بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف الخلق أجمعين محمد وآله الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
قال تعالى: ((وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ))/لقمان 18
التواضع..
قال الامام الصادق عليه السلام: التواضع كل شرف نفيس ومرتبة رفيعة ولو كان للتواضع لغة يفهمها الخلق لنطق عن حقائق ما في مخفيات العواقب والتواضع ما يكون لله وفي الله وما سواه مكر ومن تواضع لله شرفه الله على كثير من عباده ولأهل التواضع سيماء سئل بعضهم عن التواضع قال هو أن يخضع للحق وينقاد له ولو سمعه من صبي وكثير من أنواع الكبر يمنع من استفادة العلم وقبوله والانقياد له وفيه وردت الآيات التي فيها ذم المتكبرين ولأهل التواضع سيماء يعرفها أهل السماوات من الملائكة وأهل الأرضين من العارفين قال الله تعالى ((وَعَلَى الْأَعْرافِ رِجالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيماهُمْ)) وقال تعالى أيضا ((مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكافِرِينَ)) وقال تعالى أيضا ((إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقاكُمْ)) وقال تعالى ((فَلا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ)) وأصل التواضع من جلال الله وهيبته وعظمته وليس لله عز وجل عبادة يرضاها ويقبلها إلا ويأبه التواضع ولا يعرف ما في معنى حقيقة التواضع إلا المقربون من عباده المتصلين بوحدانيته قال الله عز وجل وَعِبادُ الرَّحْمنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً وَإِذا خاطَبَهُمُ الْجاهِلُونَ قالُوا سَلاماً وقد أمر الله تعالى أعز خلقه وسيد بريته محمدا بالتواضع فقال عز وجل ((وَاخْفِضْ جَناحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ)) والتواضع مزرعة الخشوع والخضوع والخشية والحياء وإنهن لا يتبين إلا منها وفيها ولا يسلم الشرف التام الحقيقي إلا للمتواضع في ذات الله تعالى...
لذا فانّ الله تبارك وتعالى أعدّ للمتواضع رفيع الدرجات في الآخرة، أما في الدنيا فتجده مرفوع الشأن عند الناس، ولايتكلم عنه إلآّ في كل خير..
فما السبب الى التكبر، فهل ينسى الانسان نفسه، أم إنّه مخلوق من غير طينة..
فاذا كان النبي وأهل بيته عليهم السلام يتخذون التواضع صفة لهم، فكيف بالمتكبر، فهل يجد نفسه انّه أعظم منهم، حتى تراه يتكلم من أعلى قمة..
فليراجع كل منّا نفسه فقد توجد هذه الخصلة الذميمة ولانعلم بها.. فالزوج مع زوجته، والرجل مع المرأة، والكبير مع الصغير، والمسؤول مع باقي الموظفين والناس، وصاحب المال مع الأقل منه مالاً فضلاً عن الفقير، والى غيرها من الأمور الموجودة في حياتنا اليومية..
تعليق