بسم الله الرحمن الرحيم
لا مانع عقلي من رؤية الإمام عجل الله تعالى فرجه الشريف ولا دليل على امتناع وقوع تلك الرؤية.
ولكن القاعدة الاولية في رؤيته عجل الله تعالى فرجه الشريف هي ان يتم اللقاء مع تمام الحفاظ على حياة الإمام وسلامته، فإذا توفر هذا الشرط المهم امكن رؤيته، وهو ما اشار اليه الشيخ ابو سهل النوبختي حيث اشار الى ان الشيء المهم في لقاءه عليه السلام هو الوثاقة بدرجة كبيرة بحيث يؤمن بها على حياته عجل الله تعالى فرجه الشريف.
حيث ورد انه سئل الشيخ ابو سهل فقيل: كيف صار هذا الأمر (أي السفارة عن الامام) الى الشيخ ابي القاسم الحسين بن روح دونك؟
فقال: هم اعلم وما اختاروه، ولكن انا رجل ألقى الخصوم وأناظرهم ولو علمتُ بمكانه كما علم ابو القاسم وضغطتني الحجة (على مكانه) لعلي كنتُ أدل على مكانه، وابو القاسم فلو كانت الحجة تحت ذيله وقُرَض بالمقاريض ماكشف الذيل عنه...[غيبة الشيخ الطوسي صظ£ظ©ظ،].
وبعد هذا، فقد دلّت الروايات الشريفة على امكانية رؤيته عجل الله تعالى فرجه الشريف، بل ووقوعها فعن السفير الثاني محمد بن عثمان: ان صاحب هذا الامر ليحضر الموسم كل سنة فيرى الناس ويعرفهم، ويرونه ولا يعرفونه.
وعليه فرؤيته يمكن ان تكون مع المعرفة وهذه يشترط فيها ذلك الشرط المهم وغيره من الشروط كالمصلحة التي يشخصها الإمام عليه السلام، ويمكن ان تكون بلا معرفته، وهذه ممكنة لكل الناس، بل هو الواقع، هذا بالاضافة الى العدد الغفير من العلماء الذين يوثق بكلامهم ويُصدّقون في دعواهم قد ادعوا مشاهدته عليه السلام بما لايقبل التشكيك.
وينبغي الالتفات الى قضية مهمة، وهي: اننا وإن كنا لا نراه اليوم ولكن ينبغي ان يرانا هو عجل الله تعالى فرجه الشريف على حال حسنة في علاقتنا مع الدين عموماً.
فينبغي العمل على إرضاءه عليه السلام بالالتزام بالتعليمات الاسلامية وعدم مخالفته في شيء من ذلك.
ولعل اقوى مانع من رؤيتنا له عليه السلام هو إقامتنا على الذنوب، وهو ربما يشير اليه عليه السلام في مكاتبته للشيخ المفيد قدس سره: ((ولو ان اشياعنا -وفقهم الله لطاعته- على اجتماع من القلوب في الوفاء بالعهد عليهم لما تأخر عنهم اليمنُ بلقائنا...))
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان
مركز الدراسات التخصصية ف الامام المهدي عليه السلام
تعليق