بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين
شارب الخمر و سماحة الشيخ البهجة(قدس سره) و ابتسامة صاحب الأمر (عجل الله تعالى فرجه )
كان شاباً فاسقاً، شارباً للخمر، قد ازّينت له الدّنيا وأخذته بكل مفاتنها، ورمته بين أحضانها للّهو واللّعب، وألقَت على قلبه ستار الغفلة والجهل على الرّغم من أنّه كان شاباً جامعيّاًً.
وشاءت الأقدار أن يُسجّل اسم "حميد" في عداد الطلاب الّذين اقترحت الجامعة أن تأخذهم في زيارة لمدينة قم المقدّسة، و كان التّشرّف بلقاء سماحة الشّيخ البهجة(البالغ مناه) من البرامج المقرّرة لهذه الزّيارة.
يقول حميد :
"وفي الموعد المحدّد قصدنا المنزل المتواضع، وإذ بتلك الشّخصيّة الملكوتيّة للشّيخ الجليل قد حضرت أمامنا، فراح بوجهه المنير يستقبل الطلاب فرداً فرداً، ينظر إليهم ويردّ التّحيّة عليهم بأحسن منها أضعافاً.
وكما البقيّة ألقوا تحيّتهم وسلّموا على سماحة الشّيخ (قده) أحببت أنا أيضاً أن أكون مثلهم وأن ألقي التّحيّة عليه، إنتظرتُ منه أن ينظر إليّ نظرةً علّ الرّوح تعود إلى مستقرّها، ولكن أنّى للنّور أن يرى الظّلمة الظّلماء، فسماحة الشّيخ الجليل(قده) لم يلتفت إليّ أصلاً، وكأنّه لم يرَني أبداً، على الرّغم من أنّ سلامه قد بلغ جميع الحاضرين.
هنا، ضاقت الدّنيا في صدري، وأحسستُ أنّ روحي تكاد تفارق جسدي، حِرتُ في أمري و لم أدرِ ما أفعل!
أفكارٌ راحت تجول في خاطري في لحظاتٍ قصيرة فكّرتُ سريعاً في نفسي وتحدّثتُ معها قائلاً:
حميد! يُقال أنّ هذا الشّيخ الجليل يعرف ما في القلوب، فأنت بأيّ وجه تتوقّع أن ينظر إليك؟!! أنت نفسك تعلم كم اجترحتَ واقترفتَ من معاصٍّ!
إنتابني شعورٌ لم أشعر به من قبل، شعورٌ أحاط بي من كلّ جوارحي، ولحظات ندم على ما فرّطتُ في حياتي، وصوتٌ تردّد في مسامع كياني "لا_بد_من_التوبة"
أجل، فاللّطف الإلهي ببركة رؤية ذلك النّور الرّباني فتح أمامي باباً للتّوبة، باباً يُرادُ لدخوله اتّخاذ قرار حاسم وثابت، إنّه قرار ترك المعاصي.
عدتُ إلى الجامعة وما زلتُ عازماً على قراري في الانتقال من ظلمة المعاصي إلى نور التوبة، هذا قراري الصّادق لن أتراجع عنه أبداً.
دخلتُ غرفتي، رمَيتُ كلّ ما في ثلّاجتي من قناني المسكرات، و عزمتُ المضيّ في طريق الخير متكّلّاً على من بيده مفاتيح كلّ شيء، طالباً منه العون في الثّبات والاستمرار.
مضَت فترة شهر تقريباً وأنا ثابت القدم في الطّريق الجديد"
وجاءت الأيّام ليقرّر شباب الجامعة زيارة مدينة قم المقدسة مرّة أخرى، ولكن هذه المرّة حميد ليس له نصيب من ذلك، فاسمه سابقاً قد سجّل والآن دور غيره. شعر برغبة في العودة إلى قم المقدّسة، رغبة كانت تسيطر على كلّ كيانه، لذا يقول:
"جئتُ بإلحاحٍ وإصرار طالباً قبولي في تسجيل إسمي مع الزّائرين، وبعد الإلحاح الشّديد سُجِّلَ الإسم في لائحة المحظوظين
هذه المرّة تختلف عن سابقتها، فحميد جاء صادقاً بعد أن غسل قلبه من أدران الذنوب، وحاول إزالة السّواتر التي تحجب ذلك القلب عن ذلك النّور، وقد جاهد نفسه ليصل إلى مدينة قم، ليصل إلى ذلك العالِم الرّبانيّ الّذي يسطع نوراً.
"حان موعد اللّقاء مرّة أخرى، دخل الجميع، وكعادته ذلك الشّيخ الجليل يستقبلهم، يرحّب بهم.
أمّا أنا فدخلتُ مطرق الرّأس، خجلاً من نفسي، غيرَ ملتفتٍ إلى من حولي، خائفاً من أن أُرَدَّ مرّةً أخرى ويخيب الأمل..
وإذ بي أسمع صوت الرّفاق والشّباب:
"حميد، إنّ سماحة الشيخ (قده) يطلبك!!"
رفعتُ الرّأس لأرى ذلك النّور يشير إليّ بالتّقدّم منه.
راعني شعورٌ جميل لم أكن لأشعر به من قبل، إنّه شعور العزّة والفخر بأن ينظر إليك أولياء الله و أحبّاؤه.
تقدّمتُ من سماحته (قده) بخجل فهمس في أذني:
"أنت ولمدة شهر أفرحت قلب إمام زمانك(عج)!!"
حميد فكّر، عزم بصدق، ثبت في طريق ترك المعاصي فرسم بذلك ابتسامة رضا على قلب مولانا صاحب الزّمان أرواحنا لتراب مقدمه الفداء.
فيا ليتنا نعود
والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين
شارب الخمر و سماحة الشيخ البهجة(قدس سره) و ابتسامة صاحب الأمر (عجل الله تعالى فرجه )
كان شاباً فاسقاً، شارباً للخمر، قد ازّينت له الدّنيا وأخذته بكل مفاتنها، ورمته بين أحضانها للّهو واللّعب، وألقَت على قلبه ستار الغفلة والجهل على الرّغم من أنّه كان شاباً جامعيّاًً.
وشاءت الأقدار أن يُسجّل اسم "حميد" في عداد الطلاب الّذين اقترحت الجامعة أن تأخذهم في زيارة لمدينة قم المقدّسة، و كان التّشرّف بلقاء سماحة الشّيخ البهجة(البالغ مناه) من البرامج المقرّرة لهذه الزّيارة.
يقول حميد :
"وفي الموعد المحدّد قصدنا المنزل المتواضع، وإذ بتلك الشّخصيّة الملكوتيّة للشّيخ الجليل قد حضرت أمامنا، فراح بوجهه المنير يستقبل الطلاب فرداً فرداً، ينظر إليهم ويردّ التّحيّة عليهم بأحسن منها أضعافاً.
وكما البقيّة ألقوا تحيّتهم وسلّموا على سماحة الشّيخ (قده) أحببت أنا أيضاً أن أكون مثلهم وأن ألقي التّحيّة عليه، إنتظرتُ منه أن ينظر إليّ نظرةً علّ الرّوح تعود إلى مستقرّها، ولكن أنّى للنّور أن يرى الظّلمة الظّلماء، فسماحة الشّيخ الجليل(قده) لم يلتفت إليّ أصلاً، وكأنّه لم يرَني أبداً، على الرّغم من أنّ سلامه قد بلغ جميع الحاضرين.
هنا، ضاقت الدّنيا في صدري، وأحسستُ أنّ روحي تكاد تفارق جسدي، حِرتُ في أمري و لم أدرِ ما أفعل!
أفكارٌ راحت تجول في خاطري في لحظاتٍ قصيرة فكّرتُ سريعاً في نفسي وتحدّثتُ معها قائلاً:
حميد! يُقال أنّ هذا الشّيخ الجليل يعرف ما في القلوب، فأنت بأيّ وجه تتوقّع أن ينظر إليك؟!! أنت نفسك تعلم كم اجترحتَ واقترفتَ من معاصٍّ!
إنتابني شعورٌ لم أشعر به من قبل، شعورٌ أحاط بي من كلّ جوارحي، ولحظات ندم على ما فرّطتُ في حياتي، وصوتٌ تردّد في مسامع كياني "لا_بد_من_التوبة"
أجل، فاللّطف الإلهي ببركة رؤية ذلك النّور الرّباني فتح أمامي باباً للتّوبة، باباً يُرادُ لدخوله اتّخاذ قرار حاسم وثابت، إنّه قرار ترك المعاصي.
عدتُ إلى الجامعة وما زلتُ عازماً على قراري في الانتقال من ظلمة المعاصي إلى نور التوبة، هذا قراري الصّادق لن أتراجع عنه أبداً.
دخلتُ غرفتي، رمَيتُ كلّ ما في ثلّاجتي من قناني المسكرات، و عزمتُ المضيّ في طريق الخير متكّلّاً على من بيده مفاتيح كلّ شيء، طالباً منه العون في الثّبات والاستمرار.
مضَت فترة شهر تقريباً وأنا ثابت القدم في الطّريق الجديد"
وجاءت الأيّام ليقرّر شباب الجامعة زيارة مدينة قم المقدسة مرّة أخرى، ولكن هذه المرّة حميد ليس له نصيب من ذلك، فاسمه سابقاً قد سجّل والآن دور غيره. شعر برغبة في العودة إلى قم المقدّسة، رغبة كانت تسيطر على كلّ كيانه، لذا يقول:
"جئتُ بإلحاحٍ وإصرار طالباً قبولي في تسجيل إسمي مع الزّائرين، وبعد الإلحاح الشّديد سُجِّلَ الإسم في لائحة المحظوظين
هذه المرّة تختلف عن سابقتها، فحميد جاء صادقاً بعد أن غسل قلبه من أدران الذنوب، وحاول إزالة السّواتر التي تحجب ذلك القلب عن ذلك النّور، وقد جاهد نفسه ليصل إلى مدينة قم، ليصل إلى ذلك العالِم الرّبانيّ الّذي يسطع نوراً.
"حان موعد اللّقاء مرّة أخرى، دخل الجميع، وكعادته ذلك الشّيخ الجليل يستقبلهم، يرحّب بهم.
أمّا أنا فدخلتُ مطرق الرّأس، خجلاً من نفسي، غيرَ ملتفتٍ إلى من حولي، خائفاً من أن أُرَدَّ مرّةً أخرى ويخيب الأمل..
وإذ بي أسمع صوت الرّفاق والشّباب:
"حميد، إنّ سماحة الشيخ (قده) يطلبك!!"
رفعتُ الرّأس لأرى ذلك النّور يشير إليّ بالتّقدّم منه.
راعني شعورٌ جميل لم أكن لأشعر به من قبل، إنّه شعور العزّة والفخر بأن ينظر إليك أولياء الله و أحبّاؤه.
تقدّمتُ من سماحته (قده) بخجل فهمس في أذني:
"أنت ولمدة شهر أفرحت قلب إمام زمانك(عج)!!"
حميد فكّر، عزم بصدق، ثبت في طريق ترك المعاصي فرسم بذلك ابتسامة رضا على قلب مولانا صاحب الزّمان أرواحنا لتراب مقدمه الفداء.
فيا ليتنا نعود
تعليق