لن ننظر الى الموضوع بصورة عامة، سنقرب الصورة اكثر، سندخل الى زوايا المجتمع، على ارض العراق وفي ازمة الوضع الحالي الموارد الشحيحة والاحتياجات المتفاقمة على الارصفة هناك من يشكي الجوع وهناك من يؤلمه العطش، الارض تلوع لا جذور تمتد بها تنعش وحشتها، مات الشجر وامتنع القطر.
إن مشكلة القحط التي لمسنا بعضاً منها حالياً والتي يقف العراق على اعتابها في المستقبل مشكلة تستحق التوقف والتأمل وتتطلب حلاً سريعاً من المسؤولين وافراد الشعب عامة فالكل يحمل جزءاً من السبب!.
بعض التصرفات ان سمعنا عنها نبذناها وتوجسنا خيفة ان نمارسها يوماً ما فمن منا يتقبل فكرة ان يؤآخي الشيطان، حتماً لا احد يرضى لكن نرى في القرآن انه قد أشير الى ذلك المعنى اذ تبين ان المبذرين اخوان الشياطين! انها حقاً اشارة مرعبة وذنبٌ فظيع فيجب ان نتوخاها قدر ما نستطيع ولنعلم ان للتبذير عواقب وخيمة لا تحمد عقباها قد تحيط بنا لاحقاً نتيجة استهانتنا بالنعم.
وللبحث عن حلول لإيقــاف الافراط في التبذير الذي صار جزء لا يتجزأ من ممارسات حياتنا اليومية بل صار واقعاً مألوفاً لا يكترث له احد، قام موقع بشرى حياة بجولة استطلاع رأي بسؤال الناس ماهي الاجراءات الوقائية اللازم اتخاذها حتى نحافظ على النعم من ان تفنى وكيف نخبر الناس بخطورة التبذير وعواقبه؟
كان رأي الاخت مروة الخفاجي: اعتقد ان العراقيين اصبحوا مبذرين في كل شيء، مثلاً نرى ان احدهم صباحاً ومساءاً يغسل سيارته وينتقل لسقي الحديقة وصنبور الماء يبقى في جريان مستمر لنصف يوم او اكثر، بل حتى في الوضوء يدع الماء يجري وهو ينتظر ان يصل لدرجة حرارة معينة حتى يشرع بالوضوء وغيرها، اذا اردنا الحل، يجب ان نقلل من الاصراف بكل الوسائل ويتطلب ذلك مراقبة خاصة من قبل الدولة.
اما الاخ محمد قال: مع الاسف اعتقد اننا صرنا نحتاج لضربة موجعة حتى نقدر ماوهبنا من نعم مثلاً ازمة المطر التي مررنا بها جعلتنا نقدر لكم هو عظيم الماء وكيف يجب ان نحافظ عليه، اننا علينا ان نبدأ بأنفسنا بإستشعار المسؤولية ونؤثر بالاقربين منا وهكذا شيئاً فشيئاً كل منا يوعي الآخر لتبقى فينا روح المسؤولية متقظة.
والاخت ضمياء قالت: الشعور بالمسؤولية تجاه اي شيء سيجعلك تلقائياً تهتم بالمحافظة عليه فمن الاركان التي تساعد على ذلك هو تحمل المسؤولية وتحويلها الى الواقع ليصبح عدم التبذير والحرص على الاشياء فعل لا ارادي يقوم به الفرد لأنه اعتاد الامر.
فهيمة رضا اوضحت ان هناك مقولة دائما نسمعها "الوقاية خير من العلاج" وان الانسان يميل لإرضاء نفسه ويريد ان يقدم لها كل ماتشتهيه فتكون افعاله بشكل عشوائي ولا يهتم كثيراً إلا اذا كان ممن يخاف الله او من المنظمين الذين يخافون قوانين الكون ويهتمون بالاجيال اللاحقة، لو يرجع الانسان الى وصايا دين الاسلام الحنيف او باقي الاديان سيجد جميعها تحث الانسان على عدم التبذير، كل شخص يجب ان يأخذ الامر على محمل الجد ويستعمل كل شيء على حسب الاصول ويعلّم اطفاله ومن لهم صلة به كي نحافظ على هذه الثروات ونقدمها للأجيال اللاحقة.
اما رضا الموسوي قال: الحل يتلخص بتوعية الناس بالمخاطر على الدوام وجعل الاحصائيات العالمية لنقصان الثروات بمتداول ايديهم علهم يتعظوا.
واخيراً توقفنا مع الاستاذة ام محسن معاش، مديرة جمعية المودة والازدهار النسوية حيث قالت: نحتاج لعدة امور منها:
1_الاحساس بالمسؤولية ازاء هذه الثروة الطبيعية التي في ايدينا وانها ليست ملك خاص بنا وانما ملك للأجيال اللاحقة.
2_ لتأتي المرحلة التالية وهي الترشيد في الاستعمال يدخل في دقائق امور الانسان والاستعمال بمقدار ما نحتاج، مثلاً الكأس الذي يشرب نصفه لا يرمى النصف الآخر في البالوعة وانما يسقى به الازهار والنباتات، كما يمكن استخدام الحنفيات الاقتصادية في المنازل وهي التي بمجرد ان تسحب يدك فإن الماء يقف عن التدفق وكذلك في الوضوء والغسل. 3_اشاعة ثقافة الترشيد في الماء وتشجيعها وذلك عبر الفضائيات ومواقع الانترنيت والاعلانات ومواقع التواصل الاجتماعي.
4_الترشيد في الماء يدخل ضمن الاسس التربوية التي تدرس في المدارس حيث ينشأ عليها الجيل الجديد.
سجى الكربلائي