بسم الله الرحمن الرحيم
وكان من مواريث النبوَّة الصحيفةَ التي خلَّفها رسول الله (ص) طولها سبعون ذراعاً بذراع رسول الله (ص) وبإملائه وخطِّ عليِّ بن أبي طالب(ع) ومن مواريث النبوة الجامعة كانت بإملاء رسول الله (ص) وخطِّ عليِّ بن أبي طالب (ع) ويدلُّ على ذلك رواياتٌ عديدة نكتفي هنا بقراءة بعضها:
الأولى: ما رواه الكليني في الكافي بسند معتبر عن أَبِي بَصِيرٍ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى أَبِي عَبْدِ اللَّه (ع) فَقُلْتُ لَه: جُعِلْتُ فِدَاكَ إِنِّي أَسْأَلُكَ عَنْ مَسْأَلَةٍ هَاهُنَا أَحَدٌ يَسْمَعُ كَلَامِي ؟ قَالَ: فَرَفَعَ أَبُو عَبْدِ اللَّه (ع) سِتْراً بَيْنَه وبَيْنَ بَيْتٍ آخَرَ فَاطَّلَعَ فِيه ثُمَّ قَالَ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ سَلْ عَمَّا بَدَا لَكَ قَالَ: قُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ إِنَّ شِيعَتَكَ يَتَحَدَّثُونَ أَنَّ رَسُولَ اللَّه (ص) عَلَّمَ عَلِيّاً ع بَاباً يُفْتَحُ لَه مِنْه أَلْفُ بَابٍ قَالَ: فَقَالَ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ عَلَّمَ رَسُولُ اللَّه (ص) عَلِيّاً (ع) أَلْفَ بَابٍ يُفْتَحُ مِنْ كُلِّ بَابٍ أَلْفُ بَابٍ قَالَ: قُلْتُ: هَذَا واللَّه الْعِلْمُ قَالَ: فَنَكَتَ سَاعَةً فِي الأَرْضِ ثُمَّ قَالَ: إِنَّه لَعِلْمٌ ومَا هُوَ بِذَاكَ قَالَ: ثُمَّ قَالَ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ وإِنَّ عِنْدَنَا الْجَامِعَةَ ومَا يُدْرِيهِمْ مَا الْجَامِعَةُ؟ قَالَ: قُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ ومَا الْجَامِعَةُ؟ قَالَ: صَحِيفَةٌ طُولُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعاً بِذِرَاعِ رَسُولِ اللَّه (ص) وإِمْلَائِه مِنْ فَلْقِ فِيه وخَطِّ عَلِيٍّ بِيَمِينِه فِيهَا كُلُّ حَلَالٍ وحَرَامٍ وكُلُّ شَيْءٍ يَحْتَاجُ النَّاسُ إِلَيْه حَتَّى الأَرْشُ فِي الْخَدْشِ وضَرَبَ بِيَدِه إِلَيَّ فَقَالَ: تَأْذَنُ لِي يَا أَبَا مُحَمَّدٍ؟ قَالَ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ إِنَّمَا أَنَا لَكَ فَاصْنَعْ مَا شِئْتَ قَالَ فَغَمَزَنِي بِيَدِه وقَالَ حَتَّى أَرْشُ هَذَا كَأَنَّه مُغْضَبٌ ?يعني فيه حكم ما لو خدش إنسانٌ جلد آخر، أي فيه بيان الدية المترتِّبة ذلك، وبهذا يُعبِّر عن اشتمال الصحيفة على دقائق وتفاصيل الأحكام الشرعية الخطير منها والحقير- قَالَ قُلْتُ هَذَا واللَّه الْعِلْمُ قَالَ إِنَّه لَعِلْمٌ ولَيْسَ بِذَاكَ. ثُمَّ سَكَتَ سَاعَةً، ثُمَّ قَالَ: وإِنَّ عِنْدَنَا الْجَفْرَ ومَا يُدْرِيهِمْ مَا الْجَفْرُ؟ قَالَ قُلْتُ: ومَا الْجَفْرُ؟ قَالَ: وِعَاءٌ مِنْ أَدَمٍ فِيه عِلْمُ النَّبِيِّينَ والْوَصِيِّينَ وعِلْمُ الْعُلَمَاءِ الَّذِينَ مَضَوْا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ، قَالَ قُلْتُ: إِنَّ هَذَا هُوَ الْعِلْمُ، قَالَ: إِنَّه لَعِلْمٌ ولَيْسَ بِذَاكَ. ثُمَّ سَكَتَ سَاعَةً ثُمَّ قَالَ: وإِنَّ عِنْدَنَا لَمُصْحَفَ فَاطِمَةَ (عليها السلام) ومَا يُدْرِيهِمْ مَا مُصْحَفُ فَاطِمَةَ (عليها السلام)؟ قَالَ: قُلْتُ: ومَا مُصْحَفُ فَاطِمَةَ (عليها السلام)؟ قَالَ: مُصْحَفٌ فِيه مِثْلُ قُرْآنِكُمْ هَذَا ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، واللَّه مَا فِيه مِنْ قُرْآنِكُمْ حَرْفٌ وَاحِدٌ
-يعني انَّ حجمه بحجم القرآن ثلاث مرات ولكنَّه ليس مشتملاً على شيءٍ من آيات القرآن الكريم-
قَالَ: قُلْتُ: هَذَا واللَّه الْعِلْمُ قَالَ: إِنَّه لَعِلْمٌ ومَا هُوَ بِذَاكَ. ثُمَّ سَكَتَ سَاعَةً ثُمَّ قَالَ: إِنَّ عِنْدَنَا عِلْمَ مَا كَانَ وعِلْمَ مَا هُوَ كَائِنٌ إِلَى أَنْ تَقُومَ السَّاعَةُ قَالَ: قُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ هَذَا واللَّه هُوَ الْعِلْمُ، قَالَ: إِنَّه لَعِلْمٌ ولَيْسَ بِذَاكَ. قَالَ: قُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ فَأَيُّ شَيْءٍ الْعِلْمُ قَالَ: مَا يَحْدُثُ بِاللَّيْلِ والنَّهَارِ، الأَمْرُ مِنْ بَعْدِ الأَمْرِ، والشَّيْءُ بَعْدَ الشَّيْءِ، إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ"([1])
الثانية: ما رواه الكليني في الكافي بسند معتبر عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ أَبِي الْعَلَاءِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّه (ع) يَقُولُ: إِنَّ عِنْدِي الْجَفْرَ الأَبْيَضَ قَالَ: قُلْتُ: فَأَيُّ شَيْءٍ فِيه؟ قَالَ زَبُورُ دَاوُدَ، وتَوْرَاةُ مُوسَى، وإِنْجِيلُ عِيسَى، وصُحُفُ إِبْرَاهِيمَ (ع) والْحَلَالُ والْحَرَامُ، ومُصْحَفُ فَاطِمَةَ، مَا أَزْعُمُ أَنَّ فِيه قُرْآناً، وفِيه مَا يَحْتَاجُ النَّاسُ إِلَيْنَا ولَا نَحْتَاجُ إِلَى أَحَدٍ حَتَّى فِيه الْجَلْدَةُ، ونِصْفُ الْجَلْدَةِ، ورُبُعُ الْجَلْدَةِ، وأَرْشُ الْخَدْشِ. وعِنْدِي الْجَفْرَ الأَحْمَرَ، قَالَ: قُلْتُ: وأَيُّ شَيْءٍ فِي الْجَفْرِ الأَحْمَرِ؟ قَالَ: السِّلَاحُ وذَلِكَ إِنَّمَا يُفْتَحُ لِلدَّمِ يَفْتَحُه صَاحِبُ السَّيْفِ لِلْقَتْلِ.."([2]).
الثالثة: ما رواه الكليني أيضاً في الكافي بسند معتبر عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ قَالَ: سَأَلَ أَبَا عَبْدِ اللَّه (ع) بَعْضُ أَصْحَابِنَا عَنِ الْجَفْرِ؟ فَقَالَ: هُوَ جِلْدُ ثَوْرٍ مَمْلُوءٌ عِلْماً، قَالَ لَه: فَالْجَامِعَةُ؟ قَالَ: تِلْكَ صَحِيفَةٌ طُولُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعاً فِي عَرْضِ الأَدِيمِ مِثْلُ فَخِذِ الْفَالِجِ فِيهَا كُلُّ مَا يَحْتَاجُ النَّاسُ إِلَيْه، ولَيْسَ مِنْ قَضِيَّةٍ إِلَّا وهِيَ فِيهَا، حَتَّى أَرْشُ الْخَدْشِ. قَالَ: فَمُصْحَفُ فَاطِمَةَ (عليها السلام) ؟ قَالَ:.. إِنَّ فَاطِمَةَ مَكَثَتْ بَعْدَ رَسُولِ اللَّه (ص) خَمْسَةً وسَبْعِينَ يَوْماً وكَانَ دَخَلَهَا حُزْنٌ شَدِيدٌ عَلَى أَبِيهَا وكَانَ جَبْرَئِيلُ (ع) يَأْتِيهَا فَيُحْسِنُ عَزَاءَهَا عَلَى أَبِيهَا، ويُطَيِّبُ نَفْسَهَا، ويُخْبِرُهَا عَنْ أَبِيهَا ومَكَانِه، ويُخْبِرُهَا بِمَا يَكُونُ بَعْدَهَا فِي ذُرِّيَّتِهَا، وكَانَ عَلِيٌّ (ع) يَكْتُبُ ذَلِكَ فَهَذَا مُصْحَفُ فَاطِمَة (ع) ".([3]).
فمعنى قوله (ع): "وَاَعْطَيْتَهُ مَواريثَ الاْنْبِياءِ" أنَّ كل ما كان قد أعطاه الله تعالى للأنبياء من آيات ومن علم فقد صار إلى أهل بيت رسول الله (ص) ومنهم الحسين الشهيد ?عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم.
[1] الكافي -الشيخ الكليني- ج 1 ص 239.
[2] الكافي -الشيخ الكليني- ج 1 ص 240.
[3] الكافي -الشيخ الكليني- ج 1 ص 241.
وكان من مواريث النبوَّة الصحيفةَ التي خلَّفها رسول الله (ص) طولها سبعون ذراعاً بذراع رسول الله (ص) وبإملائه وخطِّ عليِّ بن أبي طالب(ع) ومن مواريث النبوة الجامعة كانت بإملاء رسول الله (ص) وخطِّ عليِّ بن أبي طالب (ع) ويدلُّ على ذلك رواياتٌ عديدة نكتفي هنا بقراءة بعضها:
الأولى: ما رواه الكليني في الكافي بسند معتبر عن أَبِي بَصِيرٍ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى أَبِي عَبْدِ اللَّه (ع) فَقُلْتُ لَه: جُعِلْتُ فِدَاكَ إِنِّي أَسْأَلُكَ عَنْ مَسْأَلَةٍ هَاهُنَا أَحَدٌ يَسْمَعُ كَلَامِي ؟ قَالَ: فَرَفَعَ أَبُو عَبْدِ اللَّه (ع) سِتْراً بَيْنَه وبَيْنَ بَيْتٍ آخَرَ فَاطَّلَعَ فِيه ثُمَّ قَالَ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ سَلْ عَمَّا بَدَا لَكَ قَالَ: قُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ إِنَّ شِيعَتَكَ يَتَحَدَّثُونَ أَنَّ رَسُولَ اللَّه (ص) عَلَّمَ عَلِيّاً ع بَاباً يُفْتَحُ لَه مِنْه أَلْفُ بَابٍ قَالَ: فَقَالَ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ عَلَّمَ رَسُولُ اللَّه (ص) عَلِيّاً (ع) أَلْفَ بَابٍ يُفْتَحُ مِنْ كُلِّ بَابٍ أَلْفُ بَابٍ قَالَ: قُلْتُ: هَذَا واللَّه الْعِلْمُ قَالَ: فَنَكَتَ سَاعَةً فِي الأَرْضِ ثُمَّ قَالَ: إِنَّه لَعِلْمٌ ومَا هُوَ بِذَاكَ قَالَ: ثُمَّ قَالَ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ وإِنَّ عِنْدَنَا الْجَامِعَةَ ومَا يُدْرِيهِمْ مَا الْجَامِعَةُ؟ قَالَ: قُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ ومَا الْجَامِعَةُ؟ قَالَ: صَحِيفَةٌ طُولُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعاً بِذِرَاعِ رَسُولِ اللَّه (ص) وإِمْلَائِه مِنْ فَلْقِ فِيه وخَطِّ عَلِيٍّ بِيَمِينِه فِيهَا كُلُّ حَلَالٍ وحَرَامٍ وكُلُّ شَيْءٍ يَحْتَاجُ النَّاسُ إِلَيْه حَتَّى الأَرْشُ فِي الْخَدْشِ وضَرَبَ بِيَدِه إِلَيَّ فَقَالَ: تَأْذَنُ لِي يَا أَبَا مُحَمَّدٍ؟ قَالَ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ إِنَّمَا أَنَا لَكَ فَاصْنَعْ مَا شِئْتَ قَالَ فَغَمَزَنِي بِيَدِه وقَالَ حَتَّى أَرْشُ هَذَا كَأَنَّه مُغْضَبٌ ?يعني فيه حكم ما لو خدش إنسانٌ جلد آخر، أي فيه بيان الدية المترتِّبة ذلك، وبهذا يُعبِّر عن اشتمال الصحيفة على دقائق وتفاصيل الأحكام الشرعية الخطير منها والحقير- قَالَ قُلْتُ هَذَا واللَّه الْعِلْمُ قَالَ إِنَّه لَعِلْمٌ ولَيْسَ بِذَاكَ. ثُمَّ سَكَتَ سَاعَةً، ثُمَّ قَالَ: وإِنَّ عِنْدَنَا الْجَفْرَ ومَا يُدْرِيهِمْ مَا الْجَفْرُ؟ قَالَ قُلْتُ: ومَا الْجَفْرُ؟ قَالَ: وِعَاءٌ مِنْ أَدَمٍ فِيه عِلْمُ النَّبِيِّينَ والْوَصِيِّينَ وعِلْمُ الْعُلَمَاءِ الَّذِينَ مَضَوْا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ، قَالَ قُلْتُ: إِنَّ هَذَا هُوَ الْعِلْمُ، قَالَ: إِنَّه لَعِلْمٌ ولَيْسَ بِذَاكَ. ثُمَّ سَكَتَ سَاعَةً ثُمَّ قَالَ: وإِنَّ عِنْدَنَا لَمُصْحَفَ فَاطِمَةَ (عليها السلام) ومَا يُدْرِيهِمْ مَا مُصْحَفُ فَاطِمَةَ (عليها السلام)؟ قَالَ: قُلْتُ: ومَا مُصْحَفُ فَاطِمَةَ (عليها السلام)؟ قَالَ: مُصْحَفٌ فِيه مِثْلُ قُرْآنِكُمْ هَذَا ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، واللَّه مَا فِيه مِنْ قُرْآنِكُمْ حَرْفٌ وَاحِدٌ
-يعني انَّ حجمه بحجم القرآن ثلاث مرات ولكنَّه ليس مشتملاً على شيءٍ من آيات القرآن الكريم-
قَالَ: قُلْتُ: هَذَا واللَّه الْعِلْمُ قَالَ: إِنَّه لَعِلْمٌ ومَا هُوَ بِذَاكَ. ثُمَّ سَكَتَ سَاعَةً ثُمَّ قَالَ: إِنَّ عِنْدَنَا عِلْمَ مَا كَانَ وعِلْمَ مَا هُوَ كَائِنٌ إِلَى أَنْ تَقُومَ السَّاعَةُ قَالَ: قُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ هَذَا واللَّه هُوَ الْعِلْمُ، قَالَ: إِنَّه لَعِلْمٌ ولَيْسَ بِذَاكَ. قَالَ: قُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ فَأَيُّ شَيْءٍ الْعِلْمُ قَالَ: مَا يَحْدُثُ بِاللَّيْلِ والنَّهَارِ، الأَمْرُ مِنْ بَعْدِ الأَمْرِ، والشَّيْءُ بَعْدَ الشَّيْءِ، إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ"([1])
الثانية: ما رواه الكليني في الكافي بسند معتبر عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ أَبِي الْعَلَاءِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّه (ع) يَقُولُ: إِنَّ عِنْدِي الْجَفْرَ الأَبْيَضَ قَالَ: قُلْتُ: فَأَيُّ شَيْءٍ فِيه؟ قَالَ زَبُورُ دَاوُدَ، وتَوْرَاةُ مُوسَى، وإِنْجِيلُ عِيسَى، وصُحُفُ إِبْرَاهِيمَ (ع) والْحَلَالُ والْحَرَامُ، ومُصْحَفُ فَاطِمَةَ، مَا أَزْعُمُ أَنَّ فِيه قُرْآناً، وفِيه مَا يَحْتَاجُ النَّاسُ إِلَيْنَا ولَا نَحْتَاجُ إِلَى أَحَدٍ حَتَّى فِيه الْجَلْدَةُ، ونِصْفُ الْجَلْدَةِ، ورُبُعُ الْجَلْدَةِ، وأَرْشُ الْخَدْشِ. وعِنْدِي الْجَفْرَ الأَحْمَرَ، قَالَ: قُلْتُ: وأَيُّ شَيْءٍ فِي الْجَفْرِ الأَحْمَرِ؟ قَالَ: السِّلَاحُ وذَلِكَ إِنَّمَا يُفْتَحُ لِلدَّمِ يَفْتَحُه صَاحِبُ السَّيْفِ لِلْقَتْلِ.."([2]).
الثالثة: ما رواه الكليني أيضاً في الكافي بسند معتبر عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ قَالَ: سَأَلَ أَبَا عَبْدِ اللَّه (ع) بَعْضُ أَصْحَابِنَا عَنِ الْجَفْرِ؟ فَقَالَ: هُوَ جِلْدُ ثَوْرٍ مَمْلُوءٌ عِلْماً، قَالَ لَه: فَالْجَامِعَةُ؟ قَالَ: تِلْكَ صَحِيفَةٌ طُولُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعاً فِي عَرْضِ الأَدِيمِ مِثْلُ فَخِذِ الْفَالِجِ فِيهَا كُلُّ مَا يَحْتَاجُ النَّاسُ إِلَيْه، ولَيْسَ مِنْ قَضِيَّةٍ إِلَّا وهِيَ فِيهَا، حَتَّى أَرْشُ الْخَدْشِ. قَالَ: فَمُصْحَفُ فَاطِمَةَ (عليها السلام) ؟ قَالَ:.. إِنَّ فَاطِمَةَ مَكَثَتْ بَعْدَ رَسُولِ اللَّه (ص) خَمْسَةً وسَبْعِينَ يَوْماً وكَانَ دَخَلَهَا حُزْنٌ شَدِيدٌ عَلَى أَبِيهَا وكَانَ جَبْرَئِيلُ (ع) يَأْتِيهَا فَيُحْسِنُ عَزَاءَهَا عَلَى أَبِيهَا، ويُطَيِّبُ نَفْسَهَا، ويُخْبِرُهَا عَنْ أَبِيهَا ومَكَانِه، ويُخْبِرُهَا بِمَا يَكُونُ بَعْدَهَا فِي ذُرِّيَّتِهَا، وكَانَ عَلِيٌّ (ع) يَكْتُبُ ذَلِكَ فَهَذَا مُصْحَفُ فَاطِمَة (ع) ".([3]).
فمعنى قوله (ع): "وَاَعْطَيْتَهُ مَواريثَ الاْنْبِياءِ" أنَّ كل ما كان قد أعطاه الله تعالى للأنبياء من آيات ومن علم فقد صار إلى أهل بيت رسول الله (ص) ومنهم الحسين الشهيد ?عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم.
[1] الكافي -الشيخ الكليني- ج 1 ص 239.
[2] الكافي -الشيخ الكليني- ج 1 ص 240.
[3] الكافي -الشيخ الكليني- ج 1 ص 241.
تعليق