اللهم صل على محمد وآل محمد
نص الشبهة:
نحن الشيعة نجمع في الصلاة بين صلاتي الظهر والعصر، وبين المغرب والعشاء، وقد سئلت من أحد الأخوة السنة عن ماهية الجمع في الصلاة، ولماذا لا نؤديها في وقتها؟ وأنه لا يجوز الجمع في الصلاة، إلا إذا كنا على سفر!! وأود أن أسأل: هل في الجمع نلغي المواقيت؟! وقد سئل أحدهم: أنه في حال صلى الشخص صلاة المغرب ولم يجمع مع العشاء، وتوفاه الله بين الفرضين، فهل يحاسب على صلاة العشاء؟!.
الجواب:
إن شيعة أهل البيت قد تعلموا من رسول الله صلى الله عليه وآله، ومن الأئمة الطاهرين، (صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين)، أن زوال الشمس يؤذن بدخول وقت صلاتي الظهر والعصر معاً، إلا أن صلاة الظهر قبل صلاة العصر.
وقد روي عن الإمام الصادق (عليه السلام): «إذا زالت الشمس، فقد دخل وقت الصلاتين، إلا أن هذه قبل هذه» 1 ..
وروي عن الإمام الصادق (عليه السلام) أيضاً، قوله : «إذا غربت الشمس، دخل وقت الصلاتين، إلا أن هذه قبل هذه» 2 ..
وثمة حديث آخر عن الإمام الرضا (عليه السلام) في ذلك 3 ..
كما أن القرآن الكريم، قد حدد ثلاثة أوقات فقط، حين قال:
أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا (78)الاسراء
ومعنى هذا هو أن صلاتي الظهر والعصر يشتركان في الوقت، وكذلك المغرب العشاء، لكن يجب تقديم الظهر على العصر والمغرب على العشاء ..
كما أن الروايات متضافرة وكثيرة من طرق أهل السنة والشيعة في أن رسول الله صلى الله عليه وآله، قد جمع بين الصلاتين، من دون عذر ومن دون سفر، أو مطر.
فقد نقل أهل السنة عن ابن عباس: أن النبي (صلى الله عليه وآله) جمع بين الظهر والعصر، وبين المغرب والعشاء بالمدينة من غير خوف ولا سفر ولا مطر 4.
وعلى هذا فإن كانت الأوقات خمسة، فلا يجوز تقديم صلاة العصر مثلاً على وقتها المقرر لها، إذ أن النبي (صلى الله عليه وآله)، يكون في هذه الحال قد صلى إحدى صلاتيه في غير وقتها.
فإن صلاة العصر، إما باطلة، أو يكون (صلى الله عليه وآله) قد أسقط أصل التوقيت، أو يكون وقتها قد بدأ من حين زوال الشمس، لكن لا بد من تقديم الظهر عليها ..
ولا شك في بطلان الأولين، فيبقى الثالث .. وهو عين ما يقول به شيعة أهل البيت (عليهم السلام) . .
غاية الأمر: أن وقت فضيلة الظهر يمتد من حين الزوال إلى حين يصير ظل كل شيء مثله .. أما وقت فضيلة العصر فيبدأ مع وقت فضيلة الظهر أيضاً، لكنه يمتد إلى أن يصير ظل كل شيء مثليه ..
-------------------
1. الكافي ج3 ص276 وراجع: ص277 .
2. الكافي ج3 ص281 .
3. راجع : الكافي ج3 ص282 .
4. سنن الترمذي ج5 ص392، وراجع: مسند أحمد ج1 ص223 وص354، وصحيح مسلم ج2 ص152، وسنن أبي داود ج1 ص272 وسنن النسائي ج1 ص290، والسنن الكبرى ج3 ص167 وج1 ص491، وراجع تحفة الأحوذي ج1 ص478، وراجع الموطأ ج1 ص144 ط دار احياء التراث العربي ..
----------------------
مختصر مفيد . . (أسئلة وأجوبة في الدين والعقيدة)، السيد جعفر مرتضى العاملي.
تعليق