اللهم صل على محمد وآل محمد
رُوِيَ عَنْ سَدِيرٍ الصَّيْرَفِيِّ أنه قَالَ :
دَخَلْتُ عَلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (اي الامام الصادق عليه السَّلام )، فَقُلْتُ لَهُ : وَ اللَّهِ مَا يَسَعُكَ الْقُعُودُ .
فَقَالَ : " وَ لِمَ يَا سَدِيرُ " .
قُلْتُ : لِكَثْرَةِ مَوَالِيكَ وَ شِيعَتِكَ وَ أَنْصَارِكَ ، وَ اللَّهِ لَوْ كَانَ لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ( عليه السَّلام ) مَا لَكَ مِنَ الشِّيعَةِ وَ الْأَنْصَارِ وَ الْمَوَالِي مَا طَمِعَ فِيهِ تَيْمٌ وَ لَا عَدِيٌّ .
فَقَالَ : " يَا سَدِيرُ ، وَ كَمْ عَسَى أَنْ يَكُونُوا " ؟
قُلْتُ : مِائَةَ أَلْفٍ .
قَالَ : " مِائَةَ أَلْفٍ " !
قُلْتُ : نَعَمْ ، وَ مِائَتَيْ أَلْفٍ .
قَالَ : " مِائَتَيْ أَلْفٍ " !
قُلْتُ : نَعَمْ ، وَ نِصْفَ الدُّنْيَا .
قَالَ : فَسَكَتَ عَنِّي ،
ثُمَّ قَالَ : " يَخِفُّ عَلَيْكَ أَنْ تَبْلُغَ مَعَنَا إِلَى يَنْبُعَ " .
ثُمَّ قَالَ : " يَخِفُّ عَلَيْكَ أَنْ تَبْلُغَ مَعَنَا إِلَى يَنْبُعَ " .
قُلْتُ : نَعَمْ .
فَأَمَرَ بِحِمَارٍ وَ بَغْلٍ أَنْ يُسْرَجَا ، فَبَادَرْتُ فَرَكِبْتُ الْحِمَارَ .
فَقَالَ : " يَا سَدِيرُ ، أَ تَرَى أَنْ تُؤْثِرَنِي بِالْحِمَارِ " .
قُلْتُ : الْبَغْلُ أَزْيَنُ وَ أَنْبَلُ .
قَالَ : " الْحِمَارُ أَرْفَقُ بِي " .
فَنَزَلْتُ فَرَكِبَ الْحِمَارَ ، وَ رَكِبْتُ الْبَغْلَ ، فَمَضَيْنَا فَحَانَتِ الصَّلَاةُ .
فَقَالَ : " يَا سَدِيرُ انْزِلْ بِنَا نُصَلِّ " .
ثُمَّ قَالَ : " هَذِهِ أَرْضٌ سَبِخَةٌ لَا تَجُوزُ الصَّلَاةُ فِيهَا " .
فَسِرْنَا حَتَّى صِرْنَا إِلَى أَرْضٍ حَمْرَاءَ ، وَ نَظَرَ إِلَى غُلَامٍ يَرْعَى جِدَاءً 2 .
فَقَالَ : " وَ اللَّهِ يَا سَدِيرُ لَوْ كَانَ لِي شِيعَةٌ بِعَدَدِ هَذِهِ الْجِدَاءِ مَا وَسِعَنِي الْقُعُودُ " .
وَ نَزَلْنَا وَ صَلَّيْنَا ، فَلَمَّا فَرَغْنَا مِنَ الصَّلَاةِ عَطَفْتُ عَلَى الْجِدَاءِ فَعَدَدْتُهَا فَإِذَا هِيَ سَبْعَةَ عَشَرَ "
-----------------------------.
الكافي : 2 / 243 ، للشيخ الكُليني ، المُلَقَّب بثقة الإسلام ، المتوفى سنة : 329 هجرية .
تعليق