بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمدٍ وآل محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم يا غافر الذنوب يا الله .
الفتاة هي الحياة بعطر عفتها، الشمس في إشراقة إيمانها، السُحب في علو مكانتها، المطر في حنان عطائها، النهر في نقاء سريرتها.
من اين أبدأ والى أين أنتهي . أبدأ من بداية حياتها كفتاة متبرجة، ، كل ما يهمها لفت الأنظار إليها، لإبراز جمالها وأنوثتها ومفاتنها، لتثبت أنها موجودة، وأنها ليست صفراً على الشمال، أو أبدأ من بداية مشوارها كفتاة أكرمها الله سبحانه وتعالى بالهداية، بل زادها جمالاً إلى جمالها وأنوثة إلى أنوثتها، الكثيرات منا لم يولدن في عوائل ملتزمة دينياً, والبعض نشأ في عوائل لها عادات وتقاليد اثرت على الفتاة سلبياً لان عاداتها لم تأتي من مصدر شرعي . فكان الممنوع اكثر من المسموح كل عمل او كلمة او حركة تقوم بها البنت هي عيب . وهناك عوائل تأثرت بالثقافات الغربية الزائفة فأعطت للفتاة حرية مفرطة فكل شيء ممكن تحت عنوان التحضر والثقافة . فكان لكلا الصنفين أثر سلبي على المرأة أدى الى ابتعادها ونفورها عن الدين . فهذه ترى في الالتزام بالحجاب نوع من القيود , وتلك ترى فيه صورة للتخلف والجهل . طبعاً كل فكرة تعكس التربية التي نشأت عليها.
لكن بين هذه وتلك تجد الفتاة نفسها في لحظة قد استسلمت لفطرتها وكأن بينها وبين خالقها حجباً قد رُفعت لترى بصيرتها نور الهداية .ويلمس عقلها حق اليقين . وعندئذٍ تتعرف على حقيقتها وانها انسان خلقه الله له حق وعليه واجبات ومتى ما بدأت تفكر بنفسها بهذه الصورة تكون قد وضعت قدمها على بداية الطريق الصحيح .
ولكن هل التفكير وحده يكفي ؟ الجواب لا فبعد التفكير يجب ان يكون القرار وهو ترك المعصية وأداء الواجبات , وتدارك ما فاتها في ايام حياتها ,وبالتالي ان تعمل على ان تجعل من ظاهرها انساناً عاقلاً وشرعياً ,بحيث يحكم الشرع والعقل -بحسب الظاهر -بأن هذا الشخص انسان .
والانسان الشرعي هو الذي ينظم سلوكه وفق ما يتطلبه الشرع , وان يكون ظاهره كظاهر الرسول الأكرم (ص) والزهراء (ع) وان يتأسى بهم في جميع حركاته وسكناته ,وفي جميع مايفعل ويترك , لا في ارتداء الحجاب فقط . وكبداية نأخذ من التأريخ قصة بشر الحافي الذي غيرت حياته كلمة سمعها من جاريته عن لسان الإمام الكاظم (ع)
كان يعيش في بغداد رجل معروف اسمه بشروكان ممن يشار إليه بالبنان وحدث يوماً أن كان الإمام الكاظم (عليه السلام) ماراً من أمام بيت بشر و كانت أصوات اللهو و الطرب تملأ المكان فصادف أن تفتح جاريةٌ الباب لإلقاء بعض الفضلات وحين رمت بها في الطريق سألها الإمام عليه السلام :
يا جارية هل صاحب هذه الدار حرٌ أم عبد؟
فأجابته الجارية وهي مستغربة سؤاله هذا بشر معروف بين الناس وقالت :
بل هو حر.
فقال الإمام :
صدقتِ لو كان عبداً لخاف من مولاه
.الإمام قال هذه الكلمة وأنصرف
فعادت الجارية إلى الدار و كان بشر جالساً إلى مائدة الخمر فسألها :
ماالذي أبطائكِ ؟
فنقلت مادار بينها وبين الإمام وعندما سمع مانقلته من قول الإمام :
(صدقتِ لو كان عبداً لخاف من مولاه)
أهتز هزاً عنيفاً أيقظته من غفلته وأيقظته من نومته .. نومة الغفلة عن الله ثم سأل بشر الجارية عن الجهة التي توجه إليها الإمام فأخبرته ، فانطلق يعدو خلفه حتى إنه نسي أن ينتعل حذاءه وكان في الطريق يحدث نفسه بأن هذا الرجل هو الإمام موسى ابن جعفر وفعلاً ذهب إلى منزل الإمام فتاب على يديه وأعتذر وبكى ثم هوى على يدي الإمام يقبلها وهو يقول :
سيدي أريد من هذه الساعة أن أصبح عبداً ولكن عبداً لله لا أريد هذه الحرية المذلة التي تأسر الإنسانية فيَّ وتطلق العنان للشهوة الحيوانية لا أريد السعي وراء الجاه والمنصب لا أريد حرية الخوض في مستنقع الذنوب وأغدو أسيراً لها لا أريد أن تؤسر فيِّ الفطرة السليمة و العقل السليم ..من هذه الساعة أريد أن أصبح عبداً لله ولله وحده حراً تجاه غيره
وتاب بشر على يد الإمام الكاظم و منذ تلك اللحظة هجر الذنوب ونأى عنها وأتلف كل وسائل الحرام وأقبل على الطاعة والعبادة.
.
اما الشيخ محمد التيجاني الذي رفد المكتبة الشيعية بالكثير من المؤلفات فأن حياته تغيرت 180 درجة بسبب شخص اسمه منعم قابله في باخرة واقترح عليه زيارة العراق للتعرف على المذهب الشيعي بشكل اكبر فكان له في ضريح الامام الحسين هذا الموقف حسب ما ذكره في كتابه (ثم اهتديت )
جاء صديقي منعم وسافرنا إلى كربلاء، وهناك عشت محنة سيدنا الحسين كما يعيشها شيعته وعلمت وقتئذ بأن سيدنا الحسين لم يمت، فالناس يتزاحمون ويتراصون حول ضريحه كالفراشات ويبكون بحرقة ولهفة لم أشهد لهما مثيلا، فكأن الحسين استشهد الآن، وسمعت الخطباء هناك يثيرون شعور الناس بسردهم لحادثة كربلاء في نواح ونحيب، ولا يكاد السامع لهم أن يمسك نفسه ويتماسك حتى ينهار، فقد بكيت وبكيت وأطلقت لنفسي عنانها وكأنها كانت مكبوتة، وأحسست براحة نفسية كبيرة ما كنت أعرفها قبل ذلك اليوم، وكأني كنت في صفوف أعداء الحسين وانقلبت فجأة إلى أصحابه وأتباعه الذين يفدونه بأرواحهم، وكان الخطيب يستعرض قصة الحر وهو أحد القادة المكلفين بقتال الحسين، ولكنه وقف في المعركة يرتعش كالسعفة ولما سأله بعض أصحابه: أخائف أنت من الموت أجابه الحر، لا والله ولكنني أخير نفسي بين الجنة والنار ثم
همز جواده وانطلق إلى الحسين قائلا: هل من توبة يابن رسول الله، ولم أتمالك عند سماع هذا أن سقطت على الارض باكيا وكأني أمثل دور الحر وأطلب من الحسين: هل من توبة ياابن رسول الله، سامحني ياابن رسول الله، وكان صوت الخطيب مؤثرا، وارتفعت أصوات الناس بالبكاء والنحيب عند ذلك سمع صديقي صياحي وانكب علي معانقا، باكيا وضمني إلى صدره كما تضم الام ولدها وهو يردد يا حسين، يا حسين، كانت دقائق ولحظات عرفت فيها البكاء الحقيقي وأحسست وكأن دموعي غسلت قلبي وكل جسدي من الداخل وفهمت وقتها حديث الرسول: «لو علمتم ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا».
اللهم صلي على محمدٍ وآل محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم يا غافر الذنوب يا الله .
الفتاة هي الحياة بعطر عفتها، الشمس في إشراقة إيمانها، السُحب في علو مكانتها، المطر في حنان عطائها، النهر في نقاء سريرتها.
من اين أبدأ والى أين أنتهي . أبدأ من بداية حياتها كفتاة متبرجة، ، كل ما يهمها لفت الأنظار إليها، لإبراز جمالها وأنوثتها ومفاتنها، لتثبت أنها موجودة، وأنها ليست صفراً على الشمال، أو أبدأ من بداية مشوارها كفتاة أكرمها الله سبحانه وتعالى بالهداية، بل زادها جمالاً إلى جمالها وأنوثة إلى أنوثتها، الكثيرات منا لم يولدن في عوائل ملتزمة دينياً, والبعض نشأ في عوائل لها عادات وتقاليد اثرت على الفتاة سلبياً لان عاداتها لم تأتي من مصدر شرعي . فكان الممنوع اكثر من المسموح كل عمل او كلمة او حركة تقوم بها البنت هي عيب . وهناك عوائل تأثرت بالثقافات الغربية الزائفة فأعطت للفتاة حرية مفرطة فكل شيء ممكن تحت عنوان التحضر والثقافة . فكان لكلا الصنفين أثر سلبي على المرأة أدى الى ابتعادها ونفورها عن الدين . فهذه ترى في الالتزام بالحجاب نوع من القيود , وتلك ترى فيه صورة للتخلف والجهل . طبعاً كل فكرة تعكس التربية التي نشأت عليها.
لكن بين هذه وتلك تجد الفتاة نفسها في لحظة قد استسلمت لفطرتها وكأن بينها وبين خالقها حجباً قد رُفعت لترى بصيرتها نور الهداية .ويلمس عقلها حق اليقين . وعندئذٍ تتعرف على حقيقتها وانها انسان خلقه الله له حق وعليه واجبات ومتى ما بدأت تفكر بنفسها بهذه الصورة تكون قد وضعت قدمها على بداية الطريق الصحيح .
ولكن هل التفكير وحده يكفي ؟ الجواب لا فبعد التفكير يجب ان يكون القرار وهو ترك المعصية وأداء الواجبات , وتدارك ما فاتها في ايام حياتها ,وبالتالي ان تعمل على ان تجعل من ظاهرها انساناً عاقلاً وشرعياً ,بحيث يحكم الشرع والعقل -بحسب الظاهر -بأن هذا الشخص انسان .
والانسان الشرعي هو الذي ينظم سلوكه وفق ما يتطلبه الشرع , وان يكون ظاهره كظاهر الرسول الأكرم (ص) والزهراء (ع) وان يتأسى بهم في جميع حركاته وسكناته ,وفي جميع مايفعل ويترك , لا في ارتداء الحجاب فقط . وكبداية نأخذ من التأريخ قصة بشر الحافي الذي غيرت حياته كلمة سمعها من جاريته عن لسان الإمام الكاظم (ع)
كان يعيش في بغداد رجل معروف اسمه بشروكان ممن يشار إليه بالبنان وحدث يوماً أن كان الإمام الكاظم (عليه السلام) ماراً من أمام بيت بشر و كانت أصوات اللهو و الطرب تملأ المكان فصادف أن تفتح جاريةٌ الباب لإلقاء بعض الفضلات وحين رمت بها في الطريق سألها الإمام عليه السلام :
يا جارية هل صاحب هذه الدار حرٌ أم عبد؟
فأجابته الجارية وهي مستغربة سؤاله هذا بشر معروف بين الناس وقالت :
بل هو حر.
فقال الإمام :
صدقتِ لو كان عبداً لخاف من مولاه
.الإمام قال هذه الكلمة وأنصرف
فعادت الجارية إلى الدار و كان بشر جالساً إلى مائدة الخمر فسألها :
ماالذي أبطائكِ ؟
فنقلت مادار بينها وبين الإمام وعندما سمع مانقلته من قول الإمام :
(صدقتِ لو كان عبداً لخاف من مولاه)
أهتز هزاً عنيفاً أيقظته من غفلته وأيقظته من نومته .. نومة الغفلة عن الله ثم سأل بشر الجارية عن الجهة التي توجه إليها الإمام فأخبرته ، فانطلق يعدو خلفه حتى إنه نسي أن ينتعل حذاءه وكان في الطريق يحدث نفسه بأن هذا الرجل هو الإمام موسى ابن جعفر وفعلاً ذهب إلى منزل الإمام فتاب على يديه وأعتذر وبكى ثم هوى على يدي الإمام يقبلها وهو يقول :
سيدي أريد من هذه الساعة أن أصبح عبداً ولكن عبداً لله لا أريد هذه الحرية المذلة التي تأسر الإنسانية فيَّ وتطلق العنان للشهوة الحيوانية لا أريد السعي وراء الجاه والمنصب لا أريد حرية الخوض في مستنقع الذنوب وأغدو أسيراً لها لا أريد أن تؤسر فيِّ الفطرة السليمة و العقل السليم ..من هذه الساعة أريد أن أصبح عبداً لله ولله وحده حراً تجاه غيره
وتاب بشر على يد الإمام الكاظم و منذ تلك اللحظة هجر الذنوب ونأى عنها وأتلف كل وسائل الحرام وأقبل على الطاعة والعبادة.
.
اما الشيخ محمد التيجاني الذي رفد المكتبة الشيعية بالكثير من المؤلفات فأن حياته تغيرت 180 درجة بسبب شخص اسمه منعم قابله في باخرة واقترح عليه زيارة العراق للتعرف على المذهب الشيعي بشكل اكبر فكان له في ضريح الامام الحسين هذا الموقف حسب ما ذكره في كتابه (ثم اهتديت )
جاء صديقي منعم وسافرنا إلى كربلاء، وهناك عشت محنة سيدنا الحسين كما يعيشها شيعته وعلمت وقتئذ بأن سيدنا الحسين لم يمت، فالناس يتزاحمون ويتراصون حول ضريحه كالفراشات ويبكون بحرقة ولهفة لم أشهد لهما مثيلا، فكأن الحسين استشهد الآن، وسمعت الخطباء هناك يثيرون شعور الناس بسردهم لحادثة كربلاء في نواح ونحيب، ولا يكاد السامع لهم أن يمسك نفسه ويتماسك حتى ينهار، فقد بكيت وبكيت وأطلقت لنفسي عنانها وكأنها كانت مكبوتة، وأحسست براحة نفسية كبيرة ما كنت أعرفها قبل ذلك اليوم، وكأني كنت في صفوف أعداء الحسين وانقلبت فجأة إلى أصحابه وأتباعه الذين يفدونه بأرواحهم، وكان الخطيب يستعرض قصة الحر وهو أحد القادة المكلفين بقتال الحسين، ولكنه وقف في المعركة يرتعش كالسعفة ولما سأله بعض أصحابه: أخائف أنت من الموت أجابه الحر، لا والله ولكنني أخير نفسي بين الجنة والنار ثم
همز جواده وانطلق إلى الحسين قائلا: هل من توبة يابن رسول الله، ولم أتمالك عند سماع هذا أن سقطت على الارض باكيا وكأني أمثل دور الحر وأطلب من الحسين: هل من توبة ياابن رسول الله، سامحني ياابن رسول الله، وكان صوت الخطيب مؤثرا، وارتفعت أصوات الناس بالبكاء والنحيب عند ذلك سمع صديقي صياحي وانكب علي معانقا، باكيا وضمني إلى صدره كما تضم الام ولدها وهو يردد يا حسين، يا حسين، كانت دقائق ولحظات عرفت فيها البكاء الحقيقي وأحسست وكأن دموعي غسلت قلبي وكل جسدي من الداخل وفهمت وقتها حديث الرسول: «لو علمتم ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا».
تعليق