تويت
بسم الله الرحمن الرحيم . اللهم صل على محمد وال محمد
قرأت حكمة هي في غاية الروعة لاتتعدى السطر الواحد لكنها تحتوي على مضامين عالية ومداليل كبيرة من المعاني والمفاهيم المقصودة من ورائها ونص هذه الحكمة هو : ( الدموع ليست قطرات بل هي كلمات لكن من الصعب جدا ان تجد شخصا يقرأ ويفهم هذه الكلمات ) . فشبه الحكيم الدموع بالكلمات وهنا نتسائل ؟ هل هناك وجه للتشابه بين الدموع والكلمات ؟ وهل هناك وجه اختلاف بينهما ؟ الجواب : نعم يوجد وجه تشابه بين الدموع والكلمات وهو ان كلاهما يخرج من داخل مكنون النفس ويعبر عن شيء ما ففي الفرح مثلا قد نفرح بطرح كلمات التهاني والتبريكات المعبرة عنه وقد نفرح بطرح الدموع التي تسمى بدموع الفرح وكذلك الامر في الاحزان فقد نشارك احزان غيرنا من اقاربنا مثلا بطرح كلمات الحزن والعزاء او قد نشاركهم بالبكاء والدموع على فقد عزيز . فيعلم ان كل من الدموع والكلمات تخرج من نفس اعماق مشاعر الانسان ونفسه الواحدة .
ووجه الاختلاف بين الدموع والكلمات هو ان الدموع يكون خروجها من العين والكلمات يكون خروجها من الفم عند التلفظ بالكلمة .
ومن الشيء العجيب والامر الغريب ان يعترض أو يعيب علينا بعض الناس الجهلاء عندما نبكي حزنا وألما على سيد الشهداء الامام المظلوم ابا عبد الله الحسين (ع) وهؤلاء هم لايفهمون معنى الدموع والبكاء وكأنهم يريدون منا ان نسكت هذا السيل من الكلمات التي تخرج من صميم المشاعر الصادقة والفطرة الانسانية عبر العيون حتى تجري وتصب على الخدود معبرة عن التفاعل والعشق الولائي الخالص في الافراح والاحزان بين الشيعة والائمة الطاهرين سلام الله تعالى عليهم اجمعين .
نعم ان الدمعة رحمة ، ان الدمعة رقة للقلب ، ان الدمعة علامة للقبول ، ان الدمعة باب للتوبة ، ان الدمعة علامة للخشوع
ان الدمعة بداية للاستجابة ، ان الدمعة منجاة يوم القيامة خصوصا اذا كانت الدموع قد جرت خوفا وخشية من الله عز وجل أو على سيدي ومولاي ابا عبد الله الحسين (ع) .
1/ قال الامام الرضا (ع) : فعلى مثل الحسين فليبك الباكون ؛ فان البكاء عليه يحط الذنوب العظام . الامالي للشيخ الصدوق .
2/ مجمع الزوائد ومنبع الفوائد/ كتاب المناقب/ باب مناقب الحسين بن علي عليهما السلام .
ج 9 / مسألة 15116 :
عن أم سلمة قالت : كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جالسا ذات يوم في بيتي قال : " لا يدخل علي أحد " . فانتظرت فدخل الحسين ، فسمعت نشيج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يبكي ، فاطلعت فإذا حسين في حجره والنبي - صلى الله عليه وسلم - يمسح جبينه وهو يبكي ، فقلت : والله ما علمت حين دخل ، فقال : " إن جبريل - عليه [ ص: 189 ] السلام - كان معنا في البيت ، فقال : أتحبه ؟ قلت : أما في الدنيا فنعم . قال : إن أمتك ستقتل هذا بأرض يقال لها : كربلاء ، فتناول جبريل من تربتها " . فأراها النبي - صلى الله عليه وسلم - فلما أحيط بحسين حين قتل قال : ما اسم هذه الأرض ؟ قالوا : كربلاء ، فقال : صدق الله ورسوله ; كرب وبلاء .
معنى النشيج :
نشج الباكي: غص بالبكاء في حلقه من غير انتحاب .
النشيج : هو بُكاء أو تَنهُّد بأَنْفاس سَريعة .
النَّشِيجُ: الصَّوتُ المتردَّد في الصَّدر .
المعجم الوسيط-مجمع اللغة العربية بالقاهرة-صدر: 1379هـ/1960م .
ولمثلهم فالتذرف الدموع ، ويصرخ الصارخون ، ويضج الضاجون ، ويعج العاجون ، اين الحسن ؟؟؟ أين الحسين ؟؟؟
تعليق