتحرم من هذه الحيثيات
4 ــ العيوب تارة تكون في بدن المؤمن : كالعرج والحول الذي لا يخفيهما عن الناس ونحوهما من العيوب الجسدية . وتارة يكون العيب في أخلاقه كالجبن والبخل واللؤم ونحوها من العيوب الأخلاقية وتارة يكون العيب في نسبه كفسق والده أو خبثه أو خسته ونحوها وتارة يكون العيب في سلوكه الديني كأن يكون كذاباً أو متسامحاً في صلاته أو شاربا للخمر ونحوها من ترك الواجبات أوفعل المحرمات
فجميع تلك العيوب إذا كان السامع لا يعلم بها فإن ذكره في حال غيبته يعتبر غيبة وهذا المعنى يفهم من أطلاق عبارة المصنف " حفظه الله " حيث قال : ( أن يذكر بعيب ) فهو لم يحدد نوع العيب المذكور فيكون شاملاً لجميعها
5 ــ ثم أن ذكر العيب تارة يكون بواسطة اللسان أو بالفعل والإشارة كأن يحاكي مشيته أو طريقة كلامه إذا كان في طريقة كلامه عيب , وكل ذلك تارة يكون بالتصريح بالعيب وتارة يكون بالكناية بل أحياناً تكون الغيبة بالكناية أسوأ , مثل أن يقول : الحمد لله الذي لم يبتلني بحب الرئاسة أو مجالسة الظلمة أو حب المال أو يقول أعوذ بالله من الحرص والبخل والصلافة وغرضه في جميع هذه العبارات التعريض بشخص يحمل تلك المواصفات
فإن ذكر العيب بأي طريقة من هذه الطرق يكون محرماً ويصدق عليه أنه غيبة
6 ــ ذكر العيب تارة يكون بقصد الأنتقاص وتارة لا يكون بقصد الأنتقاصبل لغرض آخر كالتفكه أو الاستشهاد به أو من باب الشفقة على صاحبه
فإن ذكر العيب بجميع هذه الصور يكون محرماً وهو غيبة ٌ من الكبائر
تعليق