اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم ولعن عدوهم
خبر اللوح الذي ننزل به جبرائيل(عليه السلام) على النبي(صلى الله عليه وآله وسلم)
[71]
[خبر آخر]
وفي ذكر اللوح المحفوظ الذي نزل به جبرئيل على النبي صلّى الله عليه وآله ما ينفع للمستبصرين : وهو محذوف الأسانيد يرفع إلى جابر بن عبدالله الأنصاري رضي الله عنه قال: قال أبو بصير ، عن أبي عبدالله جعفر بن محمد الصادق عليه السلام ، عن محمد الباقر عليه السلام انّه قال لجابر: [يا جابر](2) أنّ لي إليك حاجة ، متى يخفّ عليك أن أخلو بك فأسألك عنها ، فقال له جابر : أي الأوقات شئت(3) يا مولاي؟ فخلا به أبو جعفر عليه السلام فقال له: خبر اللوح الذي ننزل به جبرائيل(عليه السلام) على النبي(صلى الله عليه وآله وسلم)
[71]
[خبر آخر]
يا جابر اخبرني عن اللوح الّذي رأيته في يد اُمّي فاطمة عليها السلام ، وما أخبرتك به اُمّي انّه كان في اللوح مكتوباً؟
قال جابر: أشهد بالله انّي دخلت على اُمّك فاطمة في حال حياة رسول الله صلّى الله عليه وآله اهنئها بولادة الحسين عليه السلام ، فرأيت في يدها لوحاً أخضر ، فظننت انّه زمرّد ، ورأيته مكتوباً بالنور الأبيض ، فقلت : بأبي أنت واُمّي يا بنت رسول الله ، ما هذا اللوح ؟
قالت : أهداه الله تعالى إلى رسوله صلّى الله عليه وآله ، فيه اسم أبي واسم بعلي وأسماء ولدي ، وذكر الأوصياء من ولدي ، فأعطانيه أبي ليبشّرني بذلك.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ
(2) ليس في (( أ ، ج ))
(3) في ((ب)) : أي الأزمنة أحببته ، وفي ((د)) : أي الأوقات تريد.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــ
قال : فقلت لها : أرينيه يا ابنة رسول الله ، فأعطته ايّاي ونسخته.
فقال أبو جعفر عليه السلام: يا جابر ، هل لك أن تعرضه عليّ؟
قال : نعم يا ابن رسول الله ، فأنت أحق ّ به منّي .
قال أبو جعفر : فمشينا إلى منزل جابر رحمه الله ، قال أبو جعفر : فأخرج لي صحيفة من رقّ فيها ماهذه صورته:
(( بسم الله الرحمن الرحيم ، هذا كتاب من الله العزيز الرحيم إلى محمد نبيّه ونوره وسفيره وحجابه ودليله ، نزل به الروح الأمين من عند ربّ العالمين ، عظّم يا محمد أسمائي ، واشكر نعمائي ، ولا تجحد آلائي ، أنا الله لا إله إلّا أنا ، [قاصم الجبارين ، ومذلّ الظالمين ، وديّان يوم الدين ، أنّـي أنـا الله لا إله إلّا أنـا ](1)، فمن رجا فضل غيري ، وخاف غيري(2) ، اُعذّبه عذاباّ لا أعذاب به أحداً من العالمين(3) فإ يّاي ، فاعبده ، وعليّ فتوكّل ، انّي لم أبعث نـبياً فكملت أيّـامه ، وانقضت مدّته إلّا جعلت له وصيّاً ، وانّي فضّلتك على الأنبياء ، وفضّلت وصيّك على الأوصياء ، وأكرمته بشبليك وسبطيك الحسن والحسين[وجعلت حسناً معدن علمي بعد انقضاء مدّة أبيه وحسيناً](4) خازن وحيي ، وأكرمته بالشهادة ، وختمت له بالسعادة ، فهو أفضل من استشهد وأرفع الشهداء عندي درجة ، وجعلت الكلمة(5)التامّة معه ، والحجّة البالغة عنده ، وبعترته أثيب واُعاقب.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــ
(1و4) ليس في ((ب ، ج)).
(2) في ((أ)) : غير عدلي ، وفي ((ج)) : غير عذابي.
(3) في ((ج ، د)) : خلقي .
(5) في ((ب)) : كلمتي .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــ
أوّلهم علي بن الحسين زين العابدين وزين أوليائي الماضين [وابنه شبيه جدّه المحمود محمد الباقر لعلمي ، والمعدن لحكمي ، سيهلك المرآبون في جعفر ، الراد عليه كالراد عليّ، حقّ القول منّي لأكرمن مثوى جعفر ، ولأسرنّه في أشياعه وأنصاره وأوليائه ، وانتجبت بعده موسى وأنتجبت بعده فتنة عمياء....(1) لا ينقطع ، وحجّتي لا تخفى ، وانّ أوليائي لا يشقون ، ألا من جحد واحداً منهم فقد جحد نعمتي ، ومن غيّر آية من كتابي فقد افترى عليَّ ، وويل لللمفترين الجاحدين عند انقضاء مدّة عبدي موسى وحبيبي وخيرتي ، انّ المكذّب بكلّ أوليائي وعلى وليّي وناصري ، ومن أضع عليه أعباء النبوّة ، وأمنحه بالاضطلاع ، يقتله مستكبر يدفن بالمدينه التي ينالها العبد الصالح إلى جنب شرّ خلقي ، حقّ القول منّي لأقرنّ عينه بمحمد ابنه وخليفته من بعده ، فهو وارث علمي ، ومعدن حكمي ، وموضع سرّي ، وحجّتي على خلقي ، جعلت الجنّة مثواه ، وشفعته في سبعين من أهل بيته ، كلّهم قد استوجبوا النار ، واختم بالسعادة لا بنه علي وليّي وناصري ، والشاهد في خلقي وأميني وعلى وحيي ، أخرج منه الداعي إلى سبيلي ، والخازن لعلمي الحسن ، ثمّ أكمل ذلك بابنه رحمة للعالمين ، عليه كمال موسى ، وبهاء عيسى ، وصبر أيّوب ، ستذلّ أوليائي في نهايته ، ويتهادون رؤوسهم كتهادي رؤوس الترك والديـلم فيقتلون ويحرقون ، ويكونون خائفين مرعوبين وجلين ، تصبغ الأ رض بدمائهم ، ويفشوا الويل في نسائهم ، اُولئك أوليائي حقّاً ، بهم أدفع كلّ فتنة عمياء حندس ، وبهم أكشف الزلازل ، وأدفع الآصار والأغلال والثلاث عليهم صلوات من ربّهم واُولئك هم المهتدون.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) العبارة هنا مشوّشة وغير واضحة .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قال عبد الرحمن بن سالم : قال أبو بصير : لو لم تسمع في زهرك إلّا هذا الحديث لكفاك فضله إلّا عن أهله](1) . (2)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) ليس في ((ج ، د)) ، وفيهما : عليهم الصلوات أجمعين ، فهم حبلي الممدود الّـذي يخفهم رسولي لوجود الكتاب معهم ، لا يفارقهم ولا يفارقونه حتى يردوا على رسولي في اليوم المعهود ، وذلك يوم مشهود .
(2) عوالم فاطمة عليها السلام 843:2 ـــ 852.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
من كتاب الفضائل
تأليف
أبي الفضل سديد الدين شاذان بن جبرائيل القمّي
من اعلام القرن السادس الهجري
تحقيق
محمود البدري
دار زائر للنشر
الروضة المقدسة - قم
تعليق