السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ✨✨
اللهم صل على محمد وال محمد ✨✨
🌿🌿🍒🍒🍒🌿🌿
عن سدير الصيرفي قال: دخلت أنا والمفضل بن عمر, وأبو بصير, وأبان بن تغلب على مولانا أبي عبد الله الصادق (ع) فرأيناه جالساً على التراب وعليه مِسح خيبري مطوق بلا جيب, مقصر الكمين, وهو يبكي بكاء الواله الثكلى, ذات الكبد الحرى, قد نال الحزن من وجنتيه, وشاع التغيير في عارضيه, وأبلى الدموع محجريه وهو يقول: سيدي غيبتك نفت رقادي! وضيقت علي مهادي! وابتزت مني راحة فؤادي! سيدي غيبتك أوصلت مصابي بفجائع الأبد! وفقد الواحد بعد الواحد يفنى الجمع والعدد! فما أحس بدمعة ترقى من عيني, وأنين يفتر من صدري, عن دوارج الرزايا وسوالف البلايا إلا مثل بعيني عن غوابر أعظمها وأفظعها, وبواقي أشدها وأنكرها, ونوائب مخلوطة بغضبك, ونوازل معجونة بسخطك! قال سدير: فاستطارت عقولنا ولهاً, وتصدعت قلوبنا جزعاً من ذلك الخطب الهائل! والحادث الغائل! وظننا أنه سمت لمكروهة قارعة، أو حلت به من الدهر بائقة, فقلنا: لا أبكى الله يا ابن خير الورى عينيك من أية حادثة تستنزف دمعتك وتستمطر عبرتك؟ وأية حالة حتمت عليك هذا المأتم؟! قال: فزفر الصادق (ع) زفرة انتفخ منها جوفه, واشتد عنها خوفه, وقال: ويلكم! نظرت في كتاب الجفر صبيحة هذا اليوم وهو الكتاب المشتمل على علم المنايا والبلايا والرزايا وعلم ما كان وما يكون إلى يوم القيامة الذي خص الله به محمداً والائمة من بعده عليهم السلام, وتأملت منه مولد قائمنا وغيبته وإبطاءه وطول عمره وبلوى المؤمنين في ذلك الزمان, وتولد الشكوك في قلوبهم من طول غيبته وارتداد أكثرهم عن دينهم, وخلعهم ربقة الاسلام من أعناقهم التي قال الله تقدس ذكره: {وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه} يعني الولاية, فأخذتني الرقة, واستولت علي الأحزان.
*
كمال الدين ج 2 ص 352, الغيبة للطوسي ص 167, منتخب الأنوار ص 180, الوافي ج 2 ص 419, غاية المرام ج 4 *ص 120, البرهان ج 4 ص 92, بحار الأنوار ج 51 ص 219, رياض الأبرار ج 3 ص 60
*
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
اللهم صل على محمد وال محمد ✨✨
🌿🌿🍒🍒🍒🌿🌿
عن سدير الصيرفي قال: دخلت أنا والمفضل بن عمر, وأبو بصير, وأبان بن تغلب على مولانا أبي عبد الله الصادق (ع) فرأيناه جالساً على التراب وعليه مِسح خيبري مطوق بلا جيب, مقصر الكمين, وهو يبكي بكاء الواله الثكلى, ذات الكبد الحرى, قد نال الحزن من وجنتيه, وشاع التغيير في عارضيه, وأبلى الدموع محجريه وهو يقول: سيدي غيبتك نفت رقادي! وضيقت علي مهادي! وابتزت مني راحة فؤادي! سيدي غيبتك أوصلت مصابي بفجائع الأبد! وفقد الواحد بعد الواحد يفنى الجمع والعدد! فما أحس بدمعة ترقى من عيني, وأنين يفتر من صدري, عن دوارج الرزايا وسوالف البلايا إلا مثل بعيني عن غوابر أعظمها وأفظعها, وبواقي أشدها وأنكرها, ونوائب مخلوطة بغضبك, ونوازل معجونة بسخطك! قال سدير: فاستطارت عقولنا ولهاً, وتصدعت قلوبنا جزعاً من ذلك الخطب الهائل! والحادث الغائل! وظننا أنه سمت لمكروهة قارعة، أو حلت به من الدهر بائقة, فقلنا: لا أبكى الله يا ابن خير الورى عينيك من أية حادثة تستنزف دمعتك وتستمطر عبرتك؟ وأية حالة حتمت عليك هذا المأتم؟! قال: فزفر الصادق (ع) زفرة انتفخ منها جوفه, واشتد عنها خوفه, وقال: ويلكم! نظرت في كتاب الجفر صبيحة هذا اليوم وهو الكتاب المشتمل على علم المنايا والبلايا والرزايا وعلم ما كان وما يكون إلى يوم القيامة الذي خص الله به محمداً والائمة من بعده عليهم السلام, وتأملت منه مولد قائمنا وغيبته وإبطاءه وطول عمره وبلوى المؤمنين في ذلك الزمان, وتولد الشكوك في قلوبهم من طول غيبته وارتداد أكثرهم عن دينهم, وخلعهم ربقة الاسلام من أعناقهم التي قال الله تقدس ذكره: {وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه} يعني الولاية, فأخذتني الرقة, واستولت علي الأحزان.
*
كمال الدين ج 2 ص 352, الغيبة للطوسي ص 167, منتخب الأنوار ص 180, الوافي ج 2 ص 419, غاية المرام ج 4 *ص 120, البرهان ج 4 ص 92, بحار الأنوار ج 51 ص 219, رياض الأبرار ج 3 ص 60
*
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
تعليق