اللهم صل على محمد وآل محمد
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي حَدِيثٍ طَوِيلٍ فِي وَفَاةِ النَّبِيِّ (صلى الله عليه و آله)، وَ مَا قَالَهُ لِأَصْحَابِهِ فِي مَرَضِهِ ـ إِلَى أَنْ قَالَ ـ ثُمَّ قَالَ (صلى الله عليه و آله):
" إِنَّ رَبِّي عَزَّ وَ جَلَّ حَكَمَ وَ أَقْسَمَ أَنْ لَا يَجُوزَهُ ظُلْمُ ظَالِمٍ، فَنَاشَدْتُكُمْ بِاللَّهِ أَيُّ رَجُلٍ مِنْكُمْ كَانَتْ لَهُ قِبَلَ مُحَمَّدٍ مَظْلِمَةٌ إِلَّا قَامَ فَلْيَقْتَصَّ مِنْهُ، فَالْقِصَاصُ فِي دَارِ الدُّنْيَا أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ الْقِصَاصِ فِي دَارِ الْآخِرَةِ عَلَى رُءُوسِ الْمَلَائِكَةِ وَ الْأَنْبِيَاءِ ".
" إِنَّ رَبِّي عَزَّ وَ جَلَّ حَكَمَ وَ أَقْسَمَ أَنْ لَا يَجُوزَهُ ظُلْمُ ظَالِمٍ، فَنَاشَدْتُكُمْ بِاللَّهِ أَيُّ رَجُلٍ مِنْكُمْ كَانَتْ لَهُ قِبَلَ مُحَمَّدٍ مَظْلِمَةٌ إِلَّا قَامَ فَلْيَقْتَصَّ مِنْهُ، فَالْقِصَاصُ فِي دَارِ الدُّنْيَا أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ الْقِصَاصِ فِي دَارِ الْآخِرَةِ عَلَى رُءُوسِ الْمَلَائِكَةِ وَ الْأَنْبِيَاءِ ".
فَقَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ مِنْ أَقْصَى الْقَوْمِ يُقَالُ لَهُ سَوَادَةُ بْنُ قَيْسٍ.
فَقَالَ لَهُ: فِدَاكَ أَبِي وَ أُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّكَ لَمَّا أَقْبَلْتَ مِنَ الطَّائِفِ اسْتَقْبَلْتُكَ وَ أَنْتَ عَلَى نَاقَتِكَ الْعَضْبَاءِ، وَ بِيَدِكَ الْقَضِيبُ الْمَمْشُوقُ (اسم قضيب كان للنبي (صلى الله عليه و آله))، فَرَفَعْتَ الْقَضِيبَ وَ أَنْتَ تُرِيدُ الرَّاحِلَةَ فَأَصَابَ بَطْنِي، فَلَا أَدْرِي عَمْداً أَوْ خَطَأً؟
فَقَالَ (صلى الله عليه و آله):
" مَعَاذَ اللَّهِ أَنْ أَكُونَ تَعَمَّدْتُ ".
" مَعَاذَ اللَّهِ أَنْ أَكُونَ تَعَمَّدْتُ ".
ثُمَّ قَالَ:
" يَا بِلَالُ، قُمْ إِلَى مَنْزِلِ فَاطِمَةَ، فَائْتِنِي بِالْقَضِيبِ الْمَمْشُوقِ ".
" يَا بِلَالُ، قُمْ إِلَى مَنْزِلِ فَاطِمَةَ، فَائْتِنِي بِالْقَضِيبِ الْمَمْشُوقِ ".
فَخَرَجَ بِلَالٌ وَ هُوَ يُنَادِي فِي سِكَكِ الْمَدِينَةِ: مَعَاشِرَ النَّاسِ مَنْ ذَا الَّذِي يُعْطِي الْقِصَاصَ مِنْ نَفْسِهِ قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، فَهَذَا مُحَمَّدٌ (صلى الله عليه و آله) يُعْطِي الْقِصَاصَ مِنْ نَفْسِهِ قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ ـ وَ سَاقَ الْحَدِيثَ إِلَى أَنْ قَالَ ـ.
ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صلى الله عليه و آله):
" أَيْنَ الشَّيْخُ "؟
" أَيْنَ الشَّيْخُ "؟
فَقَالَ الشَّيْخُ: هَا أَنَا ذَا يَا رَسُولَ اللَّهِ، بِأَبِي أَنْتَ وَ أُمِّي.
فَقَالَ:
" تَعَالَ فَاقْتَصَّ مِنِّي حَتَّى تَرْضَى ".
" تَعَالَ فَاقْتَصَّ مِنِّي حَتَّى تَرْضَى ".
فَقَالَ الشَّيْخُ: " فَاكْشِفْ لِي عَنْ بَطْنِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ.
فَكَشَفَ (صلى الله عليه و آله) عَنْ بَطْنِهِ.
فَقَالَ الشَّيْخُ: بِأَبِي أَنْتَ وَ أُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَ تَأْذَنُ لِي أَنْ أَضَعَ فَمِي عَلَى بَطْنِكَ؟!
فَأَذِنَ لَهُ.
فَقَالَ: أَعُوذُ بِمَوْضِعِ الْقِصَاصِ مِنْ بَطْنِ رَسُولِ اللَّهِ (صلى الله عليه و آله) مِنَ النَّارِ يَوْمَ النَّارِ.
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صلى الله عليه و آله):
" يَا سَوَادَةُ بْنُ قَيْسٍ، أَ تَعْفُو، أَمْ تَقْتَصُّ؟
" يَا سَوَادَةُ بْنُ قَيْسٍ، أَ تَعْفُو، أَمْ تَقْتَصُّ؟
فَقَالَ: بَلْ أَعْفُو يَا رَسُولَ اللَّهِ.
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صلى الله عليه و آله):
" اللَّهُمَّ اعْفُ عَنْ سَوَادَةَ بْنِ قَيْسٍ كَمَا عَفَا عَنْ نَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ... ".
" اللَّهُمَّ اعْفُ عَنْ سَوَادَةَ بْنِ قَيْسٍ كَمَا عَفَا عَنْ نَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ... ".
----------------------------
مستدرك وسائل الشيعة: 18 / 287، للشيخ المحدث النوري.
تعليق