غض الأبصار لمرور فاطمة على السراط بروايات أهل السنة المعتبرة

[محب الامام علي]

بسم الله الرحمن الرحيم

قال الحاكم: (405هـ) أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن عتاب العبدي، ببغداد، وأبو بكر بن أبي دارم الحافظ، بالكوفة، وأبو العباس محمد بن يعقوب، وأبو الحسين بن ماتي، بالكوفة، والحسن بن يعقوب، العدل، قالوا: ثنا إبراهيم بن عبد الله العبسي، ثنا العباس بن الوليد بن بكار الضبي، ثنا خالد بن عبد الله الواسطي، عن بيان، عن الشعبي، عن أبي جحيفة، عن عليّ عليه السلام قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: « إذا كان يوم القيامة نادى مناد من وراء الحجاب: يا أهل الجمع، غضوا أبصاركم عن فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وسلم حتى تمرّ». قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه»⁽[1]⁾.وأخرجه من طريق آخر الإمام محمد بن علي النقاش (414هـ) قال: أخبرنا أبو بكر الشافعي، ثنا محمد بن يونس القرشي، ثنا حسين بن الحسن الأشقر، ثنا قيس بن الربيع، عن سعد بن طريف، عن الأصبغ بن نباتة، عن أبي أيوب الأنصاري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا كان يوم القيامة ينادي مناد من بطنان العرش: يا أهل الجمع نكسوا رؤوسكم، وغضوا أبصاركم حتى تمر فاطمة بنت محمد على الصراط، فتمر معها سبعون ألف جارية من الحور العين كالبرق اللامع»⁽[2]⁾.قلت: إسناده حسن، رواته أجلة ثقات، سوى محمد بن يونس، وقد وثق على ضعفه⁽[3]⁾، وثمّة شواهد..؛ منها: ما رواه الخطيب في تاريخه قال: أنبأنا أبو الفرج محمد بن أحمد بن الحسن القاضي الشافعي، حدثنا أحمد بن سلمان، حدثنا حسين بن معاذ بن أخي عبد الله بن عبد الوهاب الحجبي، حدثنا شاذ ابن فياض عن حماد بن سلمة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: قال رسول الله: «إذا كان يوم القيامة نادى مناد يا معشر الخلائق طأطئوا رؤوسكم حتى تجوز فاطمة بنت محمد»⁽[4]⁾.قلت: إسناده قويّ حسن؛ رجاله ثقات كلّهم سوى حسين الحجبي، وهو محدّث مشهور، روى عنه الثقات، لم يطعن بشيء، ترجم له الخطيب البغدادي (463هـ) دون طعن⁽[5]⁾.وأخرجه القطيعي في زوائد فضائل أحمد قال: حدثنا إبراهيم بن عبد الله، نا عبد الحميد بن بحر الكوفي، عن خالد، عن بيان، عن الشعبي، عن أبي جحيفة، عن علي، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إذا كان يوم القيامة، قيل: «يا أهل الجمع غضوا أبصاركم حتى تمر فاطمة بنت رسول الله فتمر وعليها ريطتان خضراوان». قال: أبو مسلم قال لي أبو قلابة وكان معنا عند عبد الحميد أنّه قال: حمراوان⁽[6]⁾.ومن طريق ثالث أخرجه أبو بكر البزاز (354هـ) في الغيلانيات قال: حدثنا محمد بن يونس، ثنا حسين بن حسن الأشقر، ثنا قيس بن الربيع، عن سعد بن طريف، عن الأصبغ بن نباتة، عن أبي أيوب الأنصاري، قال: قال رسول الله: «إذا كان يوم القيامة نادى مناد من بطنان العرش، يا أهل الجمع نكسوا رؤوسكم، وغضوا أبصاركم حتى تمر فاطمة بنت محمد على الصراط. قال: فتمر مع سبعين ألف جارية من الحور العين كَمَمَرِّ البرق» ⁽[7]⁾.قال الإمام أبو نعيم الأصبهاني (430هـ) في معرفة الصحابة جازماً: بدأنا بذكر فاطمة رضي الله عنها إذ كانت عضواً من أعضائه، وكانت مخصوصة من بين أولاده بمحبته لها، كانت أصغر بناته سنا، بَشّرها النبي أنها أول أهله لحوقا به، وكانت من خير نساء العالمين، وسيدة نساء هذه الأمة، ونساء أهل الجنة، كانت المحصنة الطاهرة الزهراء البتول، يغضب الله لغضبها ويرضى لرضاها، يتألم النبي بألمها، ويتأذى بتأذيتها، هي التي يؤمر أهل الجمع في القيامة بغض الأبصار حتى تمر في عرصة القيامة، فتمر وعليها ريطتان خضراوان. عاشت بعد النبي ستة أشهر، وقيل: ثلاثة أشهر، فما رئيت ضاحكة بعد وفاة أبيها، اغتسلت حين حان فراقها، وتكفنت وأمرت علياً أن لا يكشفها إذا قبضت، وأن يدرجها في ثيابها كما هي، فدفنها عليّ رضي الله عنه ليلاً ببقيع الغرقد⁽[8]⁾.

---

([1]) مستدرك الحاكم (ت: مصطفى عبد القادر) 3: 166، رقم: 4728.

([2]) فوائد العراقيين للنقاش (ت: مجدي إبراهيم) 77، رقم: 63. مكتبة القرآن مصر.

([3]) انظر لزاماً تهذيب التهذيب لابن حجر 9: 537، رقم: 881، ورقم: 886. وقارن بينهما.

([4]) تاريخ بغداد (ت: بشار عواد) 8: 721، رقم: 1487. دار الغرب الإسلامي بيروت.

([5]) تاريخ بغداد 8: 136، رقم: 4234. دار الكتب العلمية، بيروت.

([6]) فضائل أحمد (ت: وصي عباس) 2: 763، رقم: 1344. والريطة: كل ثوب رقيق ليّن.

([7]) الغيلانيات (ت: مشهور آل سلمان) 2: 8.

([8]) معرفة الصحابة (ت: عادل العزاوي) 6: 3185. دار الوطن الرياض.

[ضيف]

يا اهل الجمع غضوا ابصاركم عن فاطمه الزهراء بنت محمد صلى الله عليه وسلم حتى تمرحت