اللهم صل على محمد وآل محمد
نص الشبهة:
يتناقض الشيعة عندما يستدلُّون على إمامة أئمتهم بحديث الثقلين (وهو قوله (صلى الله عليه وآله): «إني تارك فيكم الثقلين: كتاب الله وعترتي أهل بيتي» أخرجه الترمذي (5 / 328 ـ 329).)، ثم نجدهم يكفرون من طعن في الثقل الأصغر؛ وهم أهل البيت، بخلاف من طعن في الثقل الأكبر وهو القرآن، بل يقولون إنه مجتهد مخطئ فقط، ولا يكفرونه.
الجواب:
أولاً:
إن لحديث الثقلين دلالات متعددة، منها: أن القرآن وأهل البيت «عليهم السلام» هم المرجعية للناس، الباقية من زمن الرسول «صلى الله عليه وآله» إلى يوم القيامة. وهذا لا يتحقق إلا إذا بقي بعضهم على قيد الحياة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
إن لحديث الثقلين دلالات متعددة، منها: أن القرآن وأهل البيت «عليهم السلام» هم المرجعية للناس، الباقية من زمن الرسول «صلى الله عليه وآله» إلى يوم القيامة. وهذا لا يتحقق إلا إذا بقي بعضهم على قيد الحياة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
ولست أدري كيف يمكن لمسلم الطعن في هؤلاء الصفوة الطاهرة، مع العلم بأن الطعن بهم يستلزم:
1.تكذيب رسول الله «صلى الله عليه وآله» فيهم.
2.تكذيب القرآن فيما قرَّرته آية التطهير من عصمتهم ..
3.إن الطعن بهم يدخل الطاعن في دائرة النصب التي لا يتمنى أحد أن يجد نفسه فيها ..
وقد وُصف مبغضهم «عليهم السلام» بأوصاف، يرفض كل أحد أن تُطلق عليه، أو أن تُنسب إليه.
ثانياً:
إن كان المقصود بالطعن بالثقل الأصغر هو الطعن في إمامتهم، لأجل شبهة، فإن الشيعة لا يكفِّرون من ينكر إمامتهم لأجل ذلك، ولو كفَّروهم لما تزوجوا منهم ولا زوَّجوهم، ولم يأكلوا ذبائحهم، وحكموا بنجاستهم وبعدم توريثهم من المسلمين ..
إن كان المقصود بالطعن بالثقل الأصغر هو الطعن في إمامتهم، لأجل شبهة، فإن الشيعة لا يكفِّرون من ينكر إمامتهم لأجل ذلك، ولو كفَّروهم لما تزوجوا منهم ولا زوَّجوهم، ولم يأكلوا ذبائحهم، وحكموا بنجاستهم وبعدم توريثهم من المسلمين ..
وليس هذا من دين الشيعة تجاه أهل السنة في شيء .. وما ذلك إلا لأنهم يرون أن لديهم شبهة في موضوع الإمامة.
ثالثاً:
هناك أمور توجب الكفر بإنكارها، بل وبالشك فيها كمن لا يؤمن بالله أو يشك بوجوده تعالى ..
هناك أمور توجب الكفر بإنكارها، بل وبالشك فيها كمن لا يؤمن بالله أو يشك بوجوده تعالى ..
وهناك أمور يكفر بإنكارها إذا كان إنكاره عن علم ودراية، كما لو كان يعلم أن رسول الله «صلى الله عليه وآله» قد قال كذا، ثم يصر على جحود ذلك، والتأكيد على بطلانه، فإنه يكفر بذلك، لأنه يؤدي إلى تكذيب رسول الله «صلى الله عليه وآله» ..
أما إذا أنكر أمراً لشبهة تعرض له، فلا يوجب ذلك الكفر ..
وهناك بعض الإعتقادات التي لها لوازم فاسدة ، فإن التفت إلى تلك اللوازم، ورضي بها كأن عرف أن القول بزيادة الصفات على الذات يستلزم تعدّد القديم، وأن يكون لله تعالى شريك، ورضي بهذه الشراكة، فإنه يتحمل مسؤولية هذا الإعتقاد، وتترتب عليه آثاره .. وإن لم يلتفت إلى هذا اللازم، ولو التفت إليه لأنكره، فإن الأمر يختلف في هذه الحال، ولا يؤخذ باللوازم الفاسدة، ولا يترتب عليه، ما ربما تؤدي إليه.
والصلاة والسلام على عباده الذين اصطفى محمد وآله ..
----------------------------
ميزان الحق .. (شبهات . . وردود)، السيد جعفر مرتضى العاملي