بسم الله الرحمن الرحيم
روي عن إمامنا علي بن موسى الرضا عليه السلام قوله: ... إن يوم الحسين أقرح جفوننا وأسبل دموعنا وأذل عزيزنا بأرض كرب وبلاء.[1].
ومحل الشاهد قوله عليه السلام: (وأذل عزيزنا)، فقد يتوهم البعض إن هذا يخالف ما تسالمت عليه الطائفة من نفي الذلة عنهم عليهم السلام وفاقاً لقوله تعالى: (وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ)[2]، ضرورة كونهم عليهم السلام ابرز مصاديق المؤمنين، وكذلك قول الرضا عليه السلام يخالف ما نقل عن جده سيد الشهداء في كربلاء (هيهات منا الذلة)، فكيف يصح قول الإمام الرضا (وأذل عزيزنا)؟
والجواب اختصاراً إن الذل المنفي عنهم عليهم السلام في القرآن والسنة كقول سيد الشهداء المتقدم هو ذل النفس والروح وهذا لا يمنع من تعرض أجسادهم الكريمة صلوات الله عليهم لنوع من الامتهان من اعداء الله ورسوله كسحقهم جسده الشريف بالخيل ونهب تراثه وسوقهم حرائر بيت الرسالة سبايا بين يدي الد اعداء الله، وهذه المسألة نضير عصمة الله لأنبيائه من تسلط الشيطان فقال تعالى: (إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ وَكَفَى بِرَبِّكَ وَكِيلاً)[3]، بينما ذكر القرآن الكريم تسلط الشيطان على جسد بعض الأنبياء كقوله تعالى: (وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِي الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ)[4]، وتسليطه على ابدانهم الشريفة لا يستنقص من قدرهم فهو في ذات الله وصبرا منهم على قضاءه تعالى، كذلك ما حصل في كربلاء فرضهم للجسد الشريف لا يستنقص من قدرة سيد الشهداء حيث كان تسليماً منه صلوات الله عليه لقضاء الله وقدره.
[1] أمالي الصدوق: ص128، المجلس 27.
[2] المنافقون: 8.
[3] الاسراء: 65.
[4] ص: 41.
روي عن إمامنا علي بن موسى الرضا عليه السلام قوله: ... إن يوم الحسين أقرح جفوننا وأسبل دموعنا وأذل عزيزنا بأرض كرب وبلاء.[1].
ومحل الشاهد قوله عليه السلام: (وأذل عزيزنا)، فقد يتوهم البعض إن هذا يخالف ما تسالمت عليه الطائفة من نفي الذلة عنهم عليهم السلام وفاقاً لقوله تعالى: (وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ)[2]، ضرورة كونهم عليهم السلام ابرز مصاديق المؤمنين، وكذلك قول الرضا عليه السلام يخالف ما نقل عن جده سيد الشهداء في كربلاء (هيهات منا الذلة)، فكيف يصح قول الإمام الرضا (وأذل عزيزنا)؟
والجواب اختصاراً إن الذل المنفي عنهم عليهم السلام في القرآن والسنة كقول سيد الشهداء المتقدم هو ذل النفس والروح وهذا لا يمنع من تعرض أجسادهم الكريمة صلوات الله عليهم لنوع من الامتهان من اعداء الله ورسوله كسحقهم جسده الشريف بالخيل ونهب تراثه وسوقهم حرائر بيت الرسالة سبايا بين يدي الد اعداء الله، وهذه المسألة نضير عصمة الله لأنبيائه من تسلط الشيطان فقال تعالى: (إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ وَكَفَى بِرَبِّكَ وَكِيلاً)[3]، بينما ذكر القرآن الكريم تسلط الشيطان على جسد بعض الأنبياء كقوله تعالى: (وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِي الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ)[4]، وتسليطه على ابدانهم الشريفة لا يستنقص من قدرهم فهو في ذات الله وصبرا منهم على قضاءه تعالى، كذلك ما حصل في كربلاء فرضهم للجسد الشريف لا يستنقص من قدرة سيد الشهداء حيث كان تسليماً منه صلوات الله عليه لقضاء الله وقدره.
[1] أمالي الصدوق: ص128، المجلس 27.
[2] المنافقون: 8.
[3] الاسراء: 65.
[4] ص: 41.
تعليق