السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صل على محمد وال محمد
----------------------------
روي عن الإمام علي (عليه السلام)خلو الصدر من الغل والحسد من سعادة العبد . و(الغِل) يعني نفوذ الشيء خفية وسرّاً ولهذا يطلق على الحسد والحقد والعداوة الذي يتسلّل إلى النفس الإنسانية بصورة خفية.
ويعد الغل من أكبر المعوقات التي تعيق الانسان عن بلوغ السعادة ويحول بينه وبينها كما إنه من أكثر العوامل التي تجذب نحوه الشقاء والعناء. والغل سواء كان حقداً أو حسداً أو عداوةً لا علاقة له بالفقر المادي للإنسان أو كونه مظلوماً بقدر ما لها إرتباط شديد بالفقر المعنوي للانسان وكونه لنفسه قبل غيره ظالماً ولذا نجد الكثير ممن لا تنقصه الثروة ولا تعوزه الصحة ولا يفتقر الى الجاه والمنصب ومع ذلك فهو حاسداً للآخرين حاقداً عليهم .. ولأن الغل كفيل بإشقاء الانسان لذا نجد الكثير من الحاقدين الذين توفرت لديهم جميع أسباب السعادة والهناء وعوامل الرفاهية والصفاء يعيشون أقسى ألوان العذاب ويتذوقون أقصى درجات الألم .. ولذا كان الغل من أكبر عوامل الشقاء التي يعاني منها الناس في هذه الحياة على مر التاريخ بل وكان مصدراً للكثير من الصراعات الإجتماعية والخسائر المعنوية والمادية وما قصة النبي يوسف (عليه السلام) بخافية على أحد حيث كبَد الحقد والحسد نبيا الله يعقوب وإبنه يوسف (عليهما السلام) الكثير الكثير من العذاب والألم وكبد الأخوة الحاسدين الكثير الكثير من التراجع الديني والتسافل المعنوي وبالتالي أحالت حياة الجميع الى التعاسة والشقاء..
وللنتائج الوخيمة التي يسفر عنها الغل فقد عمد الله (تعالى) الى نزعه من قلوب المؤمنين يوم القيامة لكي يُنعِمهم بالنعيم المقيم ويغمرهم بالسعادة التامة في الجنان وليعيشوا في تواد وصفاء رغم تباين درجاتهم ويتخلصوا من كل ما يعكر أجواءهم أو يثير بينهم الشحناء قال (تعالى)فإنه أُولئِكَ أَصْحبُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَلِدُون (42) وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ تَجْرِى مِنْ تَحْتِهِمُ الاْنْهرُ..وقال (تعالى) أيضاً :إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (45) ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ آَمِنِينَ (46) وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ (47) لَا يَمَسُّهُمْ فِيهَا نَصَبٌ وَمَا هُمْ مِنْهَا بِمُخْرَجِينَ (48).
ونقل بعض المفسّرين حديثاً عن السدي قال فيه «إنّ أهل الجنّة إذا سيقوا إلى الجنّة وجدوا عند بابها شجرة في أصل ساقها عينان فيشربون من إحداهما فينزع ما في صدورهم من غلّ فهو الشراب الطهور واغتسلوا من الأُخرى فجرت عليهم نضرة النعيم فلن يشعثوا ولن يشحبوا بعدها أبداً.
فالجنة رغم كثرة درجاتها وتفاوت النعيم فيها إلا إنّ أهلها يرفلون بالسعادة والرفاهية وينعمون بالراحة والطمأنينة لأنهم معافون من كل هذه الصفات القبيحة فلا حسد ولا حقد في قلوبهم ولهذا لا يتعرضون لعواقبها النكرة ولا يعانون من عذاباتها الأليمة ومن شقاواتها الجسيمة . إنّهم يعيشون معاً في منتهى التواد والتحابب والصفاء والسكينة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
غرر الحكم ودرر الكلم ج1 ص206
الأعراف 42و43
الحجر 45ـ48
اللهم صل على محمد وال محمد
----------------------------
روي عن الإمام علي (عليه السلام)خلو الصدر من الغل والحسد من سعادة العبد . و(الغِل) يعني نفوذ الشيء خفية وسرّاً ولهذا يطلق على الحسد والحقد والعداوة الذي يتسلّل إلى النفس الإنسانية بصورة خفية.
ويعد الغل من أكبر المعوقات التي تعيق الانسان عن بلوغ السعادة ويحول بينه وبينها كما إنه من أكثر العوامل التي تجذب نحوه الشقاء والعناء. والغل سواء كان حقداً أو حسداً أو عداوةً لا علاقة له بالفقر المادي للإنسان أو كونه مظلوماً بقدر ما لها إرتباط شديد بالفقر المعنوي للانسان وكونه لنفسه قبل غيره ظالماً ولذا نجد الكثير ممن لا تنقصه الثروة ولا تعوزه الصحة ولا يفتقر الى الجاه والمنصب ومع ذلك فهو حاسداً للآخرين حاقداً عليهم .. ولأن الغل كفيل بإشقاء الانسان لذا نجد الكثير من الحاقدين الذين توفرت لديهم جميع أسباب السعادة والهناء وعوامل الرفاهية والصفاء يعيشون أقسى ألوان العذاب ويتذوقون أقصى درجات الألم .. ولذا كان الغل من أكبر عوامل الشقاء التي يعاني منها الناس في هذه الحياة على مر التاريخ بل وكان مصدراً للكثير من الصراعات الإجتماعية والخسائر المعنوية والمادية وما قصة النبي يوسف (عليه السلام) بخافية على أحد حيث كبَد الحقد والحسد نبيا الله يعقوب وإبنه يوسف (عليهما السلام) الكثير الكثير من العذاب والألم وكبد الأخوة الحاسدين الكثير الكثير من التراجع الديني والتسافل المعنوي وبالتالي أحالت حياة الجميع الى التعاسة والشقاء..
وللنتائج الوخيمة التي يسفر عنها الغل فقد عمد الله (تعالى) الى نزعه من قلوب المؤمنين يوم القيامة لكي يُنعِمهم بالنعيم المقيم ويغمرهم بالسعادة التامة في الجنان وليعيشوا في تواد وصفاء رغم تباين درجاتهم ويتخلصوا من كل ما يعكر أجواءهم أو يثير بينهم الشحناء قال (تعالى)فإنه أُولئِكَ أَصْحبُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَلِدُون (42) وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ تَجْرِى مِنْ تَحْتِهِمُ الاْنْهرُ..وقال (تعالى) أيضاً :إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (45) ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ آَمِنِينَ (46) وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ (47) لَا يَمَسُّهُمْ فِيهَا نَصَبٌ وَمَا هُمْ مِنْهَا بِمُخْرَجِينَ (48).
ونقل بعض المفسّرين حديثاً عن السدي قال فيه «إنّ أهل الجنّة إذا سيقوا إلى الجنّة وجدوا عند بابها شجرة في أصل ساقها عينان فيشربون من إحداهما فينزع ما في صدورهم من غلّ فهو الشراب الطهور واغتسلوا من الأُخرى فجرت عليهم نضرة النعيم فلن يشعثوا ولن يشحبوا بعدها أبداً.
فالجنة رغم كثرة درجاتها وتفاوت النعيم فيها إلا إنّ أهلها يرفلون بالسعادة والرفاهية وينعمون بالراحة والطمأنينة لأنهم معافون من كل هذه الصفات القبيحة فلا حسد ولا حقد في قلوبهم ولهذا لا يتعرضون لعواقبها النكرة ولا يعانون من عذاباتها الأليمة ومن شقاواتها الجسيمة . إنّهم يعيشون معاً في منتهى التواد والتحابب والصفاء والسكينة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
غرر الحكم ودرر الكلم ج1 ص206
الأعراف 42و43
الحجر 45ـ48
تعليق