بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على محمّد وآله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين
إن للصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء عليها السلام، أدواراً متعددة فهي تزهر بأنوار الهداية في كل نواحي الحياة، فهي قدوة للإبنة البارة بأبيها، إذ إنها أم أبيها وهي قدوة للزوجة الطيبة الطائعة لزوجها، وهي قدوة للأم المربية الرؤوم ، وهكذا.. فمهما تطرقت لجنبة من جنباتها، تكون هي الأنموذج الأكمل فيه، ولعل الجامع لكل ذلك هو عِلمُهَا عليها السلام.
ونحن نتلو في زيارتها عليها السلام: «السَّلامُ عَلَيكِ أَيَّتُهَا اْلمُحَدَّثَةُ العَليمَةُ»، وحين نذكر علم فاطمة عليها السلام، فإنما نتحدث عن معدن الرسالة ونور النبوة ومشكاة العلم. وفي تفسير فرات عنه – الامام الصادق- عليه السلام قال: «كأنها كوكب دري»، فاطمة من نساء العالمين، «يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية»، قال: لا يهودية ولا نصرانية، «يكاد زيتها يضيء»، يكاد العلم ينبع منها سلام الله عليها» . وبهذا يتضح أن جميع مواقف حياتها نابعة من هذا العلم، أوليست العصمة نوعاً من العلم ؟
لنتأمل قوله تعالى: «وَلَوْلاَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ لَهَمَّت طَّآئِفَةٌ مُّنْهُمْ أَن يُضِلُّوكَ وَمَا يُضِلُّونَ إِلاُّ أَنفُسَهُمْ وَمَا يَضُرُّونَكَ مِن شَيْءٍ وَأَنزَلَ اللّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكَ عَظِيماً» (سورة النساء -113).
يقول السيد الطباطبائي في تفسير هذه الآية: «ظاهر الآية أن الأمر الذي تتحقق به العصمة نوع من العلم يمنع صاحبه عن التلبس بالمعصية والخطأ وبعبارة أخرى علم مانع عن الضلال،..). ويضيف أيضاً: (كما أن سائر الأخلاق كالشجاعة والعفة والسخاء كل منها صورة علمية راسخة موجبة لتحقق آثارها ، مانعة عن التلبس بأضدادها من آثار الجبن والتهور والخمود والشره والبخل والتبذير . والعلم النافع والحكمة البالغة..» .
فالنواقص إنما تحدث أيضاً بسبب نقص في العلم وهي كاشفة عن خلل ما في الالتزام بهذا العلم، و يؤيد ذلك قوله تعالى: «إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ» (سورة فاطر -28). والفرق بين المعصوم وغيره هو في تأييد الله سبحانه له وتسديده له، فينسخ ما يلقي الشيطان من وساوس وظنون، ويثبت الله آياته في قلوب أنبيائه، و أوصيائه، وأصفيائه، وذلك بسبب ما وصلوا إليه من كمالات ومعرفة إيمانية. وليتضح المعنى أكثر، نتأمل في قصة يوسف عليه السلام وكيف صرف الله عنه كيد زليخا، وأدركته العصمة للنجاة، ليس فقط من الفحشاء بل من أي سوء كان يمكن أن يحدق به في تلك الحادثة، فقد رأى «برهان ربه»، قال تعالى: «وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَن رَّأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاء إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ» (سورة يوسف -24). وحين نتحدث عن فاطمة وعلمها، فإننا نتحدث عن معدن العصمة، وأصلها الذي تتفرع منه فروع الطهارة و الإمامة ، فمصدر علمها، ينبع من مراقي الوحي والنبوة، فينحدر لها سلام الله عليها، وكيف لا، وهي «المحدَّثة»، «العليمة».
الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على محمّد وآله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين
إن للصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء عليها السلام، أدواراً متعددة فهي تزهر بأنوار الهداية في كل نواحي الحياة، فهي قدوة للإبنة البارة بأبيها، إذ إنها أم أبيها وهي قدوة للزوجة الطيبة الطائعة لزوجها، وهي قدوة للأم المربية الرؤوم ، وهكذا.. فمهما تطرقت لجنبة من جنباتها، تكون هي الأنموذج الأكمل فيه، ولعل الجامع لكل ذلك هو عِلمُهَا عليها السلام.
ونحن نتلو في زيارتها عليها السلام: «السَّلامُ عَلَيكِ أَيَّتُهَا اْلمُحَدَّثَةُ العَليمَةُ»، وحين نذكر علم فاطمة عليها السلام، فإنما نتحدث عن معدن الرسالة ونور النبوة ومشكاة العلم. وفي تفسير فرات عنه – الامام الصادق- عليه السلام قال: «كأنها كوكب دري»، فاطمة من نساء العالمين، «يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية»، قال: لا يهودية ولا نصرانية، «يكاد زيتها يضيء»، يكاد العلم ينبع منها سلام الله عليها» . وبهذا يتضح أن جميع مواقف حياتها نابعة من هذا العلم، أوليست العصمة نوعاً من العلم ؟
لنتأمل قوله تعالى: «وَلَوْلاَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ لَهَمَّت طَّآئِفَةٌ مُّنْهُمْ أَن يُضِلُّوكَ وَمَا يُضِلُّونَ إِلاُّ أَنفُسَهُمْ وَمَا يَضُرُّونَكَ مِن شَيْءٍ وَأَنزَلَ اللّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكَ عَظِيماً» (سورة النساء -113).
يقول السيد الطباطبائي في تفسير هذه الآية: «ظاهر الآية أن الأمر الذي تتحقق به العصمة نوع من العلم يمنع صاحبه عن التلبس بالمعصية والخطأ وبعبارة أخرى علم مانع عن الضلال،..). ويضيف أيضاً: (كما أن سائر الأخلاق كالشجاعة والعفة والسخاء كل منها صورة علمية راسخة موجبة لتحقق آثارها ، مانعة عن التلبس بأضدادها من آثار الجبن والتهور والخمود والشره والبخل والتبذير . والعلم النافع والحكمة البالغة..» .
فالنواقص إنما تحدث أيضاً بسبب نقص في العلم وهي كاشفة عن خلل ما في الالتزام بهذا العلم، و يؤيد ذلك قوله تعالى: «إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ» (سورة فاطر -28). والفرق بين المعصوم وغيره هو في تأييد الله سبحانه له وتسديده له، فينسخ ما يلقي الشيطان من وساوس وظنون، ويثبت الله آياته في قلوب أنبيائه، و أوصيائه، وأصفيائه، وذلك بسبب ما وصلوا إليه من كمالات ومعرفة إيمانية. وليتضح المعنى أكثر، نتأمل في قصة يوسف عليه السلام وكيف صرف الله عنه كيد زليخا، وأدركته العصمة للنجاة، ليس فقط من الفحشاء بل من أي سوء كان يمكن أن يحدق به في تلك الحادثة، فقد رأى «برهان ربه»، قال تعالى: «وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَن رَّأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاء إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ» (سورة يوسف -24). وحين نتحدث عن فاطمة وعلمها، فإننا نتحدث عن معدن العصمة، وأصلها الذي تتفرع منه فروع الطهارة و الإمامة ، فمصدر علمها، ينبع من مراقي الوحي والنبوة، فينحدر لها سلام الله عليها، وكيف لا، وهي «المحدَّثة»، «العليمة».
تعليق