ابنتي الحبيبة .. أنتِ لؤلؤة
ابنتي وغاليتي .. ارجو أن تفتحي لي قلبكِ قليلاً لأتحدث معكِ حديث الأم لأبنتها .. بل حديث الصديقة لصديقتها ..
فهل تعرفين يا بُنيتي بأنكِ لؤلؤة ؟! قد تتسائلين : كيف ؟
وحتى تستفيدي من حديثي أتمنى – يا حبيبتي - أن تصغي لي جيداً وأن تستوعبي هذا المثال الجميل والبسيط ..
فاللؤلؤة في عرض البحار .. وسط الأهوال والأخطار مع الوحوش البحرية والحيتان المفترسة ، هل تستطيع أن تصمد تلك اللؤلؤة لولا أن خالقها قد حجبها عن كل تلك الأخطار والأهوال داخل ( صدفة ) قوية ومتينة تجعلها متماسكة وصامدة وبعيدة عن مخاطر البحار وهيجانه !
هل تستطيع تلك اللؤلؤة أن تبقى أطول فترة ممكنة محتفظة برونقها ولمعانها لولا صدفتها الخارجية التي وهبها لها خالقها ؟!
وإن اللؤلؤة التي تتخلى عن صدفتها – لسبب من الأسباب – فلن نشك بأنها ستكون بعد فترة وجيزة طعاماً في بطن احدى الأسماك أو الحيتان ! اما اللؤلؤة التي حافظت على نفسها داخل صدفتها الواقية فإنها لا محالة ستقع في يومٍ ما بيد ( الصياد الماهر) الذي يستحق أن تكون هذه اللؤلؤة ملكه هو وحده !
وهكذا أنتِ يا فتاتي الحبيبة ..
إن تخليتِ عن ( حجابكِ ) الذي هو بمثابة الصدفة للّؤلؤة فإنكِ ستكونين بلا شك فريسة سهلة للوحوش البشرية والأطماع الغريزية التي تتسابق بعيداً عن طريق الهداية والصلاح ..
والحجاب الذي أقصده - يا فتاتي الغالية - ليس مجرد قطعة من القماش تضعيها على رأسكِ لتغطي بها شعركِ الجميل .. وإنما هو الحياء والعفة والشرف ، إنه الأخلاق الرفيعة والإبتعاد عن كل ما من شأنه أن يخدش سمعتكِ وسمعة أهلك ِ .. إنه غض البصر والإبتعاد عن المحرمات قدر الإمكان .
وإن تركتِ واحدة من شروط الحجاب هذهِ فإنكِ ستتلوثين بأوساخ العشق القذر الذي ينزل بالإنسان الى اسفل درجات الذلة والخنوع !
حينها قد يُغازلكِ هذا ويطلب رقم هاتفكِ ذاك ..وقد يُبدي هذا اهتمامه ، ويهب لكِ حبه ذاك .. ولكن وما أن تحين ساعة الإعتراف بالحقيقة .. فإنهم سيتهمونكِ بأنكِ صاحبة سمعة سيئة وبأنكِ لا تستحقين شرف الزواج المقدس !!
وبعيداً عن كل هذه المخاوف والتشاؤمات – ولأنني أثق بكِ بُنيتي وأعرف بأنكِ إنسانة عاقلة ستحتفظ بحجابها الذي وهبه الله لها – فإني أجد فيكِ مصداقاً رائعاً لتلك اللؤلؤة المصونة .. التي صمدت بوجه الأمواج العاتية والمخاطر المهلكة والرياح العاصفة .. حتى وصلت أخيراً الى يد من يستحقها .. وهكذا أنتِ - ان شاء الله – سيكون حجابكِ وشرفكِ وإلتزامكِ الديني والأخلاقي .. هو الصدفة التي ستواجهين بها كل مصاعب الحياة ومفاتنها وابتلائاتها .
لتكوني أخيراً زوجة عفيفة طاهرة يفتخر بكِ زوجكِ ( الصياد الماهر ) الذي عرف كيف يختار .. بل ويتباهى بكِ ربكِ عز وجل أمام ملائكته بأن له ( أَمَة ) مطيعة وصابرة ومؤمنة ، لم تهزها الفتن والإغراءات ، ولم تُلقِِ بالاً لنداءات الشيطان والنفس ، فسمت و إرتفعت حتى صارت أثمن من كل لؤلؤة وأغلى من كل جوهرة في هذا الوجود .
تعليق