بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على محمد وآله الطاهرين
غريب ان نجد ان حادثة من الحوادث المؤكدة التي اتفق على وقوعها الكثير من العلماء ومع هذا يحاول البعض انكارها والتعامي عنها فمن الغريب ان البعض يرى الشمس وينكرها ويقولها انها ربما كانت القمر او ربما انها الشمس ويقول ان هذه الشمس يجب ان نؤول انها ليست بشمس.. ومن هذه الحوادث هي حادثة الغدير اذ ان الاخوة من ابناء العامة ورغم الدلائل الكثيرة على ثبوت حادثة الغدير لكنه لايستطيع ان يتقبلها ولا يستطيع ان يقر بها رغم وجودها بكل قوة في كتبه ويرويها علمائه وتذكرها اسانيده بل ان القرآن اخبرنا وثبتها بل امر نبيه بتبليغها وان لم يفعل فما بلغ رسالة ربه ومع هذا نجد البعض ممن يقول يجب ان نؤول القرآن الذي جاء بها (رغم انها لا يعترف بالتأويل ويحمل دائما على الظاهر) لكن عندما يصل الامر الى فضائل علي بن ابي طالب فالامر سيختلف ويجب ان يؤول القرآن ويجب ان تنكر الاحاديث ويضعف السند حتى لو كان السند نفسه في صحيح البخاري ..
واليوم نقف امام حادثة الغدير التي نقلتها كتب القوم فلنتعرف على مواقف علماء العامة معها وأضطراب البعض من التعامل معها ولنتعرف اولا على هذه الحادثة من كتب القوم فهذه هي الحادثة وهذا هو حديث الغدير:
في ذخائر العقبى للمحب الطبري ، عن البراء بن عازب رضي الله عنهما قال :
كنا عند النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في سفر فنزلنا بغدير خم ، فنودي فينا ، الصلاة جامعة ، وكسح لرسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) تحت شجرة فصلى الظهر وأخذ بيد علي ، وقال:
اللهم من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه .
قال : فلقيه عمر بعد ذلك ، فقال : هنيئا لك يا بن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة "
المحب الطبري : ذخائر العقبى - ص 67 .
وهنا حاول المصنف ان يدلس قليلا فلم يذكر القصة كاملة فلم يخبرنا انها نزلت في اي يوم او في حادثة او في اي شهر وذلك لكي لايحرج نفسه ويحرج قومه ينحرج امام السلطة الحاكمة لان تاريخ نزولها مهم جدا ..حيث ان الشيعة يقولون انها نزلت يوم الغدير في الثامن عشر من ذي الحجة يوم تنصيب امير المؤمنين عليه السلام خليفة على الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وان الله امر نبيه بتليغ الامامة والخلافة لعلي عليه السلام على الناس في حين ان ابناء العامة يقولون ان الحديث في يوم عرفة والذي اراد الله تبليغه هو الحج ..لكن نفس الحديث يقول عنه المصنف:
أخرجه أحمد في مسنده ، وأخرجه في المناقب من حديث عمر وزاد بعد قوله وعاد من عاداه وانصر من نصره وأحب من أحبه . قال شعبة أو قال وأبغض من بغضه "
وبالمناسبة فان المصنف ذكر بعدها ان الامام علي عليه السلام قد استشهد بهذا الحديث بعد سنين طويلة وذلك عندما نازعوه الخلافة بعد مقتل عمر بن الخطاب فأستشهد الناس فشهدوا له حيث قال المصنف
وعن زيد بن أرقم قال : استشهد علي بن أبي طالب الناس ، فقال أنشد الله رجلا سمع النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يقول : " من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه فقام ستة عشر رجلا فشهدوا-----
المحب الطبري : ذخائر العقبى - ص 67 .
ولننتقل الى كتاب آخر اكثر اهمية وهو صحيح مسلم
حيث ان حديث الغدير ذكره مسلم في صحيحه لانه لم يجد بدا من ذكره لشهرة الحديث لكنه حاول ايضا التشويه والتدليس والتعمية على بعض فقراته المهمة فقال
الإمام مسلم في صحيحه :
" وعن زيد بن أرقم قال : قام رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يوما فينا خطيبا بماء يدعى " خما " بين مكة والمدينة فحمد الله ووعظ وذكر ، ثم قال : أما بعد ألا أيها الناس فإنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب ، وأنا تارك فيكم ثقلين أولهما كتاب الله . . . ثم قال وأهل بيتي . . . " ولهذا يقول ابن حجر - " إن حديث الغدير صحيح لا مرية فيه ، ولا يلتفت لمن قدح في صحته ولا لمن رده " .
صحيح مسلم : ج 7 - ص 122 - 123 .
اذن اصل الحادثة موجود في اهم الكتب السنية واهم الصحاح بل ان البعض يقدمه على البخاري
ونرجع الى الحادثة ونراجع كتب القوم لنرى هل ان الحادثة هي يوم الغدير كما يقول الشيعة ام انها يوم عرفة او ليلتها كما يدعي السنة (من اجل ابعاد هذه الفضيلة عن علي بن ابي طالب كما هي عادة القوم:
يقول سبط بن الجوزي :
" اتفق علماء أهل السير على أن قصة الغدير كانت بعد رجوع النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) من حجة الوداع في الثامن عشر من ذي الحجة جمع الصحابة وكانوا مائة وعشرين ألفا وقال : من كنت مولاه فعلي مولاه . . . الحديث . نص ( صلى الله عليه وآله وسلم ) على ذلك بصريح العبارة دون التلويح والإشارة .---
سبط ابن الجوزي : تذكرة الخواص - ص 30 - 31 .
اذن اصبح واضحا ان هناك اتفاق بين اهل السير على نزولها يوم الثامن عشر لا كما يدعي البعض من غير ذلك وانها في حجة الوداع وانها في علي بن ابي طالب وليس كما يدعي اخةتنا من علماء العامة في نزولها يوم عرفة وان المأمور به النبي هو تبليغ الحج..
وليس هذا فقط بل ان هذا الحديث الآتي يبين لنا (عن طريق ابي هريرة) ان هذا اليوم له خصوصية كبير كما انه يعطينا بعض الاشارات المهمة التي حاول البعض التشويش عليها
حيث ورد في شواهد التنزيل للحاكم النيسابوري ، والمناقب لابن المغازلي ، عن أبي هريرة قال :
" من صام يوم ثمانية عشر من ذي الحجة كتب له صيام ستين شهرا ، وهو يوم غدير " خم " كما أخذ النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بيد علي فقال : ألست ولي المؤمنين ؟ قالوا : بلى يا رسول الله فقال : من كنت مولاه فعلي مولاه ، فقال عمر بن الخطاب : بخ بخ لك يا ابن أبي طالب ، أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ، وأنزل الله : ( اليوم أكملت لكم دينكم )
الحاكم النيسابوري : شواهد التنزيل - ج 1 - ص 158 - ابن المغازلي المناقب - ص 31 .
اذن ثبت لنا من هذا الحديث ان هذا اليوم هو اليوم الثامن عشر من ذي الحجة وانه في منطقة غدير خم كما يدعي الشيعة تماما وانه في حق علي بن ابي طالب وانه بتنصيب علي امام على المسلمين كما فهم ذلك عمر بن الخطاب وهنأ عليا بولاية المؤمنين واقر ايضا بان عليا امامه ومولاه وان بعد الحادثة نزل القرآن بآية اكمال الدين وهذا ما يقوله الشيعة بدون زيادة ..
بل اكثر من ذلك ان حسان بن ثابت استأذن من النبي صلى الله عليه وآله وقام خطيبا ليوثق هذه الحادثة بشعره فقال
يناديهم يوم الغدير نبيهم *** بخمٍ واسمع بالرسول مناديا
وقد جاءه جبريل عن امر ربه *** بانك معصوم فلا تك وانيا
وبلّغهم ماانزل الله ربهم*** اليك ولاتخشى هناك الاعاديا
فقام به إذ ذاك رافع كفه *** بكف علي معلن الصوت عاليا
فقال فمن مولاكم ونبيكم*** فقالوا ولم يبدوا هناك التعاميا
إلهك مولانا وأنت نبينا*** ولم تلق منا في الولاية عاصيا
فقال له قم يا علي فإنني*** رضيتك من بعدي إماماً وهادياً
فمن كنت مولاه فهذا وليه*** فكونوا له اتباع صدق موالياً
هناك دعا اللهم وال وليه*** وكن للذي عادا علياً معاديا
فيا رب انصر ناصريه لنصرهم*** إمام هدىً كالبدر يجلو الدياجيا
ونضيف لهذا ان حديث الغدير قد اشتهر شهرة عظيمة وقد ذكره علماء السنة وكتبهم قبل علماء الشيعة وكتبهم واليك بعض المصادر لزيادة الاطمئنان
حيث أخرج ابن المغازلي الشافعي حديث الغدير بطرق كثيرة ، فتارة عن زيد بن أرقم ، وأخرى عن أبي هريرة ، وثالثة عن أبي سعيد الخدري وتارة عن علي بن أبي طالب ، وعمر بن الخطاب ، وابن مسعود وبريدة ، وجابر بن عبد الله ، وغير هؤلاء .-------------
ابن المغازلي : المناقب - ص 29 - إلى ص 36 .
وحديث الغدير أخرجه علماء أهل السنة وحفاظهم بطرق كثيرة . فيهم :
ابن حجر العسقلاني في الإصابة - ج 2 - ص 15 - وأيضا ج 4 - ص 568 .
والقندوزي في ينابيع المودة
وأخرجه الحافظ النسائي في الخصائص - ص 39 - 40 - 41 .
والمقريزي : الخطط - ج 2 - ص 92 .
والإمام أحمد في مسنده: ج 1 - ص 331 ط 1983 .
والبيهقي في كتابه الاعتقاد على مذهب السلف وأهل الجماعة - ص 204 - وأيضا 217 ط بيروت - 1986 .
والسيوطي في الجامع الصغير- ج 2 - ص 642 .
وتاريخ الخلفاء السيوطي : تاريخ الخلفاء ص 169 .
والمحب الطبري في الرياض النضرة - ج 2 - ص 172 .
وابن خلكان في وفيات الأعيان - ج 4 - ص 318 ، 319 .
والخطيب البغدادي في تاريخ بغداد - ج 7 - ص 437 .
وابن قتيبة في الإمامة والسياسة ج 1 - ص 109 .
وابن تيمية في كتابيه ، حقوق آل البيت - ص 13 .
والعقيدة الواسطية ، والمسعودي في مروج الذهب ، والبلاذري في أنساب الأشراف ، وابن كثير في تفسير القرآن الكريم ، وابن حجر الهيثمي في صواعقه المحرقة ، وغير هؤلاء من حملة الآثار من علماء أهل السنة ،
فهل هناك بعد كل هذا حادثة اشهر من هذه الحادثة وهل هناك حديث نقلته الكتب المعتبرة والتفاسير المتينة والمعتمدة ونقلها مشاهير الرواة والمحدثين اكثر من هذا الحديث الذي بلغ حد التواتر بدون ادنى شك حتى ان ابن حجر قال عنه
(إن حديث الغدير صحيح لا مرية فيه وقد أخرجه جماعة - كالترمذي والنسائي وأحمد وطرقه كثيرة جدا ، ومن ثم رواه ستة عشر صحابيا وشهدوا به لعلي لما نوزع أيام خلافته . . . وكثير من أسانيدها صحاح وحسان ولا التفات لمن قدح في صحته ولا لمن رده "
ابن حجر الهيثمي : الصواعق المحرقة - ص 42 - 44 .
ولكننا نتسائل من ابن حجر ونقول له ان كان هذا الحديث صحيح ولامرية فيه وانه رواه ستة عشر من الصحابة واسانيده صحاح وحسان ولا يلتفت الى من قدح صحته ولا لمن رده فلماذا ترده انت حيث انك سرعان ما بادرت الى رده والى تأويله والى انكاره محتواه واللجوء الى ما تحاول ان تعارضه به من تأويل او اجماع حيث قلت بعد اسطر من قولك الاول:
( يتعين تأويله - حديث الغدير -على ولاية خاصة . . .على أنه وإن لم يحميك التأويل، فالإجماع على حقية ولاية أبي بكر وفرعيها قاض بالقطع بحقيتها لأبي بكر وبطلانها لعلي "
فما بالك انكرت ما اثبته وضعفت ما قويته..ولكن الدواعي معلومة ولاتخفى على من عرفكم وعرف توجهاتكم تجاه علي بن ابي طالب بل ان صاحبكم هو الذي يحدثنا عن حالكم فهذه شهادة شاهد من بيتكم لنسمع ماذا يقول حجة الإسلام الغزالي حيث قال
: " أجمع الجماهير على متن الحديث من خطبته من غدير خم باتفاق الجميع وهو يقول : من كنت مولاه فعلي مولاه ، فقال عمر : بخ بخ يا أبا الحسن لقد أصبحت مولاي ومولى كل مولى ، فهذا تسليم ورضى وتحكيم ،
ثم بعد هذا غلب الهوى لحب الرياسة ولما مات رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قال قبل وفاته ائتوا بدواة وبياض لأزيل لكم إشكال الأمر ، وأذكركم من المستحق لها بعدي ، قال عمر : دعوا الرجل فإنه يهجر . . . فإذن بطل تعلقكم بتأويل النصوص ، فعدتم إلى الإجماع ، وهذا منصوص أيضا ، فإن العباس وأولاده وعليا وزوجته وأولاده ، وبعض الصحابة ، لم يحضروا حلقة البيعة . . . وخالفكم أصحاب السقيفة في متابعة الخزرجي "
أبو حامد الغزالي : سر العالمين وكشف ما في الدارين - ص 10 .
اذن السبب واضح لنكرانكم هذا الحديث الصحيح ولا نريد ان نطيل اكثر فان من يتهم نبيه بانه يهجر من السهل عليه ان ينكر تنصيب علي خليفة عليه او ان يحرق دار ابنة نبيه او ان يكسر ضلعها او ان يسلبها نحلتها التي نحلها اياها اباها رسول الله صلى الله عليه وآله لان الانسان اذا تجرأ على نبي فما الذي يمنعه ان يتجرأ على من هو دونه...
اخيرا ورغم كل ما تم عرضه من نتائج وبعد ثبوت حديث الغدير وانه منقول عن الكثير من الصحابة نقلته الكتب المعتبرة واكد علماء العامة ان الحادثة قد اشتهرت الى حد كبير بين العلماء وكتب السير بل انه لامجال للطعن في هذا الحديث ولا مجال الى رده (كما قال علماء اهل السنة بذلك)ورغم كل هذا يقف البعض لانكار البديهيات وهنا انقل لكم وعذرا للإطالة رأي هذا العالم الذي من المفروض ان يكون منصفا وان يقرأ كتبه قبل ان يحكم وان يتأنى في الحكم :
يقول ابن حزم الأندلسي في فصله :
" وأما من كنت مولاه فعلي مولاه ، فلا يصح عن طريق الثقات أصلا " وأما سائر الأحاديث التي تتعلق بها الرافضة فموضوعة يعرف ذلك من له أدنى علم بالأخبار ونقلتها . . . "
ابن حزم : الفصل - ج 4 - ص 148 .
غريب ان نجد ان حادثة من الحوادث المؤكدة التي اتفق على وقوعها الكثير من العلماء ومع هذا يحاول البعض انكارها والتعامي عنها فمن الغريب ان البعض يرى الشمس وينكرها ويقولها انها ربما كانت القمر او ربما انها الشمس ويقول ان هذه الشمس يجب ان نؤول انها ليست بشمس.. ومن هذه الحوادث هي حادثة الغدير اذ ان الاخوة من ابناء العامة ورغم الدلائل الكثيرة على ثبوت حادثة الغدير لكنه لايستطيع ان يتقبلها ولا يستطيع ان يقر بها رغم وجودها بكل قوة في كتبه ويرويها علمائه وتذكرها اسانيده بل ان القرآن اخبرنا وثبتها بل امر نبيه بتبليغها وان لم يفعل فما بلغ رسالة ربه ومع هذا نجد البعض ممن يقول يجب ان نؤول القرآن الذي جاء بها (رغم انها لا يعترف بالتأويل ويحمل دائما على الظاهر) لكن عندما يصل الامر الى فضائل علي بن ابي طالب فالامر سيختلف ويجب ان يؤول القرآن ويجب ان تنكر الاحاديث ويضعف السند حتى لو كان السند نفسه في صحيح البخاري ..
واليوم نقف امام حادثة الغدير التي نقلتها كتب القوم فلنتعرف على مواقف علماء العامة معها وأضطراب البعض من التعامل معها ولنتعرف اولا على هذه الحادثة من كتب القوم فهذه هي الحادثة وهذا هو حديث الغدير:
في ذخائر العقبى للمحب الطبري ، عن البراء بن عازب رضي الله عنهما قال :
كنا عند النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في سفر فنزلنا بغدير خم ، فنودي فينا ، الصلاة جامعة ، وكسح لرسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) تحت شجرة فصلى الظهر وأخذ بيد علي ، وقال:
اللهم من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه .
قال : فلقيه عمر بعد ذلك ، فقال : هنيئا لك يا بن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة "
المحب الطبري : ذخائر العقبى - ص 67 .
وهنا حاول المصنف ان يدلس قليلا فلم يذكر القصة كاملة فلم يخبرنا انها نزلت في اي يوم او في حادثة او في اي شهر وذلك لكي لايحرج نفسه ويحرج قومه ينحرج امام السلطة الحاكمة لان تاريخ نزولها مهم جدا ..حيث ان الشيعة يقولون انها نزلت يوم الغدير في الثامن عشر من ذي الحجة يوم تنصيب امير المؤمنين عليه السلام خليفة على الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وان الله امر نبيه بتليغ الامامة والخلافة لعلي عليه السلام على الناس في حين ان ابناء العامة يقولون ان الحديث في يوم عرفة والذي اراد الله تبليغه هو الحج ..لكن نفس الحديث يقول عنه المصنف:
أخرجه أحمد في مسنده ، وأخرجه في المناقب من حديث عمر وزاد بعد قوله وعاد من عاداه وانصر من نصره وأحب من أحبه . قال شعبة أو قال وأبغض من بغضه "
وبالمناسبة فان المصنف ذكر بعدها ان الامام علي عليه السلام قد استشهد بهذا الحديث بعد سنين طويلة وذلك عندما نازعوه الخلافة بعد مقتل عمر بن الخطاب فأستشهد الناس فشهدوا له حيث قال المصنف
وعن زيد بن أرقم قال : استشهد علي بن أبي طالب الناس ، فقال أنشد الله رجلا سمع النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يقول : " من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه فقام ستة عشر رجلا فشهدوا-----
المحب الطبري : ذخائر العقبى - ص 67 .
ولننتقل الى كتاب آخر اكثر اهمية وهو صحيح مسلم
حيث ان حديث الغدير ذكره مسلم في صحيحه لانه لم يجد بدا من ذكره لشهرة الحديث لكنه حاول ايضا التشويه والتدليس والتعمية على بعض فقراته المهمة فقال
الإمام مسلم في صحيحه :
" وعن زيد بن أرقم قال : قام رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يوما فينا خطيبا بماء يدعى " خما " بين مكة والمدينة فحمد الله ووعظ وذكر ، ثم قال : أما بعد ألا أيها الناس فإنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب ، وأنا تارك فيكم ثقلين أولهما كتاب الله . . . ثم قال وأهل بيتي . . . " ولهذا يقول ابن حجر - " إن حديث الغدير صحيح لا مرية فيه ، ولا يلتفت لمن قدح في صحته ولا لمن رده " .
صحيح مسلم : ج 7 - ص 122 - 123 .
اذن اصل الحادثة موجود في اهم الكتب السنية واهم الصحاح بل ان البعض يقدمه على البخاري
ونرجع الى الحادثة ونراجع كتب القوم لنرى هل ان الحادثة هي يوم الغدير كما يقول الشيعة ام انها يوم عرفة او ليلتها كما يدعي السنة (من اجل ابعاد هذه الفضيلة عن علي بن ابي طالب كما هي عادة القوم:
يقول سبط بن الجوزي :
" اتفق علماء أهل السير على أن قصة الغدير كانت بعد رجوع النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) من حجة الوداع في الثامن عشر من ذي الحجة جمع الصحابة وكانوا مائة وعشرين ألفا وقال : من كنت مولاه فعلي مولاه . . . الحديث . نص ( صلى الله عليه وآله وسلم ) على ذلك بصريح العبارة دون التلويح والإشارة .---
سبط ابن الجوزي : تذكرة الخواص - ص 30 - 31 .
اذن اصبح واضحا ان هناك اتفاق بين اهل السير على نزولها يوم الثامن عشر لا كما يدعي البعض من غير ذلك وانها في حجة الوداع وانها في علي بن ابي طالب وليس كما يدعي اخةتنا من علماء العامة في نزولها يوم عرفة وان المأمور به النبي هو تبليغ الحج..
وليس هذا فقط بل ان هذا الحديث الآتي يبين لنا (عن طريق ابي هريرة) ان هذا اليوم له خصوصية كبير كما انه يعطينا بعض الاشارات المهمة التي حاول البعض التشويش عليها
حيث ورد في شواهد التنزيل للحاكم النيسابوري ، والمناقب لابن المغازلي ، عن أبي هريرة قال :
" من صام يوم ثمانية عشر من ذي الحجة كتب له صيام ستين شهرا ، وهو يوم غدير " خم " كما أخذ النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بيد علي فقال : ألست ولي المؤمنين ؟ قالوا : بلى يا رسول الله فقال : من كنت مولاه فعلي مولاه ، فقال عمر بن الخطاب : بخ بخ لك يا ابن أبي طالب ، أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ، وأنزل الله : ( اليوم أكملت لكم دينكم )
الحاكم النيسابوري : شواهد التنزيل - ج 1 - ص 158 - ابن المغازلي المناقب - ص 31 .
اذن ثبت لنا من هذا الحديث ان هذا اليوم هو اليوم الثامن عشر من ذي الحجة وانه في منطقة غدير خم كما يدعي الشيعة تماما وانه في حق علي بن ابي طالب وانه بتنصيب علي امام على المسلمين كما فهم ذلك عمر بن الخطاب وهنأ عليا بولاية المؤمنين واقر ايضا بان عليا امامه ومولاه وان بعد الحادثة نزل القرآن بآية اكمال الدين وهذا ما يقوله الشيعة بدون زيادة ..
بل اكثر من ذلك ان حسان بن ثابت استأذن من النبي صلى الله عليه وآله وقام خطيبا ليوثق هذه الحادثة بشعره فقال
يناديهم يوم الغدير نبيهم *** بخمٍ واسمع بالرسول مناديا
وقد جاءه جبريل عن امر ربه *** بانك معصوم فلا تك وانيا
وبلّغهم ماانزل الله ربهم*** اليك ولاتخشى هناك الاعاديا
فقام به إذ ذاك رافع كفه *** بكف علي معلن الصوت عاليا
فقال فمن مولاكم ونبيكم*** فقالوا ولم يبدوا هناك التعاميا
إلهك مولانا وأنت نبينا*** ولم تلق منا في الولاية عاصيا
فقال له قم يا علي فإنني*** رضيتك من بعدي إماماً وهادياً
فمن كنت مولاه فهذا وليه*** فكونوا له اتباع صدق موالياً
هناك دعا اللهم وال وليه*** وكن للذي عادا علياً معاديا
فيا رب انصر ناصريه لنصرهم*** إمام هدىً كالبدر يجلو الدياجيا
ونضيف لهذا ان حديث الغدير قد اشتهر شهرة عظيمة وقد ذكره علماء السنة وكتبهم قبل علماء الشيعة وكتبهم واليك بعض المصادر لزيادة الاطمئنان
حيث أخرج ابن المغازلي الشافعي حديث الغدير بطرق كثيرة ، فتارة عن زيد بن أرقم ، وأخرى عن أبي هريرة ، وثالثة عن أبي سعيد الخدري وتارة عن علي بن أبي طالب ، وعمر بن الخطاب ، وابن مسعود وبريدة ، وجابر بن عبد الله ، وغير هؤلاء .-------------
ابن المغازلي : المناقب - ص 29 - إلى ص 36 .
وحديث الغدير أخرجه علماء أهل السنة وحفاظهم بطرق كثيرة . فيهم :
ابن حجر العسقلاني في الإصابة - ج 2 - ص 15 - وأيضا ج 4 - ص 568 .
والقندوزي في ينابيع المودة
وأخرجه الحافظ النسائي في الخصائص - ص 39 - 40 - 41 .
والمقريزي : الخطط - ج 2 - ص 92 .
والإمام أحمد في مسنده: ج 1 - ص 331 ط 1983 .
والبيهقي في كتابه الاعتقاد على مذهب السلف وأهل الجماعة - ص 204 - وأيضا 217 ط بيروت - 1986 .
والسيوطي في الجامع الصغير- ج 2 - ص 642 .
وتاريخ الخلفاء السيوطي : تاريخ الخلفاء ص 169 .
والمحب الطبري في الرياض النضرة - ج 2 - ص 172 .
وابن خلكان في وفيات الأعيان - ج 4 - ص 318 ، 319 .
والخطيب البغدادي في تاريخ بغداد - ج 7 - ص 437 .
وابن قتيبة في الإمامة والسياسة ج 1 - ص 109 .
وابن تيمية في كتابيه ، حقوق آل البيت - ص 13 .
والعقيدة الواسطية ، والمسعودي في مروج الذهب ، والبلاذري في أنساب الأشراف ، وابن كثير في تفسير القرآن الكريم ، وابن حجر الهيثمي في صواعقه المحرقة ، وغير هؤلاء من حملة الآثار من علماء أهل السنة ،
فهل هناك بعد كل هذا حادثة اشهر من هذه الحادثة وهل هناك حديث نقلته الكتب المعتبرة والتفاسير المتينة والمعتمدة ونقلها مشاهير الرواة والمحدثين اكثر من هذا الحديث الذي بلغ حد التواتر بدون ادنى شك حتى ان ابن حجر قال عنه
(إن حديث الغدير صحيح لا مرية فيه وقد أخرجه جماعة - كالترمذي والنسائي وأحمد وطرقه كثيرة جدا ، ومن ثم رواه ستة عشر صحابيا وشهدوا به لعلي لما نوزع أيام خلافته . . . وكثير من أسانيدها صحاح وحسان ولا التفات لمن قدح في صحته ولا لمن رده "
ابن حجر الهيثمي : الصواعق المحرقة - ص 42 - 44 .
ولكننا نتسائل من ابن حجر ونقول له ان كان هذا الحديث صحيح ولامرية فيه وانه رواه ستة عشر من الصحابة واسانيده صحاح وحسان ولا يلتفت الى من قدح صحته ولا لمن رده فلماذا ترده انت حيث انك سرعان ما بادرت الى رده والى تأويله والى انكاره محتواه واللجوء الى ما تحاول ان تعارضه به من تأويل او اجماع حيث قلت بعد اسطر من قولك الاول:
( يتعين تأويله - حديث الغدير -على ولاية خاصة . . .على أنه وإن لم يحميك التأويل، فالإجماع على حقية ولاية أبي بكر وفرعيها قاض بالقطع بحقيتها لأبي بكر وبطلانها لعلي "
فما بالك انكرت ما اثبته وضعفت ما قويته..ولكن الدواعي معلومة ولاتخفى على من عرفكم وعرف توجهاتكم تجاه علي بن ابي طالب بل ان صاحبكم هو الذي يحدثنا عن حالكم فهذه شهادة شاهد من بيتكم لنسمع ماذا يقول حجة الإسلام الغزالي حيث قال
: " أجمع الجماهير على متن الحديث من خطبته من غدير خم باتفاق الجميع وهو يقول : من كنت مولاه فعلي مولاه ، فقال عمر : بخ بخ يا أبا الحسن لقد أصبحت مولاي ومولى كل مولى ، فهذا تسليم ورضى وتحكيم ،
ثم بعد هذا غلب الهوى لحب الرياسة ولما مات رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قال قبل وفاته ائتوا بدواة وبياض لأزيل لكم إشكال الأمر ، وأذكركم من المستحق لها بعدي ، قال عمر : دعوا الرجل فإنه يهجر . . . فإذن بطل تعلقكم بتأويل النصوص ، فعدتم إلى الإجماع ، وهذا منصوص أيضا ، فإن العباس وأولاده وعليا وزوجته وأولاده ، وبعض الصحابة ، لم يحضروا حلقة البيعة . . . وخالفكم أصحاب السقيفة في متابعة الخزرجي "
أبو حامد الغزالي : سر العالمين وكشف ما في الدارين - ص 10 .
اذن السبب واضح لنكرانكم هذا الحديث الصحيح ولا نريد ان نطيل اكثر فان من يتهم نبيه بانه يهجر من السهل عليه ان ينكر تنصيب علي خليفة عليه او ان يحرق دار ابنة نبيه او ان يكسر ضلعها او ان يسلبها نحلتها التي نحلها اياها اباها رسول الله صلى الله عليه وآله لان الانسان اذا تجرأ على نبي فما الذي يمنعه ان يتجرأ على من هو دونه...
اخيرا ورغم كل ما تم عرضه من نتائج وبعد ثبوت حديث الغدير وانه منقول عن الكثير من الصحابة نقلته الكتب المعتبرة واكد علماء العامة ان الحادثة قد اشتهرت الى حد كبير بين العلماء وكتب السير بل انه لامجال للطعن في هذا الحديث ولا مجال الى رده (كما قال علماء اهل السنة بذلك)ورغم كل هذا يقف البعض لانكار البديهيات وهنا انقل لكم وعذرا للإطالة رأي هذا العالم الذي من المفروض ان يكون منصفا وان يقرأ كتبه قبل ان يحكم وان يتأنى في الحكم :
يقول ابن حزم الأندلسي في فصله :
" وأما من كنت مولاه فعلي مولاه ، فلا يصح عن طريق الثقات أصلا " وأما سائر الأحاديث التي تتعلق بها الرافضة فموضوعة يعرف ذلك من له أدنى علم بالأخبار ونقلتها . . . "
ابن حزم : الفصل - ج 4 - ص 148 .