القافية واهميتها في البناء الشعري ...
تعريفها لغة:
القافية لغة من القَفْو وهو الاتباع فالقافية على هذا بمعنى مقفوة مثل قوله تعالى: {فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ} أي مرضية، وقيل: لأنه يقفو ما سبق من الأبيات، أو لأنه يقفو آخر كل بيت .
أمّا تعريفها اصطلاحاً :
القافية في اصطلاح العروضيين عِلمٌ بأصول يُعرف به أحوال أواخر الأبيات الشعرية من حركة وسكون، ولزوم وجواز، وفصيح وقبيح، وهي مع هذا اسم لعدد من الحروف ينتهي بها كل بيت.
حدودها :
وأما حدودها فقد تعددت الآراء في ذلك، ولعل أقربها إلى الصواب رأي الخليل بن أحمد الذي يقول: «القافية عبارة عن الساكنين اللذين في آخر البيت مع ما بينهما من المتحرك حرفا كان أو أكثر، ومع الحركة التي قبل الساكن الأول». مثال ذلك قول الشاعر:
نَعيب زمانَنا والعيبُ فينا ** وما لزماننا عيب سوانا
فالقافية عند الخليل في هذا البيت هي قول الشاعر: (وَاْنَاْ) .
وهي باختصار من أول متحرك قبل آخر ساكنين.
فائدة دراسة هذا الفن:
(1) الوقوف على مواطن حسن الشعر وجودته وكيفية تأليفه.
(2) يُجَنِّبُ المرءَ العيوبَ المخلة بالشعر فلا يقع فيها من يريد إنشاء قول منظوم.
(3) لا غنى للناقد عنه؛ حتى يبني أحكامه على أسس صحيحة.
أهمية القافية:
القافية شريكة الوزن في الاختصاص بالشعر، ولا يسمى الكلام شعرًا حتى يكون له وزن وقافية؛ فهما أساسان في الشعر حسب نظرية عمود الشعر عند المرزوقي. فالقافية تعطي الشعر نغمة موسيقية رائعة، فبقدر ما يكون فيها من حروف ملتزمة بقدر ما يكون لها من إيقاع موسيقي متميز، كما أنها تضبط المعنى وتحدده، وتشد البيت شدا قويا بكيان القصيدة العام ولولاها لكانت محلولة مفككة.