بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قضاء أمير المؤمنين (عليه السلام) الشاب الذي يطالب بأموال أبيهذكر الكليني رحمه الله في كتابة فروع الكافي ٧: ٣١٧، والحر العاملي في وسائل الشيعة ١٨: ٢٠٤، قضاء أمير المؤمنين عليه السلام: ١١.رفع شاب شكواه إلى الإمام ومعه جماعة، فقال للإمام: إنّ هؤلاء النفر خرجوا ومعهم أبي في السفر، فرجعوا ولم يرجع أبي معهم، فسألتهم عنه فقالوا: قد توفّي، وسألتهم عن أمواله، فقالوا: ما ترك مالاً، فقدّمتهم إلى شريح فاستحلفهم، فانبرى الإمام قائلاً:
«والله! لأحكمنّ بينهم بحكم ما حكم به خلق قبلي إلّا داود النّبيّ عليه السلام».
ثمّ أمر الإمام قنبر بإحضار شرطة الخميس، فلمّا حضروا وكلّ بكلّ واحد منهم شرطيّاً، والتفت إليهم قائلاً: «ما ذا تقولون؟ تقولون: إنّي لا أعلم ما صنعتم بأبي هذا الفتى؟ إنّي إذا لجاهل».
ثمّ أمر بتفريقهم وتغطية رءوسهم، واقيم كلّ واحد منهم إلى اسطوانة من أساطين المسجد، وقد غطّيت رءوسهم بثيابهم، ثمّ دعا كاتبه عبيد الله بن رافع، وأمره بإحضار صحيفة ودواة، وجلس الإمام في مجلس القضاء، وجلس الناس في مجلسه، وقال لهم: إذا أنا كبّرت فكبّروا ثمّ دعا بواحد منهم وكشف الثوب عن وجهه، وقال لعبيد الله كاتبه: «اكتب إقراره وما يقول»، ثمّ أقبل على الرجل، وقال له:
«في أيّ يوم خرجتم من منازلكم، وأبو هذا الفتى معكم؟».
في كذا وكذا، وعيّنه.
«في أيّ شهر؟».
في شهر كذا، وعيّنه.
«في أيّ سنة؟».
في سنة كذا، وعيّنها.
«إلى أين بلغتم في سفركم حتّى مات أبو هذا الفتى؟».
إلى موضع كذا، وعيّنه.
«في منزل من مات؟».
في منزل فلان، وشخّصه.
«ما كان من مرضه؟».
كذا وكذا، وعيّن مرضاً خاصّاً.
«كم يوماً كان مرضه؟».
وعيّن الوقت الذي مرض.
«في أيّ يوم مات؟ ومن غسله؟ ومن كفّنه؟ وبما كفّنتموه، ومن صلّى عليه؟ ومن نزل قبره؟».
ثمّ كبّر الإمام عليه السلام وكبّر الناس معه، فارتاب الباقون ولم يداخلهم شكّ إنّ صاحبهم قد أقرّ عليهم وعلى نفسه بما اقترفوه من الجريمة، ثمّ أمر عليه السلام بالرجل إلى السجن، ودعا بشخص آخر منهم وقال له: «كلّا! زعمتم أنّي لا أعلم ما صنعتم؟».
فارتاب الرجل وطفق يخبر الإمام بما اقترفوه قائلاً:
يا أمير المؤمنين، ما أنا إلّا واحد من القوم، ولقد كنت كارهاً لقتله.
ثمّ دعا بكلّ واحد منهم فأقرّ بالقتل وسلب المال، ثمّ أمر بردّ الرجل الذي أمر به إلى الحبس فأقرّ كأصحابه، فألزمهم بالمال والدم .
وحكت هذه البادرة مدى مواهب الإمام وقدرته الفائقة على إظهار الحقّ، وإبرازه بعد إحاطته بظلام الباطل.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قضاء أمير المؤمنين (عليه السلام) الشاب الذي يطالب بأموال أبيهذكر الكليني رحمه الله في كتابة فروع الكافي ٧: ٣١٧، والحر العاملي في وسائل الشيعة ١٨: ٢٠٤، قضاء أمير المؤمنين عليه السلام: ١١.رفع شاب شكواه إلى الإمام ومعه جماعة، فقال للإمام: إنّ هؤلاء النفر خرجوا ومعهم أبي في السفر، فرجعوا ولم يرجع أبي معهم، فسألتهم عنه فقالوا: قد توفّي، وسألتهم عن أمواله، فقالوا: ما ترك مالاً، فقدّمتهم إلى شريح فاستحلفهم، فانبرى الإمام قائلاً:
«والله! لأحكمنّ بينهم بحكم ما حكم به خلق قبلي إلّا داود النّبيّ عليه السلام».
ثمّ أمر الإمام قنبر بإحضار شرطة الخميس، فلمّا حضروا وكلّ بكلّ واحد منهم شرطيّاً، والتفت إليهم قائلاً: «ما ذا تقولون؟ تقولون: إنّي لا أعلم ما صنعتم بأبي هذا الفتى؟ إنّي إذا لجاهل».
ثمّ أمر بتفريقهم وتغطية رءوسهم، واقيم كلّ واحد منهم إلى اسطوانة من أساطين المسجد، وقد غطّيت رءوسهم بثيابهم، ثمّ دعا كاتبه عبيد الله بن رافع، وأمره بإحضار صحيفة ودواة، وجلس الإمام في مجلس القضاء، وجلس الناس في مجلسه، وقال لهم: إذا أنا كبّرت فكبّروا ثمّ دعا بواحد منهم وكشف الثوب عن وجهه، وقال لعبيد الله كاتبه: «اكتب إقراره وما يقول»، ثمّ أقبل على الرجل، وقال له:
«في أيّ يوم خرجتم من منازلكم، وأبو هذا الفتى معكم؟».
في كذا وكذا، وعيّنه.
«في أيّ شهر؟».
في شهر كذا، وعيّنه.
«في أيّ سنة؟».
في سنة كذا، وعيّنها.
«إلى أين بلغتم في سفركم حتّى مات أبو هذا الفتى؟».
إلى موضع كذا، وعيّنه.
«في منزل من مات؟».
في منزل فلان، وشخّصه.
«ما كان من مرضه؟».
كذا وكذا، وعيّن مرضاً خاصّاً.
«كم يوماً كان مرضه؟».
وعيّن الوقت الذي مرض.
«في أيّ يوم مات؟ ومن غسله؟ ومن كفّنه؟ وبما كفّنتموه، ومن صلّى عليه؟ ومن نزل قبره؟».
ثمّ كبّر الإمام عليه السلام وكبّر الناس معه، فارتاب الباقون ولم يداخلهم شكّ إنّ صاحبهم قد أقرّ عليهم وعلى نفسه بما اقترفوه من الجريمة، ثمّ أمر عليه السلام بالرجل إلى السجن، ودعا بشخص آخر منهم وقال له: «كلّا! زعمتم أنّي لا أعلم ما صنعتم؟».
فارتاب الرجل وطفق يخبر الإمام بما اقترفوه قائلاً:
يا أمير المؤمنين، ما أنا إلّا واحد من القوم، ولقد كنت كارهاً لقتله.
ثمّ دعا بكلّ واحد منهم فأقرّ بالقتل وسلب المال، ثمّ أمر بردّ الرجل الذي أمر به إلى الحبس فأقرّ كأصحابه، فألزمهم بالمال والدم .
وحكت هذه البادرة مدى مواهب الإمام وقدرته الفائقة على إظهار الحقّ، وإبرازه بعد إحاطته بظلام الباطل.
تعليق