اللهم صل على محمد وآل محمد
الشبهة
الشبهة
طرح بعض الفلاسفة قول باطل و هو ان الله لا يمكن ان يعلم بالجزئيات كقيام زيد و جلوسه و غيرها مدعين اننا اذا قلنا انه تعالى علم بجلوس زيد و بعد ساعة قام زيد فإما ان يتغير علمه تعالى او نقول انه يجهل قيام زيد و كلاهما باطلان فلا بد ان نقول انه لا يعلم بالجزئيات تفصيلا و الا لزم احد اللازمين المتقدمين من الجهل و التغير.
#جواب الشبهة
ان الشبهة ناتجة من غفلة القائلين بها بان الله تعالى متعالي عن الزمان و المكان فقيام زيد و جلوسه -سواء افترقا بساعة ام ايّام ام سنين عندنا - كلها امور حاضرة عنده تعالى دفعة فهذه الجزئيات متجردة عن الزمان بالنسبة اليه تعالى فهو يعلم بها دفعة أزلا فلا تغير و لا جهل ، نعم يحصل تغير في المعلوم من الجلوس الى القيام - على نحو المثال - في المعلومات اما علمه تعالى فهو هو ثابت فلا مستقبل عنده و لا حاضر و لا ماضي كما انه لا يُحد بمكان فلا قريب و لا بعيد و لا متوسط في حضرته.
اضافة الى ان أصل شبهتهم قائمة على ان علمه تعالى حصوليا حيث يحصل التبدل بالصور المرتسمة في ذاته فيحصل التبدل و التغير بحضرته و قد أثبتنا ان علمه حضوريا فلا وجود للشبهة من الأصل.
كما ان قولهم هذا يلزم منه تغير قدرته بنفس البيان المتقدم للشبهة وهو باطل.
مما بيّنا يتضح الجواب عن الشبهة القائلة ان ادراك الجزئيات يحتاج الى آلة فان الحاجة للآلة في حصول العلم إنما يحتاجها من كان علمه حصوليا فيحتاج الآلة لرسم صورة عن الحقائق اما اذا كانت الحقائق بنفسها حاضرة عنده تعالى فلا حاجة للآلة.