بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين وصلى الله
على محمد واهل بيته الطيبين الطاهرين .
كثيرا ما ينسب الوهابية أوغيرهم للشيعة – أيدهم الله تعالى – أمورا وأشياءا لايقولون بها أصلا كمسألة تحريف القرأن وكمسألة الطعن في عائشة عرض النبي (ص) الا انه في الواقع نحن بريئين من هذه التهم ولانقول بها أصلا ولايوجد أي دليل عند خصوم الشيعة على الشيعة تؤيد زعمهم المذكور بل توجد أدلة عند الشيعة في رد هذه الاكاذيب . والحمد لله رب العالمين وصلى الله
على محمد واهل بيته الطيبين الطاهرين .
ومن العجيب انك تشاهد ان من يتهم الشيعة في قضية تحريف القران مثلا او في قضية الطعن في شرف عائشة هو يقول بها ويناقض نفسه بنفسه ووجود روايات كثيرة في كتبهم بخصوص الكلام المتقدم خير شاهد ودليل على هذا التناقض والتخبط وهذا الامر من التغافل أو من باب ( رمتني بدائها وانسلت ) !!!
وانقل بين يدي القراء الافاضل الكرام نموذجا ومصداقا على كلامي المزبور ، كلام ابن عثيمين الذي يشير فيه الى الطعن والقدح في شرف عائشة ورغم ذلك يتهمون الشيعة - ومن غير دليل - بانهم من يقولون بذلك .
الموضوع 1 : العثيمين يجوز لعائشة ما يجوز على النساء (أي الزنا ) :
اضافه الى اعتراف الالباني ومحمد ناصر الترمناني نضيف اليوم اعتراف خطير من العلامه العثيمين حيث قال في شرحه صحيح البخاري- ج10- ص484 :
مع ان عائشة قدرها عظيم ولاسيما انها فراش الرسول- ص- والقدح فيها بهذا الامر قدح في رسول الله - ص- ولهذا كان اشاعة هذا الافك من المنافقين ليس من أجل عائشة بنت ابي بكر
(فهي امرأة من النساء
يجــــــــــــــوز عليها ما يجوز على النساء) .
لكن من أجل انها زوج النبي- ص- اي ليتوصلوا بالقدح في رسول الله - ص - .
الموضوع 2 : الايات في سورة { النور : 11 ـ 20 } :
كُلُّهَا نَزَلَتْ فِي شَأْنِ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ ـ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ـ حِينَ رَمَاهَا أَهْلُ الْإِفْكِ وَالْبُهْتَانِ مِنَ الْمُنَافِقِينَ بِمَا قَالُوهُ مِنَ الْكَذِبِ الْبَحْتِ وَالْفِرْيَةِ الَّتِي غَارَ اللَّهُ تَعَالَى لَهَا وَلِنَبِيِّهِ ، صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ ، كما ذكر ذلك ابن كثير رحمه الله.
وقد حكى صديق خان القِنَّوجي في تفسيره فتح البيان في مقاصد القرآن الإجماع على أن هذه الآيات نزلت في قصة الإفك وتبرئة عائشة ـ رضي الله عنها ـ فقال رحمه الله: وأجمع المسلمون على أنّ المراد بما في الآية ما وقع من الإفك على عائشة أم المؤمنين، وإنما وصفه الله بأنه إفك ، لأن المعروف من حالها ـ رضي الله عنها ـ خلاف ذلك . انتهى .
فمن طعن في عائشة ـ رضي الله عنها ـ المطهرة الصديقة بنت الصديق بما برأها الله منه فقد كفر كفرا أكبر مخرجا من الملة ، ولا ينفعه تأويل الآية بما ذكر ولا يعذر بتأويله ، بل هذا التأويل يزيده ضلالا إلى ضلاله حيث خالف إجماع المسلمين ، وهذا التأويل على بطلانه لا يسوغ له أن يطعن في أمنا عائشة ـ رضي الله عنها ـ وقد قال الله تعالى : الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ أُولَئِكَ مُبَرَّءُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ {النور :26} .
وليس تأويله هذا كتأويل بعض آيات الصفات التي لا يكفر المحرف بتأويلها ، وذلك لوجود شبهة في ذلك التأويل التي يستند عليها بعض أهل البدع كإطلاقات اللغة في كلام العرب ، وأما هذا الأفاك فليس له أية شبهة من لغة أو آية أو حديث حتى يقدم عليه ، قال شيخ الإسلام ابن تيمية : فأما من سب أزواج النبي صلى الله عليه وسلم : فقال القاضي أبو يعلى : من قذف عائشة بما برأها الله منه كفر بلا خلاف ـ وقد حكى الإجماع على هذا غير واحد وصرح غير واحد من الأئمة بهذا الحكم ، فروي عن مالك : من سب أبا بكر جلد ، ومن سب عائشة قتل ، قيل له: لم ؟ قال : من رماها فقد خالف القرآن ، لأن الله تعالى قال : يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَداً إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ـ وقال أبو بكر بن زياد النيسابوري : سمعت القاسم بن محمد يقول لإسماعيل بن إسحاق : أتى المأمون بالرقة برجلين شتم أحدهما فاطمة والآخر عائشة فأمر بقتل الذي شتم فاطمة وترك الآخر، فقال إسماعيل : ما حكمهما إلا أن يقتلا ، لأن الذي شتم عائشة رد القرآن ، وعلى هذا مضت سيرة أهل الفقه والعلم من أهل البيت وغيرهم ـ قال أبو السائب القاضي : كنت يوما بحضرة الحسن بن زيد الداعي بطبرستان وكان يلبس الصوف ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ويوجه في كل سنة بعشرين ألف دينار إلى مدينة السلام يفرق على سائر ولد الصحابة وكان بحضرته رجل ذكر عائشة بذكر قبيح من الفاحشة ، فقال : يا غلام اضرب عنقه ، فقال له : العلويون : هذا رجل من شيعتنا ، فقال : معاذ الله ، هذا رجل طعن على النبي صلى الله عليه وسلم ، قال الله تعالى : الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ أُولَئِكَ مُبَرَّأُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ ـ فإن كانت عائشة خبيثة ، فالنبي خبيث ، فهو كافر، فاضربوا عنقه ـ فضربوا عنقه وأنا حاضر، رواه اللالكائي . انتهى.
الموضوع 3 : أقوال علماء الشيعة في الطعن بشرف عائشة :
العالم الاول الشيخ الطوسي : وهو شيخ الطائفة وممن يرجع إليه في مثل هذه المسائل في كتاب (التبيان في تفسير القرآن، ج10، ص52، في ذيل الآية 10من سورة التحريم) لشيخ الطائفة الطوسي، دار إحياء التراث العربي، في قوله تعالى (فخانتاهما) يقول: (قال ابن عباس كانت امرأة نوح وامرأة لوط منافقتين) إذن يرجع الأمر إلى البحث العقائدي لا إلى البحث المرتبط بمسائل الخيانة الزوجية ((فخانتاهما) قال ابن عباس: كانت امرأة نوح كافرة تقول للناس أنه مجنون وكانت امرأة لوط تُدل على أضيافه) أضياف لوط (فكان ذلك خيانتهما لهما، وما زنت امرأة نبي قط) هذه كلمات علمائنا، لا فقط أعراض النبي الأكرم الذين هو سيد الأنبياء والمرسلين، وأشرف المخلوقات، وأشرف من خلق الله سبحانه وتعالى، فما بالك بسيد الأنبياء، سيد أنبياء أولي العزم من الرسل، كيف الله سبحانه وتعالى لا يطهر ولا يبرأ عرض أزواجه من مثل هذه الفحشاء (وما زنت امرأة نبي قط لما في ذلك من التنفير عن الرسول) وهذا هو الوجه شبه العقلي الذي أشرنا إليه في كلمات السيد الطباطبائي (وإلحاق الوصبة به) التفت إلى الكلام، أنا أنقل كلام شيخ الطائفة الشيخ الطوسي (فمن نسب أحداً من زوجات النبي) ذكرنا مراراً أن زوجات جمع زوجة والزوجة لغة رديئة كما يقال فالأصح الأزواج، (فمن نسب أحداً من زوجات النبي إلى الزنا فقد أخطأ خطأً عظيماً) هذه كلمات علمائنا التي لعلها لا تجد أمثالها في كلمات هؤلاء الذين يحاولوا أن يدافعوا (وليس ذلك قولاً لمحصل) لا يوجد قول يكون محصل ويكون من أهل لا أن يكون عالماً ومرجعاً وعلماً، أصلاً المحصل لا يقول هذا الكلام فما بالك بالعلماء وما بالك بالأعلام والأساطين (وليس ذلك قولاً لمحصل) هذا هو الكلام الأول.
العالم الثاني : ما جاء في (تنزيه الأنبياء، ص44، في ذيل بحث تنزيه نوح) لعلم الهدى أبي القاسم المعروف بالشريف المرتضى، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، بعد أن ينقل رأياً من بعض المفسرين أن المراد من الخيانة هي الخيانة المرتبطة بالفحشاء والمنكر والعياذ بالله قال السيد المرتضى الذي هو علم من أعلام الطائفة: (ولأن الأنبياء) كما قالوا في الأصول أن دخول (ال) على الجمع يفيد العموم، يعني جميع الأنبياء (ولأن الأنبياء عليهم السلام يجب أن ينزهوا عن هذه الحال) يعني أعراضهم تكون ملوثة بالفحشاء (لأنها تعيير وتشيين) من الشين (ونقص في القدر وقد جنبهم الله تعالى ما دون ذلك فما بالك بهذا الأمر) لأن هؤلاء يريدون أن يكونوا قدوا في الناس (ولقد كان لكم في رسول أسوة) كيف يعقل أن يكون القدوة والاسوة لا يستطيع أن يحافظ على أزواجه أو في عرضه لا سمح الله يوجد فحشاء ومنكر، كيف يمكن أن يكون قدوة واسوة في الأمة، أنتم لا تقبلونه لعلماء ولأي داعية ولأي مبلغ فما بالك بالعلماء فما بالك بالأولياء فما بالك الأوصياء، فما بالك بالأنبياء، فما بلك بأنبياء أولي العزم، فما بالك بسيد أنبياء أولي العزم الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله الذي يراد له أن يبقى قدوة وأسوة إلى قيام الساعة وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها. قال: (وقد جنبهم الله تعالى ما دون ذلك تعظيماً لهم وتوقيراً ونفياً لكل ما ينفر عن القبول منهم وقد حمل ابن عباس ما ذكرناه من الدلالة على أن تأويل فلان أن الخيانة لم تكن منهما بالزنا بل كانت إحداهما تخبر الناس كذا والأخرى تدل الأضياف والوجهان الأولان) هذا أيضاً كلام علم آخر من أعلام مدرسة أهل البيت.
العالم الثالث : من أعلام مدرسة أهل البيت ما ورد في (بحار الأنوار، ج22، ص240، تحت عنوان تأريخ نبينا، باب أحوال عائشة وحفصة) للعلامة المجلسي، مؤسسة الوفاء، بيروت، لبنان، طبعاً أنا حاولت أن أنتخب من الكلمات بمختلف الأجنحة الفكرية والعقدية الموجودة في مدرسة أهل البيت، يعني بعضهم من الأصوليين وبعضهم من المفسرين وبعضهم من الإخباريين والمحدثين وهكذا. بعد أن ينقل قولاً من بعض مفسري أو ما ورد في بعض كتب تفسير الشيعة، انظروا ماذا يقول؟ يقول: (فيه شناعة شديدة وغرابة عجيبة نستبعد صدور مثله عن شيخنا علي بن إبراهيم) صاحب تفسير القمي بل نظن قريباً أنه من زيادات غيره، لأنه واقعاً هذا التفسير المعروف بتفسير القمي لم يثبت أن كل ما فيه منسوب إلى القمي (لأن التفسير الموجود ليس بتمامه منه قدس سره) ولذا هنا واقعاً أشير إلى نكتة للمشاهد الكريم، لا يتبادر أن كل ما في تفسير القمي يمكن الاعتماد عليه بل أن هناك موازين لابد للتمحيص. (بل فيه زيادات كثيرة من غيره فعلى أي هذه مقالة) يعني نسبة الفحشاء إلى أزواج الأنبياء أو إلى أزواج النبي (فعلى أي هذه مقالة يخالفها المسلمون بأجمعهم من الخاصة والعامة وكلهم يقرون بقداسة أذيال أزواج النبي صلى الله عليه وآله) ولذا الآن مع الأسف الشديد المصدر ليس بحوزتي يمكن للمشاهدين الكرام أن يرجعوا في تفسير العلامة الآلوسي في ذيل هذه الآية يقول وما شاع أو نسب إلى الشيعة كلام عارٍ عن الصحة. العلامة الالوسي بودي أن المشاهد الكريم يرجع إلى ذيل هذه الآية يقول بأنه ما نسب إليهم عار عن الصحة، يقول: (يقرون بقداسة أذيال أزواج النبي مما ذكر. نعم، بعضهم يعتقدون عصيان بعضهن لمخالفتها أمير المؤمنين علي عليهم السلام) وهذا المعنى الذي اشرنا إليه فيما سبق. هذا أيضاً في بحار الأنوار.
العالم الرابع : العلامة الطبرسي : في (مجمع البيان في تفسير القرآن ، في ذيل هذه الآية المباركة من سورة التحريم) هذه عبارته ، يقول : (قال ابن عباس كانت امرأة نوح كافرة تقول للناس أنه مجنون … فكان ذلك خيانتهما وما بغت امرأة نبي قط) هذا أصل متفق عليه بين جميع المسلمين والواقع أنا استغرب أن البعض مع الأسف الشديد يريد أن يستفيد من هذه القضايا استفادات مذهبية واستفادات سياسية واقعاً يريد أن يعطي من عرض النبي ليدخل ، يعني الفاتورة التي يدفعها بعض هؤلاء المتكلمين في بعض الفضائيات ، واقعاً يريدون أن يجعلوا من عرض النبي فاتورة لتصفية الحسابات السياسية والعقيدة . مما يؤسف له أن يجعل عرض النبي الأكرم صلى الله عليه وآله محل جدال وجدل ، ومتى وقع الشك في عرض أزواج الأنبياء عليهم أفضل الصلاة والسلام حتى نحتاج إلى تصدير بيانات ، البيانات والكلمات إنما تصدر في مورد الشك وفي مورد الحيرة وفي مورد الارتياب لا في الموارد التي مما لا ريب في أنه منفي عن أزواج الأنبياء .
وكذلك من الأعلام المعاصرين بالإمكان أن يرجعوا إليها يجد أن هناك ادعاء الإجماع أنه لا يوجد هناك مخالف في هذه المسألة ، واكتفي بهذا القدر .
الموضوع 4 : قول الآلوسي : نسبة القول بزنا عائشة إلى الشيعة مجرد كذب واتهام :
وتبنى العلاّمة الآلوسي وهو من مفسري العامة المشهورين مبنى عدم صحة نسبة الزنا إلى بعض نساء الأنبياء ، وكذّب ذلك وأوضح أن اتهام الشيعة بإعتقاد ذلك مجرد اتهام وكذب :
قال : ونسب للشيعة قذف عائشة رضي الله تعالى عنها بما براها الله تعالى منه وهم ينكرون ذلك أشد الإنكار وليس في كتبهم المعول عليها عندهم عين منه ولا أثر أصلاً . وكذلك ينكرون ما نسب إليهم من القول بوقوع ذلك منها بعد وفاته صلى الله عليه وسلم وليس له أيضا في كتبهم عين ولا أثر. الآلوسي البغدادي الحنفي ، أبو الفضل شهاب الدين السيد محمود بن عبد الله (المتوفى1270هـ) ، روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني ، ج18/ ص 122/ الناشر: دار إحياء التراث العربي ـ بيروت .
تعليق