ان الأمام علي (عليه السلام) اكتسب علومه اللغويه واياته البلاغيه الأعجازيه من خلال تفاعل روحه الشريفه مع كل كلمه و كل حرف من القران الكريم بل من اللوح المحفوظ ذاته , اما المعين الثاني الذي كان يغرف الأمام علي (عليه السلام) منه دون ان ينضب فهو نبي الرحمه محمد (صلى الله عليه وآله) و كان من نتيجة ذلك انه (عليه السلام) قد اتحف الأنسانية بتراث روحي وفير و بكنز فكري غزير تعجز اللغة العربيه عن الاتيان بمثله شكلا ومضموما ,كما و يعتبر كتابه العظيم (نهج البلاغه)من الناحيه البلاغيه ايضا هو المقياس والمعيار لسلامه االلغة العربية وذلك لانه الكتاب الذي لا يفوته كتاب اخر علما وبلاغه الا الكتاب السماوي الخالد (القران الكريم).
عظمة الامام علي (عليه السلام) في بلاغته وضحت الخط العملي المتحرك والمنطق من الدائرة النظرية والمبدئية المتجلية بمبادئه الواضحة في نهج البلاغة الى دائرة أقتران القول بالفعل وربط النظرية بالتطبيق هو كلام دقيق يحمل في طياته اشارات بليغة كثيرة الى أن هناك دعوة واضحة في نهج البلاغة الى ضرورة ربط القيم والمبادئ بالحياة العملية والسلوكيات الفردية الخاصة، وفيه دعوة ايضآ لكل انسان من اجل ان يسعى جاهدآ لاكمال مسيرة الحياة الانسانية المتوازنة وفق مقتضيات رسالة السماء فأن الذي يعيش ابعاد ذلك النهج القويم الذي رسمه الامام علي (عليه السلام) بافعاله مثلما رسمه باقواله , سيصبح بدوره فردآ مهما له دوره الفعال على مسرح الحياة في الوقت الذي يكون قد ضمن لنفسه مكانآ لائقا في عوالم السماء الابدية.
الكثير من المفكرين والادباء المسلمين والمسيحين قد رأوا في الكلام الوارد في نهج البلاغه كلاماً دون مستوى كلام الخالق وفوق كلام المخلوق فان مرد ذلك الى ان صاحب كتاب نهج البلاغه هو تلميذ القران الكريم والى ان الامام الذي وضع قواعد اللغة العربيه واسس بلاغتها هو في المحصله الوجه الناطق للذكر الحكيم بكل مافيه من احكام وعلوم في الوقت الذي يكون فيه ذلك الذكر الحكيم هو الوجه الصامت للامام المبين وللامام علي (عليه السلام).
صياغة اللغة العربية وصياغة قواعدها ,ومن ثم تربعه على عرش الفصاحه والبلاغة للّغة العربية التي خاطب الله تعالى من خلالها عباده في كتابه المبين ,وهي ايضاً اللغة التي يتحدث بها اهل السماء في جنان الخلد والنعيم ان لسان الامام علي (عليه السلام)هو اللسان الذي حفظ الرسالة وهو اللسان الذي استطاع ان يحفظ حتى القران الكريم نفسه من الضياع والفساد ,وان الامام علي (عليه السلام)هو امام الفصحاء واستاذ البلغاء هو معيار سلامة اللغة ومقياسها السليم لان الذي يكون كلامه دون كلام الخالق وفوق كلام المخلوقين ,لابد ان يكون امام المخلوقين ومقياس سلامة لغتهم ومعيار فصاحتهم وبلاغتهم يرى الكثير من الادباء والمفكرين المسيحين ان محمد بن عبد الله (صلى الله عليه واله) معجزات وكرامات عديدة و ان احدى اهم كراماته العظيمة هو مجيئه بالقران العظيم ,ويرى اولئك ايضاً ان لابن عمه امير المؤمنين علي (عليه السلام) معاجزه وكراماته وان ا حدى كراماته و معاجزه الخالده هي تلك الاقوال والخطب ذات الروح الالهي والنفس النبوي الموجوده في نهج البلاعة.
وللمتطلع لكلام الامام علي عليه السلام سيجد انه عليه السلام هو ملك الانسانيه جمعاء وهو الارث السماوي الخالد الذي شاء الله سبحانه وتعالى ان يبقيه مشاعآ عامآ لكل الناس على مختلف مذاهبهم ومشاربهم لان الشمس التي هي مصدر هام لوجود الحياة واستمرارها هي تلك الهبه الالهيه العظيمة التي شاءها الله عز وجل ان تشرف بنورها على البر والفاجر ,على العادل والظالم ,على الغني والفقير وعلى الرفيع والوضيع على حد سواء ,فالامام علي (عليه السلام)كان اماماً في كل جانب من جوانب الحياة ,بل كان اماماً وسيداً في كل جانب من جوانبها , فهو امام الفصاحة والبلاغة , وهو وهو امام الكرم والسخاء ,وهو سيد الفرسان وامام الشجعان , وهو ايضاً سيد الصابرين الذين قاسوا وعانوا الكثير في امتهم ,وهو فوق كل ذلك ولي المؤمنين وامامهم اجمعين وذلك لان علياً واهل بيته والائمة من ولده هم محط نزول ايات الله وسوره وبيتهم الشريف هو مهبط الوحي الامين.
الكاتب: فراس الكعبي
تعليق