===========================
بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين واللعنة الدائمة الابدية على أعدائهم أجمعين الى قيام يوم الدين .
أقدم أجمل التهاني والتبريكات الى مقام حضرة سيدي ومولاي بقية الله الاعظم في السموات والارضين الامام الحجة ابن الحسن المهدي المنتظر (عليه السلام) والى العلماء ومراجع الدين العظام والى شيعة أمير المؤمنين (عليه السلام) والى العالم الاسلامي بمناسبة يوم المبعث النبوي الشريف في الـ 27 من رجب الاصب .
ان عدم تمييز بعض الاخوة والاخوات من المؤمنين والمؤمنات بين (ذكرى المبعث النبوي الشريف) و(ذكرى الإسراء والمعراج) أوقع الكثيرين من جيلنا المعاصر في الخلط بين هذين الحدَثَين الإلهيَّين بحيث يعتبرونهما حدثا واحدا لافارق بينهما .
فكان لزاما علينا أن نبيِّنُ الفرق بينهما لكي يعرف الاخوة والاخوات من المؤمنين والمؤمنات الفرق بينهما في الزمان والغاية والهدف .
1- التعريف بيوم المبعث النبوي الشريف :
هو اليوم الذي بعث الله فيه محمد بن عبد الله (صلَّى اللهُ عليه وآله) ونصبه رسولا على الناس ، قال تعالى : { هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ } . سورة الجمعة / آية 2 .
== تاريخ يوم المبعث النبوي الشريف :
س / متى بعث النبي محمدا (صلى الله عليه واله وسلم ) نبيا ورسولا ... ؟؟؟
ج / بُعث النبي المصطفى محمد صلى الله عليه و آله بالنبوة في يوم الاثنين السابع و العشرين من شهر رجب قبل الهجرة النبوية المباركة بثلاثة عشر عاما ، و بعد عام الفيل بأربعين عاماً ، و بعد الميلاد بـ 610 سنة .
و اقترنت بعثته المباركة بنزول الوحي عليه و هو الملك المقرب جبرائيل (عليه السلام ) يبشره بأن الله قد إختاره نبياً رسولا ، كما و اقترنت بعثته المباركة بنزول آيات من القرآن الكريم عليه.
أما الآيات التي أنزلها جبرائيل عليه السلام على قلب نبينا المصطفى صلى الله عليه و آله فهي الآيات الخمس الأولى من سورة العلق ، أي : ﴿ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ ﴾ . سورة العلق .
و يُسمى هذا اليوم المبارك بيوم المبعث ، و هو يوم شريف و مبارك و من الأعياد العظيمة ، و ينبغي للمسلمين جميعاً تعظيم هذا اليوم والاعتزاز به.
وكان المبعث المبارك في يوم السابع والعشرين من شهر رجب الاصب قبل الهجرة بثلاث عشرة سنة ؛ وله فضلٌ عظيمٌ عند الله سبحانه ، وقد وردت في فضلهِ وثوابِ بعض الأعمال فيه عدةُ روايات ، فليُراجع فيها كتاب مفاتيح الجنان / فصل : أعمال شهر رجب.
2- التعريف بيوم الإسراء والمعراج :
المراد بالإسراء والمعراج يومَ { سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ } سورة الاسراء/ الاية 1 . وأراه من آيته الكبرى .
== تاريخ يوم الاسراء والمعراج :
كان يوم الاسراء والمعراج في شهر رمضان المبارك على التحقيق ، بعد المبعث النبويِّ ببضع سنوات .
== تنبيه ... تنبيه ... تنبيه ... ==
المعراج المشهور هو معراج العجائب والآيات ، والذي كان ليلة الاسراء .
وإلا فان عروج النبي (صلَّى اللهُ عليهِ وآلِه) لم ينحصر بيوم واحد ، بل حصل ذلك مرات عديدة ، ولعل الاختلاف في تاريخ الاسراء والمعراج اشارة الى هذا الامر ، والدليل على ذلك ما ورد في بعض الروايات عن إمامنا الصادق (عليه السلام) أنه قال : "عُرِج بالنبي (صلى الله عليه وآله) إلى السماء مائة وعشرين مرة ، ما من مرّة إلا وقد أوصى الله عز وجل فيها النبيَّ (صلى الله عليه وآله) بالولاية لعلي والأئمة (عليهم السلام) أكثر مما أوصاه بالفرائض". المصدر: بصائر الدرجات / محمد بن الحسن الصفار / ص 99/ تصحيح وتعليق وتقديم : الحاج ميرزا حسن كوچه باغي / منشورات الأعلمي – طهران ، 1404-- وفي علل الشرائع / ص١٤٩.
ملاحظة : ان القول بأن يوم المبعث النبوي المبارك هو نفس يوم الاسراء والمعراج من تراث بعض المخالفين من السنة حيث جعلوا الاسراء والمعراج في ليلة الـ ٢٧ من شهر رجب الاصب !!! علما أن هذه المسألة خلافية بينهم فيكفي في الرد على هؤلاء هو الاتيان بأقوال وأدلة علماء أهل السنة والجماعة الاخرين لان هذه المسألة فيها خلاف عندهم من ناحية الزمان والتأريخ كما ذكرنا .