الدليل الجديد في الرد على من يقول حسبي كتاب الله المجيد .....

[العباس اكرمني]

بسم الله الرحمن الرحيم . اللهم صل على محمد وال محمد

ان من المعلوم عند جميع المسلمين ان مصادر التشريع لاتنحصر بالقران الكريم بل تتعداه الى السنة النبوية الشريفة المتمثلة بالروايات الصحيحة المقبولة (عند كل عاقل ومنصف ) التي لا تتعارض مع تعاليم وروح المصحف الشريف . ولكن العجيب والغريب حينما نرى روايات صحيحة سندا وصريحة دلالة في كتب علماء اهل السنة والجماعة تشير الى ان ابي بكر وعمر قد قاما بحرق الاحاديث ومنعوا كتابتها والتحدث بها بين الناس وامروا بمحو الاحاديث الموجودة عند الناس وحجتهم في ذلك هو لا كتاب مع كتاب الله وحسبي كتاب الله وغيرها من الاسباب والاعذار الهزيلة الواهية التي منها الخوف على القران من الاندثار وتعطيل ما ورد فيه من القصص والاثار . والذي يتتبع الروايات والاخبار التي صدرت عن النبي (ص) المختاربان هذا الكلام هو قول المفترين الاشرارالمستوجبين بقولهم هذا لدخول النارالى جهنم وبئس القرار.

م/ الدليل على الاخذ بالسنة النبوية وعدم جواز تركها والاقتصار فقط على القرأن الكريم :

*** مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح / كتاب الإيمان / باب الاعتصام بالكتاب والسنة :
162 – وعن أبي رافع - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - : ( لا ألفين أحدكم متكئا على أريكته ، يأتيه الأمر من أمري مما أمرت به أو نهيت عنه ، فيقول لا أدري ، ما وجدنا في كتاب الله اتبعناه ) . رواه أحمد وأبو داود ، والترمذي ، وابن ماجه ، والبيهقي في ( دلائل النبوة ) .

*** حدثنا عبد الله بن ربيع التميمي قال أنبأنا محمد بن إسحاق بن السليم، وأحمد بن عون الله، قال: حدثنا ابن الأعرابي، قال حدثنا سليمان بن الأشعث السجستاني، حدثنا محمد بن عيسى، حدثنا أشعث بن شعبة، أنبأنا أرطاة بن المنذر، سمعت أبا الأحوص حكيم بن عمير يحدث عن العرباض بن سارية/ أنه حضر رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب الناس وهو يقول: «أَيَحْسَبُ أَحَدُكُمْ مُتَّكِئاً عَلَى أَرِيكَتِهِ قَدْ يَظُنُّ أَنَّ الله تَعَالى لَمْ يُحَرِّمْ شَيْئاً إِلاَّ ما فِي القُرْآنِ أَلا وَإِنِّي وَالله قَدْ أَمَرْتُ وَوَعَظْتُ وَنَهَيْتُ عَنْ أَشْيَاءَ إِنها لَمِثْلِ القُرْآنِ» . الكتب والمصادر: *قال الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة وشيء من فقهها وفوائدها / ج2 / ص 571 / رقم الحديث 882 : أخرجه أبو داود ( 2 / 45 ) و عنه ابن عبد البر في " التمهيد " ( 1 / 149 ) عن أشعث بن شعبة حدثنا أرطاة بن المنذر........... وهذا سند حسن إن شاء الله تعالى ، أشعث بن شعبة ، قال الذهبي : " قال أبو زرعة وغيره لين ، و قواه ابن حبان . *سنن أبي داود/ كتاب الخراج والإمارة والفيء/ باب في تعشير أهل الذمة إذا اختلفوا بالتجارات / حديث رقم 3050 .*السنن الكبرى للبيهقي / كتاب السير / جماع أبواب الشرائط التي يأخذها الإمام على أهل الذمة وما يكون منهم نقضا للعهد / باب لا يأخذ المسلمون من ثمار أهل الذمة ولا أموالهم شيئا بغير أمرهم إذا أعطوا ما عليهم وما ورد من التشديد في ظلمهم وقتلهم / حديث رقم 18156 .

*** وعن العرباض بن سارية أنه حضر رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب الناس وهو يقول : أيحسب أحدكم متكئا على أريكته قد يظن أن الله لم يحرم شيئا إلا ما في هذا القرآن ألا وإني والله قد أمرت ووعظت ونهيت عن أشياء إنها لمثل القرآن أو أكثر . وأخرجه الترمذي من حديث المقدام بن معدي كرب بمعناه وقال : حديث حسن غريب . والقاطع قوله تعالى : ( فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة ) سورة النور/ الآية 63.

ملاحظة : قد ثبت بهذه الروايات المتقدمة اعلاه بان السنة النبوية الشريفة هي أحد مصادر التشريع الاسلامي التي لايمكن انكارها او ردها والاكتفاء بالقران فقط . وذلك لان السنة المطهرة هي شارحة للقرأن باتفاق جميع المسلمين . وهذه هي اقوالهم :
* قال الشافعي رحمه الله : ولا أعلم من الصحابة ولا من التابعين أحدا أُخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا قبل خبره ، وانتهى إليه ، وأثبت ذلك سنة .. وصنع ذلك الذين بعد التابعين ، والذين لقيناهم ، كلهم يثبت الأخبار ويجعلها سنة ، يحمد من تبعها ، ويعاب من خالفها ، فمن فارق هذا المذهب كان عندنا مفارق سبيل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأهل العلم بعدهم إلى اليوم ، وكان من أهل الجهالة .وكون النبي صلى الله عليه وسلم رسول الله ، يقتضي تصديقه في كل ما يخبر به ، وطاعته في كل ما يأمر به ، ومن المُسلَّم به أنه قد أخبر وحكم بأمور زائدة على ما في القرآن الكريم ، فالتفريق بينها وبين القرآن ، في وجوب الالتزام بـها ، والاستجابة لها ، تفريق بما لا دليل عليه ، بل هو تفريق باطل ، فلزم أن يكون خبره صلى الله عليه وسلم واجب التصديق ، وكذا أمره واجب الـطـاعة .وحكم من أنكر حجية السنة أنه كافر لإنكاره ما هو معلوم من الدين بالضرورة .

* وقال شيخ الإسلام ابن تيمية :" وليعلم أنه ليس أحد من الأئمة المقبولين عند الأمة قبولا عاماً يتعمد مخالفة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فى شىء من سنته دقيق ولا جليل . فإنهم متفقون اتفاقا يقينيا على وجوب اتباع الرسول ، وعلى أن كل أحد من الناس يؤخذ من قوله ويترك إلا رسول الله " .

* قال الإمام ابن حزم رحمه الله :" في أي قرآن وجد أن الظهر أربع ركعات ، وأن المغرب ثلاث ركعات ، وأن الركوع على صفة كذا ، والسجود على صفة كذا ، وصفة القراءة فيها والسلام ، وبيان ما يجتنب في الصوم ، وبيان كيفية زكاة الذهب والفضة ، والغنم والإبل والبقر ، ومقدار الأعداد المأخوذ منها الزكاة ، ومقدار الزكاة المأخوذة ، وبيان أعمال الحج من وقت الوقوف بعرفة ، وصفة الصلاة بها وبمزدلفة ، ورمي الجمار ، وصفة الإحرام وما يجتنب فيه ، وقطع يد السارق ، وصفة الرضاع المحرم ، وما يحرم من المآكل ، وصفة الذبائح والضحايا ، وأحكام الحدود ، وصفة وقوع الطلاق ، وأحكام البيوع ، وبيان الربا والأقضية والتداعي ، والأيمان والأحباس والعمرى ، والصدقات وسائر أنواع الفقه ؟ وإنما في القرآن جمل لو تركنا وإياها لم ندر كيف نعمل فيها ، وإنما المرجوع إليه في كل ذلك النقل عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وكذلك الإجماع إنما هو على مسائل يسيرة... فلا بد من الرجوع إلى الحديث ضرورة ، ولو أن امرءا قال : لا نأخذ إلا ما وجدنا في القرآن لكان كافرا بإجماع الأمة " اهـ .

ملاحظة : على كلام الامام ابن حزم يكون عمر ابن الخطاب كافرا باجماع الامة لانه قال حسبنا كتاب الله وترك العمل بسنة رسول الله كما ستاتي الروايات ادناه التي تصرح بذلك في صحيح البخاري .


م/ من يقول حسبي كتاب الله فهو خارجي بشهادة الذهبي :
*** تذكرة الحفاظ / الذهبي ج 1 / ص 2 – 3 :
ومن مراسيل ابن ابي مليكة ان الصديق جمع الناس بعد وفاة نبيهم فقال انكم تحدثون عن رسول الله صلى الله عليه وسلم احاديث تختلفون فيها والناس بعدكم اشد اختلافا فلا تحدثوا عن رسول الله شيئا فمن سألكم فقولوا بيننا وبينكم كتاب الله فاستحلوا حلاله وحرموا حرامه .
فهذا المرسل يدلك ان مراد الصديق التثبت في الاخبار والتحري لا سد باب الرواية ، ألا تراه لما نزل به امر الجدة ولم يجده في الكتاب كيف سأل عنه في السنة فلما اخبره الثقة ما اكتفى حتى استظهر بثقة آخر ولم يقل حسبنا كتاب الله كما تقوله الخوارج .

ملاحظة / يفهم من قول الذهبي المتقدم عدة نقاط :
1/ ان الذهبي نفى ان عمر بن الخطاب قال حسبنا كتاب الله وسنأتي ونثبت ان عمر قالها والدليل هو في الروايات ادناه من كتاب صحيح البخاري .
2/ ان الذهبي حكم على كل من يقول حسبنا كتاب الله بأنه خارجي فاذا اثبتنا ان عمرابن الخطاب قد قالها ( وسنثبت ذلك أدناه ) فيكون عمر هو اول خارجي في الاسلام وعاصيا ومخالفا لامر رسول الله (ص) .
3/ انظروا الى دفاع الذهبي عن ابي بكر يقول : ان قصد ابو بكر هو التحري والتثبت في الروايات والاخبار لا سد باب الرواية . وهذا الامر لاباس به عندنا ايضا . ولكن هل يستدعي هذا الامر أن يحرق احاديث رسول الله (ص) ايها الذهبي ؟؟؟؟؟؟ !!!!!!

م/ الرد على الذهبي من صحيح البخاري :

*** صحيح البخاري يكذب قول الذهبي اعلاه بهذه الرواية و يحفظ ماء وجه عمر و يتنكر للرسول الله (ص) .
صحيح البخاري ج: 1 ص: 54
39 باب كتابة العلم
114 حدثنا يحيى بن سليمان قال حدثني ابن وهب قال أخبرني يونس عن ابن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس قال : لما اشتد بالنبي صلى الله عليه وسلم وجعه قال : ائتوني بكتاب أكتب لكم كتابا لا تضلوا بعده .
قال عمر : إن النبي صلى الله عليه وسلم غلبه الوجع ، وعندنا كتاب الله حسبنا .
ملاحظة : الان ثبت عند القارئ الكريم ان عمر خارجي لانه قال حسبنا كتاب الله بنص كلام الذهبي .

*** صحيح البخاري ج: 4 ص: 1612
باب مرض النبي صلى الله عليه وسلم ووفاته.
حديث رقم 4169
حدثنا علي بن عبد الله حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : لما حضر رسول الله صلى الله عليه وسلم - وفي البيت رجال - فقال النبي صلى الله عليه وسلم : هلموا أكتب لكم كتابا لا تضلون بعده .
فقال بعضهم : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد غلبه الوجع ، وعندكم القرآن حسبنا كتاب الله .