بسم الله الرحمن الرحيم
الاسراء والمعراج / 4
ثمّ صعد بي إلى السماء الثانية فإذا فيها رجلان متشابهان، فقلت: من هذان يا جبرائيل؟ فقال لي: ابنا الخالة يحيى وعيسى (عليهما السلام)، فسلّمت عليهما وسلّما عليّ واستغفرت لهما واستغفرا لي وقالا: مرحباً بالأخ الصالح والنبيّ الصالح، وإذا فيها من الملائكة وعليهم الخشوع قد وضع الله وجوههم كيف شاء ليس منهم ملك إلاّ يسبّح الله ويحمده بأصوات مختلفة.
ثمّ صعدنا إلى السماء الثالثة فإذا فيها رجل فضل حسنه على سائر الخلق كفضل القمر ليلة البدر على سائر النجوم، فقلت: من هذا يا جبرائيل؟ فقال: هذا أخوك يوسف، فسلّمت عليه وسلّم عليّ واستغفرت له واستغفر لي وقال: مرحباً بالنبيّ الصالح والأخ الصالح والمبعوث في الزمن الصالح، وإذا فيها ملائكة عليهم من الخشوع مثل ما وصفت في السماء الأولى والثانية، وقال لهم جبرائيل في أمري مثل ما قال للآخرين وصنعوا بي مثل ما صنع الآخرون.
ثمّ صعدنا إلى السماء الرابعة وإذا فيها رجل، فقلت: من هذا يا جبرائيل؟ قال: هذا إدريس رفعه الله مكاناً عليّاً، فسلّمت عليه وسلّم عليّ، واستغفرت له واستغفر لي، وإذا فيها من الملائكة الخشوع مثل ما في السماوات التي عبرناها، فبشّروني بالخير لي ولأمّتي.
ثمّ صعدنا إلى السماء الخامسة فإذا فيها رجل كهل عظيم العين لم أر كهلاٌ أعظم منه حول ثلاثة صفوف من أمّته، فأعجبتني كثرتهم، فقلت: من هذا يا جبرائيل؟ فقال: هذا المجيب في قومه هارون بن عمران، فسلّمت عليه وسلّم عليّ، واستغفرت له واستغفر لي، وإذا فيها من الملائكة الخشوع مثل ما في السماوات الأولى.
ثمّ صعدنا إلى السماء السادسة وإذا فيها رجل آدم طويل كأنّه من شعر ولو أنّ عليه قميصين لنفذ شعره فيهما، فسمعته يقول: يزعم بنو إسرائيل أني أكرم ولد آدم على الله، وهذا رجل أكرم على الله مني، فقلت: من هذا يا جبرائيل؟ فقال: هذا أخوك موسى بن عمران، فسلّمت عليه وسلّم عليّ، واستغفرت له واستغفر لي، وإذا فيها من الملائكة الخشوع مثل ما في السماوات الأولى.
ثمّ صعدنا إلى السماء السابعة فما مررت بملك من الملائكة إلاّ قالوا: يا محمّد احتجم، وأمر أمتك بالحجامة، وإذا فيها رجل أشمط الرأس واللحية، جالس على كرسيّ، فقلت: يا جبرائيل من هذا الذي في السماء السابعة على باب البيت المعمور في جوار الله؟ فقال: هذا يا محمّد أبوك إبراهيم، وهذا محلّك ومحلّ من اتّقى من أمّتك، ثمّ قرأ رسول الله (صلّى الله عليه وآله): (إنّ أولى النّاس بإبراهيم للّذين اتّبعوه وهذا النّبيّ والّذين آمنوا والله وليّ المؤمنين)(1)، فسلّمت عليه، وسلّم عليّ، وقال: مرحباً بالنبيّ الصالح، والابن الصالح، والمبعوث في الزمن الصالح، وإذا فيها من الملائكة الخشوع مثل ما في السماوات الستّ، فبشّروني بالخير والرحمة لي ولأمّتي، ورأيت في السماء السابعة بحاراً من نور يكاد تلألؤها يخطف الأبصار، وفيها بحار مظلمة وبحار ثلج ترعد، فلمّا فزعت ورأيت هؤلاء سألت جبرائيل فقال: أبشر يا محمّد واشكر كرامة ربّك، واشكر الله بما صنع إليك، قال: فثبّتني الله بقوّته وعونه حتى كثر قولي لجبرائيل وتعجّبي، فقال جبرائيل: يا محمّد تعظّم ما ترى؟ إنّما هذا خلق من خلق ربّك، فكيف بالخالق الذي خلق ما ترى؟ وما لا ترى أعظم من هذا.
إن بين الله وبين خلقه تسعين ألف حجاب، وأقرب الخلق إلى الله أنا وإسرافيل وبيننا وبينه أربعة حجب: حجاب من نور، وحجاب من ظلمة، وحجاب من الغمام، وحجاب من الماء.
إن بين الله وبين خلقه تسعين ألف حجاب، وأقرب الخلق إلى الله أنا وإسرافيل وبيننا وبينه أربعة حجب: حجاب من نور، وحجاب من ظلمة، وحجاب من الغمام، وحجاب من الماء.
تعليق