بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِ على محمد واله الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما أكثر ما أخفت الحكومات من أحاديث النبي صلى الله عليه و آله حتى منعت مجرد التحديث عنه ، وحرَّمت وقاومت تدوين سنته لأكثر من قرن !
اللهم صلِ على محمد واله الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما أكثر ما أخفت الحكومات من أحاديث النبي صلى الله عليه و آله حتى منعت مجرد التحديث عنه ، وحرَّمت وقاومت تدوين سنته لأكثر من قرن !
وما أكثر الأحاديث التي كذبوها على رسول الله صلى الله عليه و آله وأشاعوها رغم تحذيراته المشددة من الكذب عليه !
وطبيعي أن تكون أحاديثه صلى الله عليه و آله في حق أهل بيته عليهم السلام في طليعة الأحاديث التي حرصوا على إخفائها ، فإن أفلت منها شئ عملوا على معالجته بتكذيبه ، أو بتحريفه ، أو بوضع حديث مضاد له ! فإن لم يستطيعوا إحباطه بذلك ، قدموا له تفسيرات تخدم السلطة !
لذلك إذا أردت أن تعرف أحاديث النبي صلى الله عليه و آله في الأئمة الإثني عشر فعليك أن تطلبها من مصادر أهل البيت عليهم السلام وشيعتهم ، فإنك لا تجد منها في مصادر غيرهم إلا نتفاً أفلتت وأجزاء من حديث كما قال عدد من علماء السنة في حديث جابر بن سمرة !
ومن الأعمال الحديثية المهمة لعلمائنا في هذا الموضوع ، كتاب ( كفاية الأثر ) الذي صنفه المحدث الخبير علي بن محمد بن علي الخزاز القمي الرازي من علماء القرن الثالث ، وقد شرح سبب تأليفه بتضييع المخالفين لأحاديث الأئمة الإثني عشر وأمثالها ، قال في مقدمته ص 7 : ( أما بعد : فإن الذي دعاني إلى جمع هذه الأخبار ، عن الصحابة والعترة الأخيار ، في النصوص على الأئمة الأبرار ، أني وجدت قوماً من ضعفاء الشيعة ومتوسطيهم في العلم متحيرين في ذلك ومتعجزين ، يشكون فرط اعتراض المشبهة عليهم وزمرات المعتزلة ، تلبيساً وتمويهاً عاضدتهم عليه ، حتى آل الأمر بهم إلى أن جحدوا أمر النصوص عليهم ، من جهة لا يقطع بمثلها العذر ، حتى أفرط بعضهم وزعم أن ليس لها من الصحابة أثر . . . فلما رأيت ذلك كذلك ، ألزمت نفسي الإستقصاء في هذا الباب موضحاً ما عندي من البينات ، ومبطلاً ما أورده المخالفون من الشبهات ، تحرياً لمرضاة الله وتقرباً إلى رسوله صلى الله عليه و آله والأئمة عليهم السلام من بعده .
وأبتدئ بذكر الروايات في النصوص عليهم من جهة أصحاب رسول الله صلى الله عليه و آله المعروفين مثل عبد الله بن العباس ، وعبد الله بن مسعود ، وأبي سعيد الخدري ، وأبي ذر الغفاري ، وسلمان الفارسي وجابر بن سمرة ، وجابر بن عبد الله ، وأنس بن مالك ، وأبي هريرة وعمر بن الخطاب ، وزيد بن ثابت ، وزيد بن أرقم ، وأبي أمامة ، وواثلة بن الأسقع ، وأبي أيوب الأنصاري ، وعمار بن ياسر ، وحذيفة بن أسيد ، وعمران بن الحصين ، وسعد بن مالك ، وحذيفة بن اليمان ، وأبي قتادة الأنصاري ، وعلي بن أبي طالب ، وابنيه الحسن والحسين عليهم السلام . ومن النساء : أم سلمة ، وعائشة ، وفاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه و آله . ثم أعقبه بذكر الأخبار التي وردت عن الأئمة صلوات الله عليهم ، مما يوافق حديث الصحابة في النصوص على الأئمة ، ونص كل واحد منهم على الذي من بعده ، ليعلموا إن أنصفوا ويدينوا به ، ولا يكونوا كما قال الله سبحانه : ﴿ ... فَمَا اخْتَلَفُوا إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمْ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ... ﴾ ، إذ مثل هذه الأخبار تزيل الشك والريب ، ويقطع بها العذر ، وإن الأمر أوكد مما ذهبوا إليه ) . انتهى .
ثم عقد قدس سره باباً لما روي عن كل واحد من هؤلاء الصحابة ، بسنده المتصل إليه عن رسول الله صلى الله عليه و آله ، فحفظ بذلك عدداً من النصوص التي ضاعت ، أو تشتتت أجزاء ونتفاً . ولا يتسع المجال لإيراد نماذج كثيرة من أحاديثه ، وكلها تكشف الحق وتحيي القلب ، فنذكر منها حديثاً واحداً من ص 180 ، بسنده عن سداد بن أوس عن أم سلمة ، قال سداد : ( لما كان يوم الجمل قلت : لا أكون مع علي ولا أكون عليه ، وتوقفت عن القتال إلى انتصاف النهار ، فلما كان قرب الليل ألقى الله في قلبي أن أقاتل مع علي ، فقاتلت معه حتى كان من أمره ما كان ، ثم إني أتيت المدينة فدخلت على أم سلمة ، قالت : من أين أقبلت ؟ قلت : من البصرة . قالت : مع أي الفريقين كنت ؟ قلت : يا أم المؤمنين إني توقفت عن القتال إلى انتصاف النهار ، وألقى الله عز وجل في قلبي أن أقاتل مع علي . قالت : نعم ما عملت ، لقد سمعت رسول الله صلى الله عليه و آله يقول : من حارب علياً فقد حاربني ومن حاربني فقد حارب الله! قلت : فترين أن الحق مع علي ؟ قالت : إي والله علي مع الحق والحق معه والله ما أنصف أمة محمد نبيهم صلى الله عليه و آله إذ قدموا من أخره الله عز وجل ورسوله وأخروا من قدمه الله تعالى ورسوله ! وأنهم صانوا حلائلهم في بيوتهم وأبرزوا حليلة رسول الله صلى الله عليه و آله إلى الفناء ! والله سمعت رسول الله صلى الله عليه و آله يقول : لأمتي فرقة وخلفة ، فجامعوها إذا اجتمعت وإذا افترقت فكونوا من النمط الأوسط ، ثم ارقبوا أهل بيتي فإن حاربوا فحاربوا وإن سالموا فسالموا وإن زالوا فزولوا معهم ، فإن الحق معهم حيث كانوا . قلت : فمن أهل بيته ؟قالت : أهل بيته الذين أمرنا بالتمسك بهم ؟ قالت : هم الأئمة بعده كما قال : عدد نقباء بني إسرائيل : علي وسبطاه ، وتسعة من صلب الحسين هم أهل بيته ، هم المطهرون والأئمة المعصومون . قلت : إنا لله هلك الناس إذاً ! قالت : كل حزب بما لديهم فرحون ) . انتهى .
وفي آخر عن ابن مسعود قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و آله يقول : الأئمة بعدي اثنا عشر ، تسعة من صلب الحسين والتاسع مهديهم ) .
وطبيعي أن تكون أحاديثه صلى الله عليه و آله في حق أهل بيته عليهم السلام في طليعة الأحاديث التي حرصوا على إخفائها ، فإن أفلت منها شئ عملوا على معالجته بتكذيبه ، أو بتحريفه ، أو بوضع حديث مضاد له ! فإن لم يستطيعوا إحباطه بذلك ، قدموا له تفسيرات تخدم السلطة !
لذلك إذا أردت أن تعرف أحاديث النبي صلى الله عليه و آله في الأئمة الإثني عشر فعليك أن تطلبها من مصادر أهل البيت عليهم السلام وشيعتهم ، فإنك لا تجد منها في مصادر غيرهم إلا نتفاً أفلتت وأجزاء من حديث كما قال عدد من علماء السنة في حديث جابر بن سمرة !
ومن الأعمال الحديثية المهمة لعلمائنا في هذا الموضوع ، كتاب ( كفاية الأثر ) الذي صنفه المحدث الخبير علي بن محمد بن علي الخزاز القمي الرازي من علماء القرن الثالث ، وقد شرح سبب تأليفه بتضييع المخالفين لأحاديث الأئمة الإثني عشر وأمثالها ، قال في مقدمته ص 7 : ( أما بعد : فإن الذي دعاني إلى جمع هذه الأخبار ، عن الصحابة والعترة الأخيار ، في النصوص على الأئمة الأبرار ، أني وجدت قوماً من ضعفاء الشيعة ومتوسطيهم في العلم متحيرين في ذلك ومتعجزين ، يشكون فرط اعتراض المشبهة عليهم وزمرات المعتزلة ، تلبيساً وتمويهاً عاضدتهم عليه ، حتى آل الأمر بهم إلى أن جحدوا أمر النصوص عليهم ، من جهة لا يقطع بمثلها العذر ، حتى أفرط بعضهم وزعم أن ليس لها من الصحابة أثر . . . فلما رأيت ذلك كذلك ، ألزمت نفسي الإستقصاء في هذا الباب موضحاً ما عندي من البينات ، ومبطلاً ما أورده المخالفون من الشبهات ، تحرياً لمرضاة الله وتقرباً إلى رسوله صلى الله عليه و آله والأئمة عليهم السلام من بعده .
وأبتدئ بذكر الروايات في النصوص عليهم من جهة أصحاب رسول الله صلى الله عليه و آله المعروفين مثل عبد الله بن العباس ، وعبد الله بن مسعود ، وأبي سعيد الخدري ، وأبي ذر الغفاري ، وسلمان الفارسي وجابر بن سمرة ، وجابر بن عبد الله ، وأنس بن مالك ، وأبي هريرة وعمر بن الخطاب ، وزيد بن ثابت ، وزيد بن أرقم ، وأبي أمامة ، وواثلة بن الأسقع ، وأبي أيوب الأنصاري ، وعمار بن ياسر ، وحذيفة بن أسيد ، وعمران بن الحصين ، وسعد بن مالك ، وحذيفة بن اليمان ، وأبي قتادة الأنصاري ، وعلي بن أبي طالب ، وابنيه الحسن والحسين عليهم السلام . ومن النساء : أم سلمة ، وعائشة ، وفاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه و آله . ثم أعقبه بذكر الأخبار التي وردت عن الأئمة صلوات الله عليهم ، مما يوافق حديث الصحابة في النصوص على الأئمة ، ونص كل واحد منهم على الذي من بعده ، ليعلموا إن أنصفوا ويدينوا به ، ولا يكونوا كما قال الله سبحانه : ﴿ ... فَمَا اخْتَلَفُوا إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمْ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ... ﴾ ، إذ مثل هذه الأخبار تزيل الشك والريب ، ويقطع بها العذر ، وإن الأمر أوكد مما ذهبوا إليه ) . انتهى .
ثم عقد قدس سره باباً لما روي عن كل واحد من هؤلاء الصحابة ، بسنده المتصل إليه عن رسول الله صلى الله عليه و آله ، فحفظ بذلك عدداً من النصوص التي ضاعت ، أو تشتتت أجزاء ونتفاً . ولا يتسع المجال لإيراد نماذج كثيرة من أحاديثه ، وكلها تكشف الحق وتحيي القلب ، فنذكر منها حديثاً واحداً من ص 180 ، بسنده عن سداد بن أوس عن أم سلمة ، قال سداد : ( لما كان يوم الجمل قلت : لا أكون مع علي ولا أكون عليه ، وتوقفت عن القتال إلى انتصاف النهار ، فلما كان قرب الليل ألقى الله في قلبي أن أقاتل مع علي ، فقاتلت معه حتى كان من أمره ما كان ، ثم إني أتيت المدينة فدخلت على أم سلمة ، قالت : من أين أقبلت ؟ قلت : من البصرة . قالت : مع أي الفريقين كنت ؟ قلت : يا أم المؤمنين إني توقفت عن القتال إلى انتصاف النهار ، وألقى الله عز وجل في قلبي أن أقاتل مع علي . قالت : نعم ما عملت ، لقد سمعت رسول الله صلى الله عليه و آله يقول : من حارب علياً فقد حاربني ومن حاربني فقد حارب الله! قلت : فترين أن الحق مع علي ؟ قالت : إي والله علي مع الحق والحق معه والله ما أنصف أمة محمد نبيهم صلى الله عليه و آله إذ قدموا من أخره الله عز وجل ورسوله وأخروا من قدمه الله تعالى ورسوله ! وأنهم صانوا حلائلهم في بيوتهم وأبرزوا حليلة رسول الله صلى الله عليه و آله إلى الفناء ! والله سمعت رسول الله صلى الله عليه و آله يقول : لأمتي فرقة وخلفة ، فجامعوها إذا اجتمعت وإذا افترقت فكونوا من النمط الأوسط ، ثم ارقبوا أهل بيتي فإن حاربوا فحاربوا وإن سالموا فسالموا وإن زالوا فزولوا معهم ، فإن الحق معهم حيث كانوا . قلت : فمن أهل بيته ؟قالت : أهل بيته الذين أمرنا بالتمسك بهم ؟ قالت : هم الأئمة بعده كما قال : عدد نقباء بني إسرائيل : علي وسبطاه ، وتسعة من صلب الحسين هم أهل بيته ، هم المطهرون والأئمة المعصومون . قلت : إنا لله هلك الناس إذاً ! قالت : كل حزب بما لديهم فرحون ) . انتهى .
وفي آخر عن ابن مسعود قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و آله يقول : الأئمة بعدي اثنا عشر ، تسعة من صلب الحسين والتاسع مهديهم ) .