فـي رحـابِ الـعـظـمـةِ والـكـبـريـاءِ مُـجـسَّـديـنِ فـي شـخـصِ عـقـيـلـةِ الـطـالـبـيـيـن.. بـطـلـة كـربـلاء الـحـرة الـسـيـدة زيـنـب بـنـت عـلـي (عـلـيـهـمـا الـسـلام)
كـامـتـدادِ الـخـيـامِ فـي كـربـلاءِ * أدمـعٌ زيـنـبـيـةٌ فـي الـسـمـاءِ
وهـي هـذي الـنـجـومُ تـمـتـدُّ فـي الـــــــ * أفـقِ خـيـامـاً خـضـيـبـةً بـالـدمـاءِ
هـاطـلاتٍ عـلـى الـتـرابِ عـلـى الـنـــــــــاسِ عـزاءً يـفـوقُ كـلَّ عـزاءِ
إنَّـه حـزنُ زيـنـبٍ ضـوءُ عـاشــــــــوراءَ فـحـوى الـضـيـاءِ وقـتَ الـضـيـاءِ
هـيَ أمُّ الـجـراحِ بـنـتُ الـضـحـايـا * مـهـجـةُ الأنـبـيـاءِ والـشـهـداءِ
زيـنـبٌ شـعـلـةُ الـمـسـافـاتِ حـيـنَ الــــــــتـيـه يـهـدي دروبَـه لـلـعـمـاءِ
إن يـكُ الـسـبـطُ بـالـنـجـيـعِ أنـارَ الـــــــــــ * أرضَ وانـشـالَ رأسُـهُ كـالـلـواءِ
فـهـي بـالـسـبـيِ وجـهُـهـا صـارَ قطبَـا * لـلـنـدى والـضـيـاءِ والـكـبـريـاءِ
كـانَ رأسُ الـحـسـيـنِ بـيـنَ يـديـهـا * يـتـخـطّـى الـدهـورَ قـطـبَ اهـتـداءِ
تـركـضُ الأرضُ خـلـفَـه حـيـن يـمـشـي * وبـآيـاتِـهِ نـداءُ الـحـداءِ
هـاتـفـاً أيـهـا الـتـواريـخُ سـيـري * خـلـفَ مـسـبـيـةٍ إلـى الـلا انـتـهـاءِ
إنَّـهـا الآنَ فـي الـطـريـقِ إلـــــــى الله تـلـبّـي مـن مـقـلـتـيَّ نـداءِ
لـم تـكـنْ أدمـعُ الـحـسـيـنِ ذبـيـحـاً * غـيـرَ أضـواءٍ تـرتـمـي فـي الـفـضـاءِ
زيـنـبٌ والـحـسـيـنِ طـفَّـانِ سـارا * مـن ربـى كـربـلاءَ نـحـوَ الـعـلاءِ
الـعـفـافُ الـرهـيـبُ والـذبـحُ كـانـا * وطـنـيْ مـحـنـةٍ وتـلّـيْ نـقـاءِ
ورثـا الـمـجـدَ مـن عـلـيٍّ وصـاغـا * قـصـةَ كـالـخـيـالِ فـي الـصـحـراءِ
حـيـنَ طـاحـا, هـذا خـلـوداً وهـذي * نـخـلـةً مـن مـفـاخـرٍ بـيـضـاءِ
لـم تـكـنْ زيـنـبٌ أمـامَ الـضـحـايـا * غـيـرَ مـعـنـىً مـن مـحـنـةِ الـزهـراءِ
تـمـسـحُ الـذكـريـاتِ مـن مـقـلـتـيـهـا * وهـي تـجـري عـلـى خـدودِ الـدعـاءِ
يـا إلـهـي إن كـانَ ذلـكَ يُـرضـيــــــــكَ فـخـذه روحـاً وجـسـمَ بـهـاءِ
ولـتـدسْـهُ الـخـيـولُ إنَّـكَ يـا ربِّ * تـراهُ كـالـكـوكـبِ الـوضَّـاءِ
تـحـتُـهـا وهـي لا الـحـوافـرُ تـدري * لا ولا الـمـرهـفـاتُ بـابـنِ الـسـمـاءِ
تـسـحـقُ الـصـدرَ وهـو صـدرُ نـبـيٍّ * وكـتـابٍ وشِـرعَـةٍ سَـمـحـاءِ
هـو صـدرُ الأئـمـةِ الـطـهـرِ صـدرُ الـنــــــــــبـلِ والـعـشـقِ والـهُـدى والـسَّـنـاءِ
أيْ إلـهـي خُـذ الـحـسـيـنَ ودعـنـي * بـعـده عـالـمـاً مـن الأرزاءِ
أشـهـدُ الـنـاصـعـيـنَ قـتـــــــــــــــــلـى يـضـيـئـونَ ويـبـنـونَ مـسـرَحَ الأشـلاءِ
ولأكـنْ خـيـمـةَ الـحَـيـارى وتـلَّ الـنـــــــــــــادبـيـنَ الـمـردِّدِيـنَ نـدائـي
نـورَ عـيـنـي يـا حـسـيـنُ وروحـي * ودمـي واسـتـراحـتـي وعـنـائـي
يـا أبـا الـمـلـصـقـيـنَ بـالـرمـلِ مَـوتـى * ذكـرُهـمْ ظـلَّ بـقـعـةً مـن دمـاءِ
والـدمـاءُ الـتـي أسـالـوا, خـلـودٌ * أبـيـضٌ الـمـصـاحـفُ الـحـمـراءِ


مـهـدي الـنـهـيـري