بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد واله الطيبين الطاهرين ، واللعنة الدائمة الابدية على أعدائهم أجمعين الى قيام يوم الدين .
أهداف الدين الاسلامي وقيمه النبيلة :
إن ديننا الإسلامي هو دين التسامح والمحبة والسلام . وهو عقيدة قوية تضم جميع الفضائل الاجتماعية والمحاسن الإنسانية ، والسلام مبدأ من المبادئ التي عمق الإسلام جذورها في نفوس المسلمين ، وأصبحت جزءاً من كيانهم ، وهو غاية الإسلام في الأرض.
الإسلام والسلام يجتمعان في توفير السكينة والطمأنينة ولا غرابة في أن كلمة الاسلام تجمع نفس حروف السلم والسلام ، وذلك يعكس تناسب المبدأ والمنهج والحكم والموضوع وقد جعل الله السلام تحية المسلم ، بحيث لا ينبغي أن يتكلم الإنسان المسلم مع آخر قبل أن يبدأ بكلمة السلام ، حيث قال رسولنا الكريم محمد (ص) : «السلام قبل الكلام» وسبب ذلك أن السلام أمان ولا كلام إلا بعد الأمان وهو اسم من أسماء الله الحسنى.
ومما لا شك فيه أن الرسول الاكرم (ص) جاء سلاماً ورحمةً للبشرية ولإنقاذها وإخراجها من الظلمات الى النور حتى يصل الناس جميعاً إلى أعلى مراتب الأخلاق الإنسانية في كل تعاملاتهم في الحياة.
ومن المعروف أن العالم بأسره وخاصة العرب قد شهد حروبا كثيرة في زمن نشأة الرسول وقبل بعثته ، فكانت القبائل العربية تتقاتل فيما بينها أو مع القبائل الأخرى بسبب أو بدون سبب ، وقد جاء الاسلام الحنيف ليخرج الناس من هذه الحياة السيئة والصعبة وينقلهم الى حيث الأمن والامان والسكينة ، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم حريصا على إبعاد الناس تماما عن الحروب وعن كل ما يؤدي إليها، وكان صلى الله عليه وسلم ايضاً يبحث دائما عن الطرق السلمية والهادئة للتعامل مع المخالفين له.
إقرار السلام لا يعني انتفاء الحرب تماماً ، بل إن الحرب وضعت في الشريعة لإقرار السلام وحمايته من المعتدين عليه ، وقد أمر الله سبحانه وتعالى المسلمين المؤمنين بأن يقاتلوا في سبيله ، والله هو السلام ، وأمرهم بأن يقاتلوا المعتدين وينصروا المعتدى عليهم الآمنين المسالمين.
إن السلام بمفهومه السلمي هو أمنية ورغبة أكيدة يتمناها كل إنسان يعيش على هذه الارض ، فالسلام يشمل أمور المسلمين في جميع مناحي الحياة ويشمل الأفراد والمجتمعات والشعوب والقبائل ، فإن وجد السلام انتفت الحروب والضغائن بين الناس ، وعمت الراحة والطمأنينة والحريّة والمحبة والمودة بين الشعوب.
وفي القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة عدة قواعد وأحكام ينبني عليها مفهوم السلام ، مما يشكل للمسلمين قانوناً دولياً يسيرون عليه ، وهذه القوانين والشروط الواجب توفرها حتى يتحقق السلام تظهر في المساواة بين الشعوب بعضها البعض، فالإسلام يُقرِّر أنَّ الناسَ، بغض النظر عن اختلاف معتقداتهم وألوانهم وألسنتهم ينتمون إلى أصلٍ واحدٍ، فهم إخوة في الإنسانية، ومنه قول النبيِّ صلى الله عليه وسلم: «كُلُّكم لآدمَ، وآدم من ترابٍ، لا فضلَ لعربيٍّ على أَعْجَمِيٍّ إلا بالتقوى».
كما أن الوفاء بالعهود، ومنع العدوان، وإيثار السلم على الحرب الا للضرورة وإقامة العدل والانصاف ، ودفع الظلم ، من القواعد الأساسية لتحقيق السلام بين الشعوب والمجتمعات ، فلا يعتدي أحدٌ على حق أحدٍ ، ولا يظلم أحدٌ أحدًا ، فالإسلام يسعى دائما الى استقرار الأمة الاسلامية ، كما يستعى الى استقرار علاقات المسلمين بالأمم الاخرى.
إن أثر الإسلام في تحقيق السلام العالمي يتجلى في تعزيز التعايش السلمي وإشاعة التراحم بين الناس ونبذ العنف والتطرف بكل صوره ومظاهره ، وكذلك في نشر ثقافة الحوار الهادف بين أتباع الأديان والثقافات لمواجهة المشكلات وتحقيق السلام بين مكونات المجتمعات الإنسانية وتعزيز جهود المؤسسات الدينية والثقافية في ذلك.
إن للسلام العالمي شأناً عظيماً في الاسلام، فما كان أمراً شخصياً ولا هدفاً قومياً او وطنياً بل كان عالميا وشموليا، فالسلام هو الأصل الذي يجب أن يسود العلاقات بين الناس جميعاً، فالمولى عز وجل عندما خلق البشر لم يخلقهم ليتعادوا أو يتناحروا ويستعبد بعضهم بعضاً، وإنما خلقهم ليتعارفوا ويتآلفوا ويعين بعضهم بعضا، فالإسلام يدعو الى استقرار المسلمين واستقرار غيرهم ممن يعيشون على هذه الارض، ويكشف لنا التاريخ أن جميع الحضارات كانت تواقة من أجل تحقيق السلام العالمي.
السلام ضرورة حضارية طرحها الإسلام منذ قرون عديدة من الزمن باعتباره ضرورة لكل مناحي الحياة البشرية ابتداء من الفرد وانتهاءً بالعالم أجمع فبه يتأسس ويتطور المجتمع.
وقد حان الوقت لنقف على عتبات المجتمع الدولي ونقود أجيالنا إلى لغة الحوار ونصرخ بصوت عال لا للحروب لا للإرهاب لا للقتل لا للدمار ولا للعنف.
والان وبعدما اتضحت أهداف الاسلام السامية أعلاه . نأتي الى الالحاد ونقول :
هل حقق الالحاد الاهداف التي تخدم الفرد والمجتمع وبالتالي تخدم الانسانية جمعاء أكثرمما قدم الاسلام ذلك !!! أم ان المحقق لهذه الاهداف هو الاسلام فقط دون الالحاد ؟؟؟
ولكي نكون منصفين في الجواب ننقل الكلام الذي خرج من فم فريدريك نيتشه الذي هو من الشخصيات البارزة في الفكر الالحادي :
قال فريدريك نيتشه الذي هو من الشخصيات البارزة في الفكر الالحادي :
(تخلص من الضمير ومن الشفقة والرحمة . تلك المشاعر التي تطغى على حياة الإنسان الباطنية اقهر الضعفاء واصعد فوق جثثهم ) . ( نيتشه / في كتابه هكذا تكلم زرادشت ) وفي كتاب (الإسلام بين الشرق والغرب / ص 21) .
ويأتي الان الملاحدة ويقولون ان بعض أحكام الإسلام تخالف الإنسانية ؟؟؟ كم هم تافهين وساذجين ومغفلين ألم يلاحظوا قول نيتشه المتقدم الذي يعتبر عندهم قمة العقل الفلسفي الملحد بالقرن العشرين .
قبل أن تتهجموا على الفكر الاسلامي أنظروا تعاليم الاسلام السامية وأهدافه النبيلة التي تخدم الانسانية جمعاء ، وانظروا هل الفكر الالحادي أنصف الانسانية ؟؟؟ أم ظلم الانسانية ؟؟؟
الجواب واضح من قولهم المتقدم أعلاه !!!
تعليق