بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين واللعنة الدائمة الابدية على أعدائهم أجمعين الى قيام يوم الدين .
عظم الله أجورنا وأجوركم وأجرالامام الحجة ابن الحسن (عليه السلام) في ذكرى وفاة سفيره الثالث الحسين بن روح النوبختي (رضوان الله عليه) في مثل هذا اليوم الثاني عشر من شهر شعبان في سنة 326هـ .
=== اسمه وكنيته ونسبه (1) :
أبو القاسم ، الحسين بن روح بن أبي بحر النوبختي .
=== ولادته :
لم تُحدّد لنا المصادر تاريخ ولادته ومكانها، إلّا أنّه من أعلام القرن الرابع الهجري.
=== صحبته :
?ان(رضي الله عنه) من أصحاب الإمامين العسكري والمهدي المنتظر(عليهما السلام).
=== من أقوال العلماء فيه :
1- قال السيّد الخوئي(قدس سره): «هو أحد السفراء والنوّاب الخاصّة للإمام الثاني عشر(عجّل الله تعالى فرجه)، وشهرة جلالته وعظمته أغنتنا عن الإطالة في شأنه»(2).
2- قال الشيخ النمازي الشاهرودي(قدس سره): «شيخ جليل، وثقة أمين نبيل، عظيم القدر والمنزلة، وهو أجلّ من أن يصفه مثلي»(3).
3- قال الشيخ محيي الدين المامقاني(قدس سره): «إنّ المترجم قدّس الله نفسه الزكية من الجلالة والشهرة ووكالته وقربه من الإمام الحجّة المنتظر عجّل الله فرجه الشريف بمرتبة تغنينا عن التعرّض لإثبات وثاقته، فهو رضوان الله تعالى عليه النائب الخاص للإمام الحجّة في غيبته الأُولى، وذلك دليل جلالته وقداسته ووثاقته، بل هو أجلّ من ذلك » (4) .
=== نيابته وسفارته :
عيّنه الإمام المهدي (عليه السلام) سفيراً ثالثاً له في عصر الغَيبة الصغرى ، بعد وفاة سفيره الثاني محمّد بن عثمان العَمري ، وكانت مدّة سفارته إحدى وعشرين سنة ، من جمادى الأُولى سنة 305 هـ إلى شعبان 326 هـ .
روى العلّامة المجلسي رحمه الله في البحار عن كتاب الغيبة للشيخ الطوسي انه روى عن جعفر بن أحمد قال : لما حضرت أبا جعفر محمد بن عثمان العمري الوفاة كنت جالساً عند رأسه أسائله وأحدثه وأبو القاسم بن روح عند رجليه ، فالتفت إلي ثم قال : أمرت أن أوصي إلى أبي القاسم بن روح ، قال : فقمت من عند رأسه وأخذت بيد أبي القاسم وأجلسته في مكاني وتحولت إلى عند رجليه .
البحار/ ج51 / ص354 / ح5 / باب 16عن كتاب الغيبة / ص226.
رواية معتبرة :
وفي الرواية المعتبرة ان أبا جعفر محمد بن عثمان العمري قدس الله روحه جمع وجوه الشيعة وشيوخها، فقال لهم: إن حدث علي حدث الموت فالأمر إلى أبي القاسم الحسين بن روح النوبختي، فقد أمرت أن أجعله في موضعي بعدي فارجعوا إليه وعولوا في أموركم عليه .
البحار/ ج 51/ ص355 ضمن الحديث السادس عن كتاب الغيبة / ص226.
رواية أُخرى :
وفي رواية معتبرة أخرى كما رويت في البحار ان جمع من وجوه الشيعة وكبارهم دخلوا على محمد بن عثمان، فقالوا له: إن حدث أمر فمن يكون مكانك؟ فقال لهم: هذا أبو القاسم الحسين بن روح بن أبي بحر النوبختي القائم مقامي والسفير بينكم وبين صاحب الأمر عليه السلام، والوكيل له والثقة الأمين، فارجعوا إليه في أموركم وعولوا عليه في مهماتكم، فبذلك أمرت وقد بلغت .
البحار/ ج51 / ص355 ضمن الحديث السادس عن كتاب الغيبة / ص226.
التوقيع المبارك :
وورد توقيع من الإمام الحجة عليه السلام للشيخ أبي القاسم الحسين بن روح ، كما ورد ذلك في البحار عن جمع من الأخبار والثقات وهو :
« نعرف عرفة الله الخير كله ورضوانه وأسعده بالتوفيق ، وقفنا على كتابه وهو ثقتنا بما هو عليه وانه عندنا بالمنزلة والمحل اللذين يسرانه ، زاد الله في إحسانه إليه انه ولي قدير، والحمد لله لا شريك له وصلى الله على رسوله محمد وآله وسلم تسليماً كثيراً » .
البحار/ ج51 / ص356 ضمن الحديث السادس عن كتاب الغيبة / ص227.
=== صلابة ايمانه :
كان(رضي الله عنه) قوي الإرادة ، شديد الصلابة في الحق ، يقول أبو سهل النوبختي : « لو كان الحجّة (عليه السلام) تحت ذيله وقرّض بالمقاريض ما كشف الذيل عنه » (5) .
=== اعتقاله وسجنه :
سجن(رضي الله عنه) من سنة 312 هـ - 317 هـ ، أيّام وزارة حامد بن العباس ، بعنوان أنّ الديوان الحكومي يطلبه مالاً جزيلاً.
=== روايته للحديث :
يعتبر من رواة الحديث في القرن الرابع الهجري ، فقد روى أحاديث عن الإمامين العسكري ، والمهدي المنتظر(عليهما السلام) .
=== وفاته (رضوان الله عليه) :
توفّي الشيخ النوبختي (رضوان الله عليه) في يوم 12 من شهر شعبان 326 هـ بالعاصمة بغداد وقد جُهّز، وشُيّع تشييعاً حافلاً، ودُفن في مثواه الأخير . ودفن بجانب الرصافة فيها ، وموضع قبره معروف خلف سوق الشورجة التجاريّ ببغداد على جانب شارع الجمهورية ، في زقاق غير نافذ . وذُكر في بعض مصادر المزارات أنّ قبر الحسين بن روح في دارٍ في سوق العطّارين في الجانب الشرقي ، في محلّ منخفض عن الدار مظلم ، والدار واقعة في الطريق الكائنة على يمين مَن يدخل في وسط سوق العطّارين من الجانب الشرقي ، وهذه الأطراف كانت سابقاً معروفةً بمحلّة النوبختيّة ، وبمرور الأزمنة خُرِّبت حتّى لم يَبقَ سوى الدار المذكورة التي فيها الحسين بن روح رضوان الله عليه . والناس ـ إلى يومنا هذا ـ يتبرّكون بزيارة قبره الزاكي .
______________________________
1- اُنظر: تنقيح المقال 22 /69 رقم 6099 .
2- معجم رجال الحديث 6 /257 رقم 3406 .
3- مستدركات علم رجال الحديث 3 /128 رقم 4349 .
4- تنقيح المقال 22 /75 رقم 6099 .
5- الغَيبة للطوسي : 391 ح 358.
تعليق