بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الشبهة: لماذا لم يتكلم علي عندما طلب الرسول (صلى الله عليه وسلم ) قبل وفاته أن يكتب لهم كتاباًً لن يضلوا بعده أبداًً ، وهو الشجاع الذي لا يخشى إلا الله؟! وهو يعلم أن الساكت عن الحق شيطان أخرس!!
الجواب:
لا بأس أن أسرد الحادثة حتى يتبين أن الكاتب يريد أن يخفي هذه الحادثة بإتهام الإمام علي (ع) هو المقصر بعد تقديم كتاب لرسول الله (ص) حيث طلب كتف ودواة ليكتب لهم كتاب لم يضلوا بعده أبداً وكان في البيت عمر ومجموعة من الصحابة ، ولم تذكر الرواية أن علي بن أبي طالب (ع) كان بالبيت ولم تذكر الرواية أنه طلب من الإمام علي (ع) ، ولكن لا بأس أن نسرد أحداث هذه الواقعة الأليمة التي وصفوا بها رسول الله (ص) أنه يهجر ( يهذي ) والعياذ بالله ، وأن نروي الأحاديث المتعلقة في هذه الحادثة الأليمة حتى تتضح الأمور نرى كيف عارضوا رسول الله (ص).
قال الله تعالى :
وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى اللّه ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص اللّه ورسوله فقد ضل ضلالا مبيناً ( سورة الأحزاب : 36 ).
يا أيها الناس قد جاءكم الرسول بالحق من ربكم ( سورة النساء : 170 ).
من يطع الرسول فقد أطاع الله ومن تولى فما أرسلناك عليهم حفيظا ( سورة النساء : 80 ).
وما رسلنا من رسول إلا ليطاع بإذن الله ( سورة النساء : 64 ).
فقد أخرج عدة من الحفاظ منهم البخاري ومسلم وأحمد بن حنبل وإبن خزيمة والطبري وإبن حبان والطبراني والنسائي البيهقي وإبن سعد وغيرهم واللفظ للبخاري قال : ( عن إبن عباس قال : ما حضر النبي (ص) قال وفي البيت رجال فيهم عمر بن الخطاب قال : هلم أكتب لكم كتاباً لن تضلوا بعده قال عمر : أن النبي (ص) غلبه الوجع وعندكم القرآن فحسبنا كتاب الله ، وإختلف أهل البيت وإختصموا فمنهم من يقول قربوا يكتب لكم رسول الله (ص) كتاباً لن تضلوا بعده ومنهم من يقول ما قال عمر فلما أكثروا اللغط والإختلاف عند النبي (ص) قال : قوموا عني قال عبيد الله فكان إبن عباس يقول : أن الرزية كل الرزية ما حال بين رسول الله (ص) وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب من إختلافهم ولغطهم ) ، راجع : ( صحيح البخاري ج6 ص2680 ح6932 ) ، لا حظ في هذه الرواية يقول البخاري أن عمر هو الذي قال : حسبنا كتاب الله وليس الإمام علي (ع).
وأخرج عدة من الحفاظ منهم مسلم إبن خزيمة وأحمد واللفظ لمسلم قال : ( عن سعيد بن جبير ، عن إبن عباس أنه قال : يوم الخميس وما يوم الخميس ثم جعل تسيل دموعه حتى رأيت على خديه كأنها نظام اللؤلؤ قال : قال رسول الله (ص) إئتوني بالكتف والدواة أو اللوح والدواة أكتب لكم كتاباً لن تضلوا بعده أبداً فقالوا : أن رسول الله (ص) يهجر ) ، ( صحيح مسلم ج3 ح1259 ).
وحدثني : محمد بن رافع وعبد بن حميد قال : عبد أخبرنا ، وقال إبن رافع : ، حدثنا : عبد الرزاق ، أخبرنا : معمر ، عن الزهري ، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة ، عن إبن عباس قال : لما حضر رسول الله (ص) وفي البيت رجال فيهم عمر بن الخطاب فقال النبي (ص) : هلم أكتب لكم كتاباً لا تضلون بعده فقال عمر : أن رسول الله (ص) قد غلب عليه الوجع وعندكم القرآن حسبنا كتاب الله فإختلف أهل البيت فاختصموا فمنهم من يقول قربوا يكتب لكم رسول الله (ص) كتاباً لن تضلوا بعده ومنهم من يقول ما قال عمر : فلما أكثروا اللغو والاختلاف عند رسول الله (ص) قال رسول الله (ص) : قوموا قال عبيد الله : فكان إبن عباس يقولا إن الرزية كل الرزية ما حال بين رسول الله (ص) وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب من إختلافهم ولغطهم ) ، راجع : ( صحيح مسلم ج 3 ح1637 ).
اذن فالاحرى ان نسال عمر عن عدم امتثاله لرسول الله صلى الله عليه واله وهو يعلم بان هذه الوصية عاصمة من الضلالة
فاكبر خيانه قدمها عمر للامة الاسلامية بعلم وعمد ودراية هو ممانعته من كتابه هذا الكتاب المانع من الضلال للامة الاسلامية .
تعليق