إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

" مَوعِظةٌ بليغةٌ حَسَنَةٌ وتذكيرٌ قَيّم مِن الحَرَمِ الحُسَيني المُقَدّس "

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • " مَوعِظةٌ بليغةٌ حَسَنَةٌ وتذكيرٌ قَيّم مِن الحَرَمِ الحُسَيني المُقَدّس "

    " أمرٌ هامٌّ عقائديّاً وسُلُوكيّاً ينبغي الالتفاتُ إليه صِدقاً وجِدّا "
    " مَوعِظةٌ بليغةٌ حَسَنَةٌ وتذكيرٌ قَيّم مِن الحَرَمِ الحُسَيني المُقَدّس "قال رسول الله
    ، صلّى اللهُ عليه وآله وسلّم،:" حُبُّ الدُنيَا رأسٌ كُلّ خطيئةٍ "
    :: أعظَكم ونفسي أوّلاً :: عن أمير المؤمنين ،علي ، عليه السلام ، أنّه قال:
    ( اعْلَمُوا عِبَادَ اللَّه - أَنَّ التَّقْوَى دَارُ حِصْنٍ عَزِيزٍ - والْفُجُورَ دَارُ حِصْنٍ ذَلِيلٍ –
    لَا يَمْنَعُ أَهْلَه ، ولَا يُحْرِزُ مَنْ لَجَأَ إِلَيْه - أَلَا وبِالتَّقْوَى تُقْطَعُ حُمَةُ الْخَطَايَا - وبِالْيَقِينِ تُدْرَكُ الْغَايَةُ الْقُصْوَى -)
    : نهجُ البلاغة، ت ،د ، صبحي الصالح،ص221.
    :: لا زلنا وإيّاكم أحبّتي في خدمة الإمام زين العابدين ، صلواتُ اللهِ وسلامه عليه،
    وهو يُحدّثنا عن تلك المشاكل التي يمُرُّ بها العبدُ مع اللهِ تبارك وتعالى ، فيجبُ أن ننوّه لغرض التذكِرَةِ والعِظَةِ – واقعاً نواجه في الدنيا مشكلةً كبيرةً جدّاً ، وقد نغفل عنها ، "
    وهي غفلتنا عمّا يُحاطُ بِنا " فنحن لا نملك وقتاً مُحدّداً لخروجنا من هذه الدنيا ، لأنَّ كتاب الأجل قد اختصّ به الله تعالى فقط .
    ولكن مع هذا ترانا نحثُّ الخُطى في مطامع متفاوتة ومطامح شتّى ، وقد نُخطأ وقد نُصيب.
    وترانا سرعان ما نضع أقدامنا في مواطن نتمنّى أنّها لم تكن .
    :: وهذه الدنيا قد حذّرَ منها الأنبياء والأولياء والأئمة ، عليهم السلام ، والتحذير منها ليس
    هو في الأعمال الصالحة ، بل إنَّ الآخرة لا تُنال إلاّ بالعمل الصالح ، والدنيا هي جسرٌ موصل إلى الآخرة.
    :: إنَّنَا كثيرٌ ما نغفل ولا نعرف كيف نستفيد من بركات هذا الوجود الذي وهبنا اللهُ جلّ شأنه إيّاه ، عندما أخرجنا من كتمِ العدم إلى نور الوجود.
    ولنسأل أنفسنا هل علمنا ؟ هل عملنا ، هل هناك ضمانة تحفظُ لنا الخلود في الدنيا؟
    وهل أنَّ أعمالنا كانت في طاعة الله تعالى ؟
    :: طموحنا في القادم من الأيام ينبغي أن يكون في إعدادنا واستعدادنا الحقيقي لذلك ،
    مع إيماننا بأنّنا سنصل لمصائرنا ، وإلى ذلك اليوم المُرعب ، والذي تُصوّره بعض الآيات القرآنية الشريفة بصورة مُخيفة يرتعد منها الإنسان ويخاف ، لأنّه سيقدم على ربّه ،
    والذي سيحاسبه ، ويضع كتابه بين يديه .
    يوم تشخصُ فيه الأبصارُ ، وتنخلع فيه القلوب من مواضعها ، وعندما يُنفخ بالصور
    سنخرجُ من الأجداث ، ونُحاسبُ جميعاً بلا استثناء.
    :: هذه مقدّمةٌ أحببنا أن نُبيّنَها ، وفيها كثيرٌ من أمّهات المسائل العقائديّة ::
    :: إنَّ على الإنسان العاقل أن يدخلَ إلى اللهِ تبارك وتعالى من بابٍ واضحٍ اعتقاداً وعملاً ، ولتكن سمة الإنسان العامة هي الاستقامة :::
    وقد قال النبي الأكرم ، صلّى اللهُ عليه وآله وسلّم، وهو أحرصُ علينا من أنفسنا :
    " حُبُّ الدُنيَا رأسٌ كُلّ خطيئةٍ " : الكافي ، الكليني ،ج2،ص131,:
    :: وواقعاً نحن نحبّ الدنيا ، ومشروعنا في أغلبه بالانشغال في أمور الدنيا ،وأمّا الآخرة
    فيكاد يكون إمّا غائباً تماماً أو بنسبة قليلة جدّاً ، وإذا ما وجد فيشوبه في بعض الحالات الُعجُبُ والرياء وغير ذلك.
    :: ولا بُدّ من أن نتعظَ ، وقد ذكرنا قبل سنوات كلام الإمام السجّاد ، عليه السلام ،:
    (يَا إِلَهِي لَوْ بَكَيْتُ إِلَيْكَ حَتَّى تَسْقُطَ أَشْفَارُ عَيْنَيَّ ، وانْتَحَبْتُ حَتَّى يَنْقَطِعَ صَوْتِي ، وقُمْتُ لَكَ حَتَّى تَتَنَشَّرَ قَدَمَايَ ، ورَكَعْتُ لَكَ حَتَّى يَنْخَلِعَ صُلْبِي ، وسَجَدْتُ لَكَ حَتَّى تَتَفَقَّأَ حَدَقَتَايَ ، وأَكَلْتُ تُرَابَ الأَرْضِ طُولَ عُمُرِي ، وشَرِبْتُ مَاءَ الرَّمَادِ آخِرَ دَهْرِي ، وذَكَرْتُكَ فِي خِلَالِ ذَلِكَ حَتَّى يَكِلَّ لِسَانِي ، ثُمَّ لَمْ أَرْفَعْ طَرْفِي إِلَى آفَاقِ السَّمَاءِ اسْتِحْيَاءً مِنْكَ مَا اسْتَوْجَبْتُ بِذَلِكَ مَحْوَ سَيِّئَةٍ وَاحِدَةٍ مِنْ سَيِّئَاتِي .) :الصحيفة السجّاديّة:
    :: إنَّ وضعنا مُخيفٌ ومُرعِبٌ ، ونحن على وجلٍ من الدنيا بعنوانها العام ، وهي خدّاعةٌ ، ويُضافُ إليها إغواء الشيطان ، والذي ليس له من همّ إلا الإغواء ، وسيتبرأ منّا يوم القيامة ((وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِي عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)) (22)،إبراهيم.
    إنَّ مقتضى العقل والإيمان والعبودية هو الشكر للهِ تعالى بعبادته وطاعته في الدنيا الفانية ، وعندما نزلتْ آيات الفتح
    على النبي الأكرم بقوله تعالى:
    ((إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا (1) لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا (2))) الفتح.
    قيل له يا رسول الله أليس قد غفر اللهُ لك ، فقال( أفلا أكون عبداً شكورا )
    : الأمالي ، الشيخ الطوسي ، ص637.
    :: اللهُ تبارك وتعالى قد منحنا عقلاً ودعانا للتفكّر والتدبّر ، وتعبّدنا به تكليفاً وطريقاً ،
    وبالعقل تُكتسبُ الجنان ،ولا بُدّ من أن يكون وراء عبادتنا شيءٌ ، وهو الالتفات إلى ما نحن فيه.
    لأنَّ مُشكلتنا في عدم اللجوء إلى اللهِ سبحانه ، وقد شغلتنا الكثيرُ من المغريات والمحسوسات والمُلهيات ،
    وصرنا لا نخاف اللهَ جلّ وعلا إلاّ في مواطن لا تُذكَر ،
    وقد تداولتنا أيدي الذنوب بأزمّة الخطايا ,.
    وينبغي التنويه:- إلى أنَّه كلّما ابتعدنا عن اللهِ تعالى زادت مشاكلنا ، ولا بُدّ من اللجوء
    إلى الدعاء الجماعي ،ومجالس التعزية على سيّد الشهداء ، والخروج بنتائج صالحة منها.
    :: ينبغي التفكّر بالموت ، ولو للحظات فإنّ به ينتهي كلّ شيء ، ويحلّ بنا الرعبُ.
    الموتٌ هو نهايتنا ، ومعه ينتهي كلّ شيء ، وهو زاحفٌ إلينا واحداً واحدا .
    فعلينا بالتوبة والتطهر من الذنوب ، والله تعالى يحب التوابين والمطّهرين .
    وأنقل إليكم قصةً لأحد علمائنا الأعلام ، وهو السيّد هاشم الحطّاب ،
    ( والمتوفي سنة1160 هجرية والمدفون في النجف الاشرف بجوار أمير المؤمنين، عليه السلام ، في الحويش )
    وهو رجلُ عابد وفقيه زاهد وورع ،.
    - أنقلُ لكم القصة وأنا مُطمئن بصحتها : قد جاء رجلٌ إلى السيّد هاشم الحطّاب واشتكى إليه من شخصٍ قد وضعَ أمواله عنده ، ولما طالبه بها أنكرَ عليه
    ، ولم يؤدي الأمانة ، بسبب حبّ الدنيا ، واستغلال وضع هذا الشخص المودع عنده أمانته ، فقال له : السيّد هاشم الحطّاب : انتظرني ، وبعد مدّة عقدَ مجلساً لوعظ الناس ، ومن جملة
    ما قاله :- رأيتُ كأنّ القيامة قامت ، وجيء بي ، ووصلتُ إلى صراط دقيق بعد أن حوسبت ، وكانت صحيفتي جيّدة ، وقالوا لي: مُر على الصراط ، ومجرد أن مررت ، قالوا قف ،
    فإذا هناك رجل في جهنم يطلبني حقّاً ، ولمّا رأيته عرفته ، والحق الذي طالبني به أنّه في يوم ما هممتُ بشراء لحم منه ولم أشتري ، ولكن لا مست يدي اللحمَ ، وهو كناية عن شدّة ودقّة الحساب ، فطالبني بأن يضع أصبعه في فخذي ،
    وقلتُ له افعل فاحترق موضع فخذي ، وقد أظهره للناس آنذاك ، وبعدها قال للشخص المشتكي: اذهب وخذ أمانتك
    من الرجل ، بعد أن أظهر الشخص الآخر تعذّره.
    هكذا كان علمائنا الأبرار ( رضوان الله عليهم) ، والشيخ الأعظم مرتضى الأنصاري ،
    وهو المعروف فيما هو له من السيرة الشخصية المستقيمة كان بعد أن يتعبَ من الدرس والتدريس يقول لتلامذته قوموا نذهب إلى الشيخ الفلاني ليفرغ علينا بعض المواعظ ،
    فإنَّ القلوب بدأت تقسو.
    فكيف بالذي يقضي حياته ما بين أكل الربا المُحرّم والكلام الشيء والتفكّه بأعراض الناس.
    :: في هذه الأزمة أصبح المؤمنون المتدينون غُرباءَ في مواقعهم ومؤسساتهم بسبب
    شيوع الكذب والافتراء والغش .
    :: المشكلةُ فينا ونحتاج إلى دفع قوي لقسوة أنفسنا وقلوبنا ، وعندما نقفُ على قبر
    الإمام الحُسين ، عليه السلام ، ينبغي أن نتذكر قوله( الناس عبيد الدنيا و الدّين لعقٌ على ألسنتهم يحوطونه ما دارت به معايشهم و إذا محصوا بالبلاء قلّ الدّيانون ).
    وأمام ذلك فنحن ممكن أن نكون أمثال ( شبث بن ربعي ) لا سمح الله ،
    أو أمثال( حبيب بن مظاهر الأسدي وزهير بن القين البجلي) .
    علينا أن نختار طريق الهداية والعبادة والتوبة ففي الآخرة نارٌ عظيمة سجّرها جبّار السموات والأرض، نارٌ لا تبقي
    ولا تذر.
    :: إنَّّ هذه التذكرة لنفسي ، ولا نعلم عاقبتنا ((والعاقبة للمتقين))::
    قال الإمام زين العابدين ، عليه السلام،( اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِه ، واقْضِ عَنِّي كُلَّ مَا أَلْزَمْتَنِيه وفَرَضْتَه عَلَيَّ لَكَ فِي وَجْه مِنْ وُجُوه طَاعَتِكَ أَوْ لِخَلْقٍ مِنْ خَلْقِكَ،)
    : ولنلاحظ الرحمة الإلهيّة بنا ، حيث يطلبُ الإمام السجّاد من الله بالدّعاء وبما هو مستطاع ، يطلب منه سبحانه
    أن يهيّأ
    لنا القدرة والقابليّة على امتثال تكاليفنا ،بحكمه وقضائه عزّ وجلّ ، وإنّنا كمكلفين علينا أن نبذل كلّ جهدٍ
    في طاعة الله تعالى وعباداته ، وبالأسباب التي يهدينا إليها ويوفقنا بها.
    :: وفي المنظور العام وفي عقيدتنا لا توجد عندنا قضايا اتفاقية أو ما نسميه بالصدفة
    فيما نواجه في حياتنا من لقاء شخص ما دون إرادة أو وقوع حدث ما ، إلاّ وكانت هناك أسباب مخفيّة علينا ،
    يوجّهها الله تعالى لما فيه مصلحتنا أو بحسب قضائه وقدره ،
    وفي فقرة هذا الدعاء تتجلّى عظمة التوحيد لله تعالى ، بأن نستعين به بمنحه إيّانا القدرة والقابلية والأسباب في طاعاته وأداء تكاليفنا ، وأداء حقوق العباد ،.
    وتظهر عظمة الأئمة المعصومين ، عليهم السلام ، أنَّ عملهم في كلّ شيء كان لله تعالى خالصا وراضيا بالقضاء والحُكم
    ( لك العُتبى حتى ترضى) تعني لك الرضا ،.
    وهذا ما جسّده فعلاً أمير المؤمنين علي ، عليه السلام ، في لحظة ضربته ،وأصدق ما قاله(فزتُ وربّ الكعبة) .::
    _______________________________________________

    مَضمونُ خطبةِ الجُمعَةِ الأولى والتي ألقاهَا سَماحةُ السيّد أحمد الصافي ,دَامَ عِزّه, الوكيل الشرعي للمَرجعيّةِ الدّينيّةِ العُليا الشَريفةِ في الحَرَمِ الحُسَيني المُقدّس ,اليوم –
    السابع والعشرين من جمادى الآخرة ,1439 هجري- السادس عشر من آذار ,2018م.
    _______________________________________________

    : تدوين وتقرير – مُرْتَضَى عَلِي الحِلّي – النَجَفُ الأشْرَفُ –

    - كَتَبْنَا بقَصدِ القُربَةِ للهِ تعالى , رَاجينَ القَبولَ والنَفعَ العَامَ , ونسألَكم الدُعاءَ-
    _______________________________________________
    التعديل الأخير تم بواسطة مرتضى علي الحلي 12; الساعة 16-03-2018, 06:08 PM.

  • #2
    الاخ الفاضل مرتضى علي الحلي 12 . احسنتم واجدتم وسلمت اناملكم على نشر هذه الموعظة الحسنة وتذكير الناس بها . تقبل الله اعمالكم وجعل الله عملكم النافع هذا في ميزان حسناتكم . ودمتم في رعاية الله تعالى وحفظه .

    تعليق


    • #3
      اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم
      بارك الله فيكم واحسن إليكم وغفر لنا ولكم بحق محمد وال محمد الطيبين الطاهرين عليهم أفضل الصلاة والسلام

      تعليق


      • #4
        تقديري لكم جميعا.

        تعليق

        المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
        حفظ-تلقائي
        Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
        x
        يعمل...
        X