اللهم صل على محمد وآل محمد
نص الشبهة:
ينقل الكليني أنّ بعض أنصار الإمام عليّ (عليه السلام) طالبه بإصلاح ما أفسده الخلفاء الذين سبقوه، فرفض محتجّاً بأنّه يخشى أن يتفرّق عنه جنده، مع أنّ التّهم التي وجّهوها للخلفاء تشمل مخالفة القرآن والسنّة، فهل ترك عليّ لتلك المخالفات يناسب العصمة ؟
الجواب:
للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر شروط بيّنها الفقهاء في الكتب الفقهيّة، وأحد هذه الشروط أن لا يكون دفع «الفاسد» «بالأفسد»، فكذلك بالنسبة لأيّام خلافة عليّ (عليه السلام)، فإنّ طرح تلك المسائل لم يكن لها تأثير يوم ذاك، بل كانت لها آثار سيّئة وعواقب وخيمة. لذلك فإنّه لمّا سأله رجل من بني أسد أثناء حرب صفّين وكان من أصحاب عليّ (عليه السلام) فقال: «كيف دفعكم قومكم عن هذا المقام وأنتم أحقّ به؟ فقال: يا أخا بني أسد ...
أمّا الاستبداد بهذا المقام ونحن الأعلون نسباً والأشدون برسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) نوطاً، فإنّها كانت أثرة شحّت عليها نفوس قوم وسخت عنها نفوس آخرين» 1.
ثمّ أراد الإمام أن يبيّن له أنّ المقام لا يناسب السؤال عن كيفيّة غصب قومه لحقّه في الخلافة، وأنّ واجبنا اليوم الاهتمام بمسألة معاوية فقال له: «هلّم الخطب في ابن أبي سفيان».
وقد حاول الإمام عليّ (عليه السلام) القضاء على بدعة من البدع باسم «صلاة التراويح»، لكنّه قُوبِلَ بصراخ فريق يقول: «وا عمراه» فكيف للإمام أن يحارب البدع في ظلّ هكذا ظروف؟! .
------------------------------
------------------------------
1. نهج البلاغة ، الخطبة : 160 .
---------------------------------
هذه الإجابة نُشرت على الموقع الالكتروني الرسمي لسماحة آية الله العظمى الشيخ جعفر السبحاني دامت بركاته.
تعليق