وهو : احتمال المكاره من غير جزع ، او بتعريف آخر هو : قسر النفس على مقتضيات الشرع والعقل
فالانسان عرضة للمآسي والارزاء ، تنتابه قسراً واعتباطاً ، وهو لا يملك ازائها حولاً ولا قوة ، وخير ما يفعله الممتحن هو التذرع بالصبر ، فانه بلسم القلوب الجريحة ، وعزاء النفوس المعذبة .
ولولاه لانهار الانسان ، وغدا صريع الاحزان والآلام ،
اما الاستسلام للنوائب ، والصبر عليها مع القدرة على درئها وملافاتها فذلك حمق يستنكره الاسلام ، كالصبر على المرض وهو قادر على علاجه ، وعلى
التوقيع
اوامراً ونواهياً ، وهو دليل رجاحة العقل ، وسعة الافق ، وسمو الخلق ، وعظمة البطولة والجلد ، كما هو
معراج طاعة الله تعالى ورضوانه ، وسبب لظفر والنجاح ، والدرع الواقي من شماتة الاعداء والحساد .
وناهيك في شرف الصبر ، وجلالة الصابرين ، ان الله عز وجل ، اشاد بهما ، وباركهما في نيف وسبعين
موطناً من كتابه الكريم : بشر الصابرين بالرضا والحب ، فقال تعالى : «والله يحب الصابرين» .
ووعدهم بالتأييد : «واصبر ان الله يحب الصابرين» .
ومنحهم الثواب الجميل : « انما يوفى الصابرون اجرهم بغير حساب » .
واغدق عليهم الوان العناية واللطف : « ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ، ونقص من الاموال
والانفس والثمرات ، وبشر الصابرين ، الذين اذا اصابتهم مصيبة قالوا : انا لله وانا اليه راجعون ، اولئك
عليهم صلوات من ربهم ورحمة ، واولئك هم المهتدون» .
معراج طاعة الله تعالى ورضوانه ، وسبب لظفر والنجاح ، والدرع الواقي من شماتة الاعداء والحساد .
وناهيك في شرف الصبر ، وجلالة الصابرين ، ان الله عز وجل ، اشاد بهما ، وباركهما في نيف وسبعين
موطناً من كتابه الكريم : بشر الصابرين بالرضا والحب ، فقال تعالى : «والله يحب الصابرين» .
ووعدهم بالتأييد : «واصبر ان الله يحب الصابرين» .
ومنحهم الثواب الجميل : « انما يوفى الصابرون اجرهم بغير حساب » .
واغدق عليهم الوان العناية واللطف : « ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ، ونقص من الاموال
والانفس والثمرات ، وبشر الصابرين ، الذين اذا اصابتهم مصيبة قالوا : انا لله وانا اليه راجعون ، اولئك
عليهم صلوات من ربهم ورحمة ، واولئك هم المهتدون» .
وهكذا تواترت اخبار اهل البيت عليهم السلام في تمجيد الصبر والصابرين :
قال الصادق : «الصبر من الايمان بمنزلة الرأس من الجسد ،
فاذا ذهب الرأس ذهب الجسد ، وكذلك اذا ذهب الصبر ذهب الايمان» .
وقال الباقر (ع) : «الجنة محفوفة بالمكاره والصبر ، فمن صبر على المكاره في الدنيا دخل الجنة ،
وجهنم محفوفة باللذات والشهوات ، فمن اعطى نفسه لذتها وشهوتها دخل النار» .
وقال (ع) : «لما حضرت ابي الوفاة ضمني الى صدره
وقال : يا بني ، اصبر على الحق وان كان مراً ، توف اجرك بغير حساب» .
وقال الصادق (ع) : «من ابتلي من المؤمنين ببلاء فصبر عليه كان له اجر الف شهيد» .
ورب قائل يقول : كيف يعطى الصابر اجر الف شهيد ،
والشهداء هم ابطال الصبر على الجهاد والفداء ؟
فالمراد : ان الصابر يستحق اجر اولئك الشهداء ، وان كانت مكافأتهم
وثوابهم على الله تعالى اضعافاً مضاعفة عنه .
قال الصادق : «الصبر من الايمان بمنزلة الرأس من الجسد ،
فاذا ذهب الرأس ذهب الجسد ، وكذلك اذا ذهب الصبر ذهب الايمان» .
وقال الباقر (ع) : «الجنة محفوفة بالمكاره والصبر ، فمن صبر على المكاره في الدنيا دخل الجنة ،
وجهنم محفوفة باللذات والشهوات ، فمن اعطى نفسه لذتها وشهوتها دخل النار» .
وقال (ع) : «لما حضرت ابي الوفاة ضمني الى صدره
وقال : يا بني ، اصبر على الحق وان كان مراً ، توف اجرك بغير حساب» .
وقال الصادق (ع) : «من ابتلي من المؤمنين ببلاء فصبر عليه كان له اجر الف شهيد» .
ورب قائل يقول : كيف يعطى الصابر اجر الف شهيد ،
والشهداء هم ابطال الصبر على الجهاد والفداء ؟
فالمراد : ان الصابر يستحق اجر اولئك الشهداء ، وان كانت مكافأتهم
وثوابهم على الله تعالى اضعافاً مضاعفة عنه .
وقال أمير المؤمنين عليه السلام : «من لم ينجه الصبر ، اهلكه الجزع» .
فالانسان عرضة للمآسي والارزاء ، تنتابه قسراً واعتباطاً ، وهو لا يملك ازائها حولاً ولا قوة ، وخير ما يفعله الممتحن هو التذرع بالصبر ، فانه بلسم القلوب الجريحة ، وعزاء النفوس المعذبة .
ولولاه لانهار الانسان ، وغدا صريع الاحزان والآلام ،
من اجل ذلك حرضت الايات والاخبار على التحلي بالصبر والاعتصام به :
قال تعالى : «وبشر الصابرين الذين اذا اصابتهم مصيبة قالوا : انا لله وانا اليه راجعون ، اولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة واولئك هم المهتدون».
وقال أمير المؤمنين (ع) : «ان صبرت جرى عليك القدر وانت مأجور ،
وان جزعت جرى عليك القدر ، وانت مأزور» .
مما يجدر ذكره ان الصبر الجميل المحمود هو الصبر على النوائب التي لا يستطيع الانسان دفعها والتخلص منها ، كفقد عزيز ، او اغتصاب مال ، او اضطهاد عدو .
قال تعالى : «وبشر الصابرين الذين اذا اصابتهم مصيبة قالوا : انا لله وانا اليه راجعون ، اولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة واولئك هم المهتدون».
وقال أمير المؤمنين (ع) : «ان صبرت جرى عليك القدر وانت مأجور ،
وان جزعت جرى عليك القدر ، وانت مأزور» .
مما يجدر ذكره ان الصبر الجميل المحمود هو الصبر على النوائب التي لا يستطيع الانسان دفعها والتخلص منها ، كفقد عزيز ، او اغتصاب مال ، او اضطهاد عدو .
اما الاستسلام للنوائب ، والصبر عليها مع القدرة على درئها وملافاتها فذلك حمق يستنكره الاسلام ، كالصبر على المرض وهو قادر على علاجه ، وعلى
الفقر وهو يستطيع اكتساب الرزق ،
وعلى هضم الحقوق وهو قادر على استردادها وصيانتها .
ومن الواضح ان ما يجرد المرء من فضيلة الصبر ، ويخرجه عن التجلد ، هو الجزع المفرط المؤدي الى شق الجيوب ، ولطم الخدود ، والاسراف في الشكوى والتذمر
.
اما الآلام النفسية ، والتنفيس عنها بالبكاء ، او الشكاية من متاعب المرض وعنائه فانها من ضرورات العواطف الحية ، والمشاعر النبيلة ،
كما قال (ص) عند وفاة ابنه ابراهيم : (تدمع العين ، ويحزن القلب ، ولا نقول ما يسخط الرب) .
وقد حكت لنا الاثار طرفاً رائعاً ممتعاً من قصص الصابرين على النوائب ، مما يبعث على الاعجاب والاكبار ، وحسن التأسي بأولئك الافذاذ .
حكي ان كسرى سخط على بزرجمهر : فحبسه في بيت مظلم ، وامر ان يصفد بالحديد ، فبقي اياما على تلك الحال ، فأرسل اليه من يسأله عن حاله ، فاذا هو منشرح الصدر ، مطمئن النفس ،
فقالوا له : انت في هذه الحالة من الضيق ونراك ناعم البال .
فقال : اصطنعت ستة اخلاط وعجنتها واستعملتها ، فهي التي ابقتني على ما ترون .
قالوا : صف لنا هذه لعلنا ننتفع بها عند البلوى ، فقال : نعم .
اما الخلط الاول : فالثقة بالله عز وجل .
واما الثاني : فكل مقدر كائن .
واما الثالث : فالصبر خير ما استعمله الممتحن .
واما الرابع : فاذا لم اصبر فماذا اصنع ، ولا اعين على نفسي بالجزع .
واما الخامس : فقد يكون غيري اشد مما انا فيه .
واما السادس : فمن ساعة الى ساعة فرج .
فبلغ ما قاله كسرى فأطلقه واعزه» .
ومن الواضح ان ما يجرد المرء من فضيلة الصبر ، ويخرجه عن التجلد ، هو الجزع المفرط المؤدي الى شق الجيوب ، ولطم الخدود ، والاسراف في الشكوى والتذمر
.
اما الآلام النفسية ، والتنفيس عنها بالبكاء ، او الشكاية من متاعب المرض وعنائه فانها من ضرورات العواطف الحية ، والمشاعر النبيلة ،
كما قال (ص) عند وفاة ابنه ابراهيم : (تدمع العين ، ويحزن القلب ، ولا نقول ما يسخط الرب) .
وقد حكت لنا الاثار طرفاً رائعاً ممتعاً من قصص الصابرين على النوائب ، مما يبعث على الاعجاب والاكبار ، وحسن التأسي بأولئك الافذاذ .
حكي ان كسرى سخط على بزرجمهر : فحبسه في بيت مظلم ، وامر ان يصفد بالحديد ، فبقي اياما على تلك الحال ، فأرسل اليه من يسأله عن حاله ، فاذا هو منشرح الصدر ، مطمئن النفس ،
فقالوا له : انت في هذه الحالة من الضيق ونراك ناعم البال .
فقال : اصطنعت ستة اخلاط وعجنتها واستعملتها ، فهي التي ابقتني على ما ترون .
قالوا : صف لنا هذه لعلنا ننتفع بها عند البلوى ، فقال : نعم .
اما الخلط الاول : فالثقة بالله عز وجل .
واما الثاني : فكل مقدر كائن .
واما الثالث : فالصبر خير ما استعمله الممتحن .
واما الرابع : فاذا لم اصبر فماذا اصنع ، ولا اعين على نفسي بالجزع .
واما الخامس : فقد يكون غيري اشد مما انا فيه .
واما السادس : فمن ساعة الى ساعة فرج .
فبلغ ما قاله كسرى فأطلقه واعزه» .
التوقيع
تعليق