إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

"" إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلًا ""

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • "" إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلًا ""

    "" إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلًا ""
    "" تَذْكِرَةٌ ربَّانيَّةٌ روحانيّةٌ قيِّمَةٌ جِدّا "" ذَكَّرَ بها سماحةُ سيّدنا الأستاذ الفاضل مُحَمّد باقر السيستاني، دامت إفاضاته المُبارَكة ، بمناسبة ذكرى وفاة السيّدة الجليلة زينب بنت أمير المؤمنين ، عليها السلام ، والنصف من رجب الأصَبّ وفضيلة الشهور- شهر رجب وشهر شعبان وشهر رمضان .
    " عظّم اللهُ أُجوركم وأُجورنَا بمصابنا بالسيّدة الحوراء زينب ، صلوات اللهِ عليها ،"
    :1:- إنَّ هذا الشهر الشريف ، شهر رجب من الشهور التي خصّها الله سبحانه وتعالى بمزيدٍ من الفضيلة ، فاتحاً فيه - في هذا الشهر أبواب الرحمة والاستجابة والعناية لِمن كان طالباً لها ، وذلك فيما اقتضت حكمته سبحانه وتعالى ،
    من التفاضل بين الشهور والأيّام والساعات في السنة ليكون ذلك حافزاً للإنسان ، وعاملاً تربويّاً على مزيدٍ من الاهتمام والعناية .

    :2:- ولو استوت الأيّام كلّها في الفضيلة لضعفت النيّة ووهنت الإرادة عن أن يُحافظ الإنسان في جميعها على مستوىٍ واحدٍ ، ومن ثَمَّ ربما يختار المستوى الأدنى في التعامل ، ولو اختار المستوى الأعلى في جميع الأوقات ربّما كان ذلك خارجاً عن طاقته ولزم من ذلك محاذير أُشيرَ إليها في الأحاديث ، في باب الرفق بالنفس في العبادة .

    :3:- ومن ثَمّ فاضلَ اللهُ سبحانه وتعالى بين الأوقات ليكون هناك أوقات متميّزة في الرعاية والاهتمام ، ويسعى الإنسان إلى التزوّد في تلك الأوقات بالنفحات التي خُصَّ بها .

    :4: - ومن هذا المنطلق كان الحال في شهور السنة ، فشهور السنة أيضاً فاضلَ اللهُ سبحانه وتعالى بينها ، كما فاضل بين الشهور - هذه الشهور في الطبيعة ، وكانت الطبيعة مختلفة على العموم ، إلى الشتاء والصيف والربيع والخريف ، كذلك كانت الشهور أيضاً مختلفة في الجانب المعنوي والملكوتي والربّاني .

    :5:- فكانت هذه الشهور الثلاثة الشريفة - شهر رجب وشهر شعبان وشهر رمضان - هي بمثابة ربيع السنة المعنوي ، الذي يستطيع الإنسان فيه أن يهتمّ بنفسه ، ويشعر بالنسمات والنفحات الإلهيّة ، التي تُفتَحُ لمن اعتنى بهذه الشهور ، وسعى إلى التزوّد من الفرص المتاحة فيها.

    :6: - اهتمام الإنسان عموماً في هذه الأشهر في هذه الحياة عموماً ينبغي أن يكون بمزيد استحضار الله سبحانه وتعالى ، والدار الآخرة ، واستحضار القدوات الماثلة أمامه ، من الأنبياء والأولياء.

    :7:- إنَّنَا مهما حاولنا أن نفي بما ينبغي أن نكون عليه تجاه الله سبحانه وتعالى ،من الشعور بالمحبة أو الخوف والمهابة أو الرغبة في ثوابه ، في عنايته ، في ولايته فإنّنَا لا نبلغ ما ينبغي أن نكون عليه ، ممّا سوف نجده بأنفسنا بعد الحرمان ،
    من فرصة هذه الحياة ، حيث تُختَم الكتب ، وتُغلَق ليتلقّى كلّ إنسانٍ ما عمله في هذه الحياة.

    :8:- إذا تأمّلنا أحوالنا بعد الممات وأحوال إخواننا الذين سبقونا إلى لقاء اللهِ بعد الممات ، سواء في عوالم البرزخ
    أم في عوالم القيامة ، فإنّنا لا نشك في أنّنا سوف نمرُّ على شريط حياتنا وممارستنا في هذه الحياة بشيءٍ من التعجّب والحسرة ، ونستحضر من الجدِّ والقيمة لهذه الحياة ما لم نكن نستحضره في حال وجودنا فيها ، وكذلك الحال فيما يتعلّق بالدار الآخرة .
    :9:- والدار الآخرة تعني أنَّ لكّل إنسانٍ من عمله في هذه الحياة جزاء يناسبه، فإن أتى بخيرٍ لقيّ خيراً خالدا ،
    وإن أتى بشرٍّ عانى من شرٍّ ، وإن أهمل وجدَ فراغاً وفقدانا ، ولكّل من الخير والشرِّ والإهمال مراتب ، فهناك
    من يكون عمله بدرجة من الإخلاص والوضوح والورع واليقين والبصيرة ، بحيث تكون قيمته عند الله سبحانه وتعالى سبعة مئة ضعفا ، أو يزيد على ذلك ، وهناك من يكون الخير الذي عمله في أدنى النصاب اللازم لكونه خيراً.

    :10:- فالناس متفاوتون ، والكلُّ في هذه الحياة زارع ، يزرع أعماله ليجدها غداً ، فهذه في الحقيقة الصورة الحقيقية للحياة وعلاقتها بالله سبحانه وتعالى ،والدار الآخرة ، وقد جعل الله سبحانه وتعالى ، وفق ما عَلِمَ من تأثّر الإنسان
    ببني نوعه وجريه على سنّة الاقتداء والاحتذاء والتنافس ، خصّ عباداً من هؤلاءِ الناس بالتوفيق ليكون قدوةً وأسوةً للآخرين ، فكانوا هم العباد الصالحين من الأنبياء والأوصياء وغيره.

    :11:- إذن علينا أيُّها الإخوة بخصوص هذه الأشهر الشريفة أن نسعى إلى أن نصل بأنفسنا إلى الدرجة ، التي يكون الهاجس المالك لنفوسنا ولقلوبنا هو الله والدار الآخرة ، وتكون جميع الهواجس الأخرى في حياتنا ، رغم ممارستنا لمقتضياتها أشبه بالعاريّة ، نتعلّق بالآباء والأمّهات والأصدقاء والأزواج والأولاد ، ولكّننا نعلم في عمق نفوسنا أنّنا مفارقون للجميع ، وأنَّ الجميع أشبه بالوديعة لدى الإنسان ، وأنَّ الذي يُرافقه الإنسان فهو رفيق دربه ، لا يُفارقه هو الله سبحانه وتعالى.

    :12:- وإنَّ الإنسان فيما بعد هذه الحياة إنّما يسير فرداً ، يكون أنيسه عمله ، الذي عمله ، فهو يُفارق الأهلين والأصدقاء والمجتمع ، ويغادرهم إلى ما عمل به , هذه هي طبيعة الحياة ، التي أوجدها سبحانه وتعالى عليها.

    :13: إذن علينا أن نسعى أيُّها الإخوة إلى تأصيل هذه الجهة ، واقعاً تكون أحوالنا ، همومنا كالمسافرين في هذه الحياة ،حقًا قال الله سبحانه وتعالى ، وهو قول لا يأتيه الباطل من بين يديه ، ولا من خلفه في شأن الدنيا أنَّها:
    ((وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَزِينَةٌ ..... إلى أن قال: وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ))
    :14:- فعلينا أن نُخلّص أنفسنا من هذا الاغترار تخليصاً يوجب انصراف أنفسنا إلى الله سبحانه وتعالى ، والدار الآخرة ، يوجب قدرتنا على محاسبة نفوسنا ، على محاسبة معايبنا ، على تزكية نفوسنا ،على تخليص نفوسنا من الخصال الرذيلة وتحليتها بالفضائل ، فما نحتاجه من هذا الوعي والأفق شيئاً كثيراً ،.

    :15:- إنَّ الصالحين في هذه الحياة عاشوا عيشةً تعلّقت قلوبهم فيها بالله سبحانه وتعالى والدار الآخرة ، وهم يسعون
    في هذه الحياة بشكل دائب في تزكية نفوسهم ، يُقلّبون أحوالهم ، خطراتهم ، يُحاسبون أنفسهم على خطرات الحسد ، خطرات التنافس في هذه الدنيا ، الخطرات التي تنظر إلى هذه الدنيا كأنَّها الغاية ، ويسعون إلى أن يشعروا فعلاً
    أنَّهم سائرون إلى اللهِ كالراكب في المراكب المتحرّكة ، كيف يشعر أنّه يصل إلى الهدف ، دقّات الساعة في آذانهم هي إنذار بقربهم من الغاية ، ومن لقاء الله سبحانه وتعالى ، حين تحين لحظة الحقيقة ويتّضح فيها مستوى البصيرة ،
    ويلقى كلُّ إنسانٍ ما عمله .
    نسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعلنا من المُتّعظين بوعظه ووعظ أوليائه بحقِّ مُحمّدٍ وآله الطّاهرين.
    ______________________________________________

    الأحد - الرابع عشر من رجب الحَرام - 1439هجري.
    ______________________________________________

    : تدوين و تقرير – مُرْتَضَى عَلِي الحِلّي – النَجَفُ الأشْرَفُ –

    - كَتَبْنَا بقَصدِ القُربَةِ للهِ تعالى , رَاجينَ القَبولَ والنَفعَ العَامَ , ونسألَكم الدُعاءَ-
    ______________________________________________
    التعديل الأخير تم بواسطة مرتضى علي الحلي 12; الساعة 02-04-2018, 09:38 AM.
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X