بسم الله الرحمن الرحيم
أخرج أحمد في مسنده عن ابن أبي مليكة، قال: قال طلحة بن عبيد: سمعت رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) ، يقول: إنّ عمرو بن العاص من صالحي قريش[1].
ورواه الترمذي بالسند التالي: حدثنا إسحاق بن منصور، قال: أخبرنا أبو أُسامة عن نافع بن عمر الجمحي، عن ابن أبي مليكة، قال: قال طلحة بن عبيد اللّه...الخ.
وقال الترمذي: هذا حديث إنّما نعرفه من حديث نافع بن عمر الجمحي، ونافع ثقة وليس اسناده بمتصل، وابن أبي مليكة لم يدرك طلحة.
اقول: وعليه فالحديث مرسل، إذا كان هذا حال السند، فيعرف به حال المضمون ولكن يكفي لنا دراسة إجمالية لسيرة عمرو بن العاص ليتبين انّه هل كان من الصالحين؟ بل الرواية خالف ما هو الثابت في التاريخ الصحيح.
وإليك هذه الوثيقة التاريخية:
لما علم معاوية انّالاَمر لم يتم له ان لم يبايعه عمرو، فقال له: يا عمرو؟ اتَّبعْني، قال: لماذا؟ للآخرة؟ فواللّه ما معك آخرة، أم للدنيا؟ فواللّه لا كان حتى أكون شريكك فيها.
قال: فأنت شريكي فيها، قال: فاكتب لي مصر وكورها.
فكتب له مصر وكورها وكتب في آخر الكتاب وعلى عمرو السمع والطاعة.
قال عمرو : واكتب: انّ السمع و الطاعة لا ينقصان من شرطه شيئاً.
قال معاوية: لا ينظر الناس إلى هذا، قال عمرو: حتى تكتب.
قال: فكتب، واللّه ما يجد بُدّاً من كتابتها،... وعمرو يقول له، إنّما أُبايعك بها ديني.
وكتب عمرو إلى معاوية:
معاوي لا أُعطيك ديني ولم أنل * به منك دنيا فانظرن كيف تصنع
وما الدين والدُّنيا سواءٌ وإنّني * لآخذ ما تُعطي ورأسي مقنَّع[2].
ومن أراد أن يقف على شخصيته من حيث نسبه وإسلامه ودهائه، فعليه أن يطالع كلمات النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في حقّه وكلمات الاِمام أمير الموَمنين (عليه السلام) وسائر الصحابة والتابعين ليقف على أنّه هل كان من الصلحاء أو أنّه كان بوَرة الفتن والفساد؟
وقد قام العلاّمة المحقّق عبد الحسين الاَميني بدراسة وافية لسيرته في كتابه الغدير[3].
[1]مسند أحمد: 1|161، ونقله الترمذي برقم 3845.
[2]العقد الفريد: 5|92، دار الكتب العلمية.
[3]الغدير:2|114ـ 176.
أخرج أحمد في مسنده عن ابن أبي مليكة، قال: قال طلحة بن عبيد: سمعت رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) ، يقول: إنّ عمرو بن العاص من صالحي قريش[1].
ورواه الترمذي بالسند التالي: حدثنا إسحاق بن منصور، قال: أخبرنا أبو أُسامة عن نافع بن عمر الجمحي، عن ابن أبي مليكة، قال: قال طلحة بن عبيد اللّه...الخ.
وقال الترمذي: هذا حديث إنّما نعرفه من حديث نافع بن عمر الجمحي، ونافع ثقة وليس اسناده بمتصل، وابن أبي مليكة لم يدرك طلحة.
اقول: وعليه فالحديث مرسل، إذا كان هذا حال السند، فيعرف به حال المضمون ولكن يكفي لنا دراسة إجمالية لسيرة عمرو بن العاص ليتبين انّه هل كان من الصالحين؟ بل الرواية خالف ما هو الثابت في التاريخ الصحيح.
وإليك هذه الوثيقة التاريخية:
لما علم معاوية انّالاَمر لم يتم له ان لم يبايعه عمرو، فقال له: يا عمرو؟ اتَّبعْني، قال: لماذا؟ للآخرة؟ فواللّه ما معك آخرة، أم للدنيا؟ فواللّه لا كان حتى أكون شريكك فيها.
قال: فأنت شريكي فيها، قال: فاكتب لي مصر وكورها.
فكتب له مصر وكورها وكتب في آخر الكتاب وعلى عمرو السمع والطاعة.
قال عمرو : واكتب: انّ السمع و الطاعة لا ينقصان من شرطه شيئاً.
قال معاوية: لا ينظر الناس إلى هذا، قال عمرو: حتى تكتب.
قال: فكتب، واللّه ما يجد بُدّاً من كتابتها،... وعمرو يقول له، إنّما أُبايعك بها ديني.
وكتب عمرو إلى معاوية:
معاوي لا أُعطيك ديني ولم أنل * به منك دنيا فانظرن كيف تصنع
وما الدين والدُّنيا سواءٌ وإنّني * لآخذ ما تُعطي ورأسي مقنَّع[2].
ومن أراد أن يقف على شخصيته من حيث نسبه وإسلامه ودهائه، فعليه أن يطالع كلمات النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في حقّه وكلمات الاِمام أمير الموَمنين (عليه السلام) وسائر الصحابة والتابعين ليقف على أنّه هل كان من الصلحاء أو أنّه كان بوَرة الفتن والفساد؟
وقد قام العلاّمة المحقّق عبد الحسين الاَميني بدراسة وافية لسيرته في كتابه الغدير[3].
[1]مسند أحمد: 1|161، ونقله الترمذي برقم 3845.
[2]العقد الفريد: 5|92، دار الكتب العلمية.
[3]الغدير:2|114ـ 176.
تعليق