مـن قـالَ عـادْ..؟
ولـم يَـعـدْ..
لا لـم يَـعـدْ..
ركـبُ الـسـبـايـا لـم يَـعـدْ
قـد ظـلَّ مـسـبـيّـاً عـلـى طـولِ الـمـدى..
تـسـعـى بـهِ الإبـلُ الـهـزيـلـةُ مـن بـلادِ.. إلـى بـلادْ
وتـطـوفُ فـي سـكـكِ الـمـدائـنْ
ركـبٌ عـلاهُ الـحـزنُ مـن يـوم الـحـسـيـنِ
إلـى هـنـا..
مـا زالَ يـحـمـلُ حـزنَـهُ ويـطـوفُ أرجـاءَ الـمـدائـنْ..
فـي الـركـبِ ألـفُ (حـمـيـدةٍ)
كـبـرتْ تـعـدُّ أصـابـعَ الأيـام..
يـرجـعُ والـدي...؟
فـي كـلِّ يـومٍ يـسـتـفـيـقُ الـصـبـحُ وهْـي تـقـول:
يـا ربـاهُ..
أرجـعْ والـدي
ورجـاؤهـا.. ذاك الـمـسـمَّـى مـسـلـمـاً
بـالـغـدرِ يـسـقـطُ فـي (حـفـيـرهْ)
فـبـلادُنـا حـفـرٌ كـثـيـرهْ
تـغـتـالُ صـوتَ الـثـائـريـنْ
تـجـبـي ألـوف الـمـسـلـمـيـنَ..
بـلا جـريـرهْ..
مـن قـالَ عـادْ..؟
ولـم يـعـدْ ركـبُ الأنـيـنِ
وزيـنـبٌ.. لـمّـا تـزلْ مـسـبـيّـةً
تـنـعـى حِـمـاهـا والـحـسـيـن..
فـي كـلِّ يـومٍ زيـنـبٌ
تـنـعـى حِـمـاهـا والـحـسـيـنَ..
وكـلُّ يـومٍ أسـودٍ
تـلـدُ الـحـوادثَ (رمـلـةً)
أخـرى..
تـنـوءُ بـهـمِّـهـا
تـمـشـي تـجـرجـرُ حـزنـهـا
تـبـكـي حـشـاشـةَ روحِـهـا
وجـنـيـنَ
ظـلـتْ تـرتـجـيـهِ..
هـو الـمُـنـى..
أخـذتـهُ أيـدي الـظـالـمـيـن
هـيَ لـمْ تـزلْ مـسـبـيّـةً
تـبـكـي ابـنَـهـا
والـسـوطُ يُـدمـي الـمـنـكـبـيـن
مـن قـالَ عـادْ..؟
ولـم يـعـدْ
ركـبُ الـسـبـايـا لـم يـزلْ يـمـضـي وتـتـبـعـهُ الـسـنـيـن
يـحـيـطُ أركـانَ الـمـديـنـة
وكـلّ أركـانِ الـزمـانِ الـيـوم
(زيـنُ الـعـابـديـن)
يـمـشـي ويـثـقـلـهُ الـحـديـد
يـمـشـي يُـسـاقُ إلـى يـزيـد
فـكـلّ يـومٍ فـي بـلاطِ الـظـلـمِ
يـحـكـمـنـا (يـزيـد)..
مـن قـالَ عـادْ..؟
ولـم يـعـدْ ركـب الـنـحـور..
مـا زال رأسُ (مـحـمـدٍ) يـحـدو الـمـسـيـر
عـذراً
رسـول الله إن أخـطـأت فـي الـتعـبـيـرِ.. لـكـنْ
أو لـيـسَ سـيّـد قـلـعـةِ الأحـرارِ
بـعـضٌ مـن سـنـاك
وأنـتَ أنـتَ مـن الـحـسـيـن
هـذا الـحـسـيـن
مـا زال يُـرفـع رأسَـهُ الـمـقـطـوعُ
تـتـبـعـهُ رؤوسُ الـثـائـريـن..
يـطـوفُ أرجـاءَ الـمـديـنـةِ
يـمـضـي وتـتـبـعـهُ الـرؤوس..
زُمـراً تـلاحـقـهُ الـرؤوس
رأسُ الـحـسـيـن يـدورُ.. تـتـبـعـه الـرؤوس
يـطـوفُ فـي سـكـكِ الـمـديـنـة.. لا يـزال
يـسـيـرُ ركـب الـمـنـحـرِ الـمـرفـوع
تـتـبـعـهُ الـنـحـور يـدقُّ أبـوابَ الـمـنـازلِ.. داعـيـاً
هـل مـن مـزيـد؟
والـنـاسُ أنـظـاراً تـجـودْ
تـرنـو إلـى ركـبِ الـحـسـيـن
يـسـيـرُ مـنـتـصـراً..
فـيـتـبـعـهُ الـخـلـود...
أسـرار عـكـراوي