أنشودة حبّ .. بين يدَي الزهراء عليها السلام
علي جدعان ـ المدينة المنوّرة
إنـي بَنيـتُ مـنـاهـجـاً وفصـولا | للـحـب والـعُـشّـاق جيـلاً جـيـلا | |
جـمّعـتُ أسـرارَ الـهـوى وحَفِظتُها | وشَرَحتُـهـا.. فـصّلتُـهـا تفـصيـلا | |
لــم أُبـقِ نـادرةً بـهـا أو قـصـةً | حتـى جـمـعتُ إلى الفـروع أصولا | |
فالـعـاشقـون عـلـى يـديّ تعلّـموا | قـصصَ الهـوى منذ العصور الأولـى | |
فـجـمـيلُ لـيـلى أونـزار تتـلمـذوا | عـنـدي فـحـازوا رتـبـةً وقـبـولا | |
لكـنهم لـم يعـشـقـوا كحبـيـبـتـي | كـلاّ ولا عـرفـوا الهـوى المسـؤولا | |
فتـحلّقــوا حـولي أُديـرُ عـليهـمو | كــأسَ الـهـوى فـتعـلّلوا تـعليـلا | |
وتـمـايـلـوا لـمّـا قـرأتُ قصيـدتي | والـحـبُّ بـيـن الـعـاشقـين رسولا | |
سـجــدوا يـلـفّـهـمُ الـخشـوعُ | محـةً لـمّا قـرأتُ عن البتـول فصولا | |
لـمّـا قــرأتُ عـن الهـوى أنشودتي | وأخذتُ أغـرسُ فـي السـحاب نخيـلا | |
وزرعـتُ بـعـضي فـي الولاء قصيدةً | وسـكبـتُ فـي كـل الـقـفار سيولا | |
أشـعلتُ مـسـرجـةَ الهـوى بمَخيلتي | لأُحيلَ أجـنـحـةَ الـظـلام نـخـيـلا | |
حـتى تَـمسَّــحـتِ المـلائكُ بالسَّـنا | لتحيك مـن بـعـض السـنـا إكـليـلا | |
واللـيـلُ يَبـسِمُ والنـجـومُ حـديـقـةٌ | والشمسُ تـقـبـس من عُـلاكِ فَـتـيلا |
* * *
زهراءُ .. أنـتِ إن عَـشِقتُ حبيبتي | والعمرُ يُصـبح في هواكِ جـميـلا | |
والحب جَلجَلَ غُـنـوةً مـحمـومةً | فيـها الـفؤادُ عن اللسـان بـديـلا | |
قسمـاً بـذكراها وعـطرِ نسيـمِها | إنـي أرتّــل حُبَّـهـا تـرتـيـلا | |
سأعلّم العُشّاقَ كيـف هـو الهـوى | للعـاشقينَ عـلى الـوجودِ دليـلا | |
ما الحبّ فلسـفةٌ ولا أُطــروحةٌ | إن الـهـوى لايَقَـبلُ التحلـيـلا | |
الحب للـزهراء مـحضُ سعـادةٍ | فـيـنـا تَنـزّلَ حبُّـها تنـزيـلا | |
حبُّ البـتـولِ عقيـدةٌ جـذريـةٌ | والله نــوّر أنـفُـسـاً وعقـولا | |
مهما تعسّـف ظالمـوكِ فإنّــهم | لـن يُطفئوا للمـصـطفى قنديـلا | |
هـذي مدينتُـكِ وهـذي شـيـعةٌ | جَعَلوا بروحكِ روحَـهُم موصولا | |
صَمَدوا كما نـخلُ المدينة صـامدٌ | وتـحلّـقوا عند البقـيع طـويـلا | |
نحن الـولاء بلا اختيـارٍ.. إنـما | كـان الـولاءُ لليـلنـا قنـديـلا | |
فحيـاتُـها أنشـودة قـدسـيـةٌ | وأحاطـها قلـبُ الهـدى تدليـلا | |
حوريّةٌ ريحُ الجِنـانِ عبيـرُهـا | فيها السَّـنا القـدسيُّ كان أصيلا | |
ياطلعةَ الفـردوس ذابَ بروحها | طــه نبـيـاً والـداً وخلـيـلا | |
وخديجةُ الإسـلام تـرعى بذرةً | بفـؤادهـا وتُحيـطـها تقـبيـلا | |
حتى غَدَت معـزوفـةً عُلـويةً | يشـدو بها صوتُ السمـاء جليلا | |
طُهرٌ يُعانقُه الـعفـافُ ورحمـةٌ | تـزكو مدائنُـها مـدىً وحقـولا | |
روحٌ من الفـردوس فيه جَمـالهُ | يـتحيّـرُ العشـاقُ فيـه طويـلا | |
زهـراءُ أغنـيةٌ يسـافرُ لَحنُـها | دومـاً بعـالمنا الجمـيل جميـلا | |
زهراءُ وارثـةُ النبـوةِ والهـدى | مَـن للبتـول إذا ذكرتُ مثيلا ؟! | |
زهراءُ.. هل تـدري لماذا قُلتُـها | لأبـدّد التـعتـيمَ والـتضـليـلا | |
لأُعيد للـدنـيـا منـابـرَ أحـمدٍ | فيـها الـكتـابُ مرتَّـلاً ترتيـلا | |
فيها السمـاءُ تـذوبُ في آمـالنا | حتى تعـودَ إلى الثـواني الأولى | |
زهـراءُ أمنيـةٌ لـكل مَطامـحِ | الـمستضعفينَ مُخلّـصا ودليـلا | |
حبّي لفـاطمَ أحمـرٌ متـأجّـجٌ | حـبّـي لهـا لايقبـلُ التـأويلا | |
إنّي بصَـعقاتِ الحبيب مُكَـهرَبٌ | وبسـيفِه الحُـلوِ النـديّ قـتيـلا | |
يُحيي فؤادي مـن هواها نـسمةٌ | دومـاً فأصـبح بالـهوى مقتـولا | |
إني سأنقشُ حبَّـها فـي جـبهتي | سيـفاً سينسـف حاسـداً وعَذولا | |
الله أعطـاهـا المـلائكَ كـلـها | خـدماً تتـابع في الهوى جِـبريلا | |
إمّا تشـرّفَ بعـضُـهم بزيـارةٍ | صلّى وهـلّل بعـضُـهم تهليـلا | |
طـه يعلّم والـوصيُّ يَـحوطُـها | حـباً تـدفّـقَ صـارماً مسـلولا | |
إنّـي بحبّكِ يابـتـولُ مُفـاخِـرٌ |
أنـي اتّخـذتُ مع الرسول سبيلا |
تعليق