بسمه تعالى وله الحمد
وصلاته وسلامه على على رسوله الامين وآله الطيبين الطاهرين
(( سطور في مقام القرب الالهي ))
من المسائل المعنوية الخالصة والتي لا يحددها زمان أو مكان هي مسألة :
القرب أو البعد من الله سبحانه وتعالى فليست هي من متعلقات الزمان او المكان لأنّ الله سبحانه هو
خالق الزمان والمكان ، لا يقيّده شيءٌ منها على الإطلاق.
فالقرب على هذا الاساس هو الدُنوّ من مصدر الهداية والنور ، والتقرب من رحمة واهب الخير
والطمأنينة واليقين .
وبالتالي فإنَّه يعني ـ في الوقت نفسه ـ التباعد عن مصدر الظلمة وحبال الشك وأوحال العصيان
ومقام القرب لا يُنال إلاَّ برياضات نفسية وسلوكيات عملية ، فليس هو مجرد إدّعاء او
إنفعال عاطفي بعيد عن الواقع والتطبيق .
ويمكن لنا تلخيص الطرق المؤدية الى القرب من الله سبحانه وتعالى بما يلي :
1 . التفكّر والبرهان : مما لا شكَّ فيه إنّ مَن أراد أن يرتقي في درجات القرب من الله تعالى ، ويزكّي نفسه
وينال المقامات العالية عليه أن يتفكّر في البراهين التي أقيمت على وجود الله تعالى
فإنَّها من العوامل المساعدة للقرب من الله تعالى ، فإنَّ المتأمل المتجرد عن كل تبعيات يجد
أنّ كلّ ظواهر الكون ممكنة وفقيرة في وجودها لواجب الوجود ، الذي هو منتهى الكمال والغنيّ بالذات
قال تعالى : { يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ } سورة فاطر/ 15.
وما التفكر إلاّ بابٌ من الابواب المساعدة على الاندفاع والسير بإتجاه التكامل الحقيقي
قال تعالى : { الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ
رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ } سورة آل عمران/ 191.
2 . العبادة والعمل الصالح : إنّ العبادة توأم الإيمان والمعرفة ، والعبادة والأعمال الصالحة
تجعل الإيمان أكثر كمالاً ، وكلّما أصبح أكثر كمالاً كلّما دنا الانسان من مقام القرب أكثر
فالعمل الصالح يرتقي بالإيمان عالياً حتى ينال مقام القرب الإلهي.
يقول تعالى في كتابه الكريم : { إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ } سورة فاطر/ 10 .
3 . الرجوع للآيات القرآنية والروايات الشريفة والمداومة على الاذكار والادعية والاستأناس بها
فقد روي عن الرسول الاكرم (صلى الله عليه وآله)انَّ قال :
(( مَن قال سبحان الله غرس الله بها شجرة في الجنّة. فقال رجل من قريش:
يا رسول الله، إنّ شجرنا في الجنة لكثير
قال: نعم ، ولكن إيّاكم أن ترسلوا عليها نيراناً فتحرقوها ، وذلك أنّ الله عزّ وجلّ يقول :
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ } سورة محمّد/ 33 .
3 . التوبة والعودة الى ساحة النور الالهي ، يقول سبحانه وتعالى :
{ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ } البقرة/ 222 .
4 . ترك التعلق بالدنيا وعدم إتباع أهواء النفس الامارة بالسوء ، وعدم تلويث الفطرة برين الذنوب والمعاصي .
فقد ورد عن الامام الصادق (عليه السلام) :
(( إذا أذنب الرجل خرج من قلبه نكتة سوداء فإن تاب انمحت، وإن زاد زادت حتى تغلب على قلبه
فلا يفلح بعدها أبداً ))
وعن النبي الاكرم (صلى الله عليه وآله) انَّه قال :
(( أوّل ما عُصي الله تبارك وتعال بستّ خصال: حبُّ الدنيا، وحبُّ الرياسة، وحبُّ النساء
وحبُّ الطعام، وحبُّ النوم، وحبُّ الراحة ))
5 . ترك إتباع هوى النفس فإنَّ إتباع هوى النفس وميولها وشهواتها يؤدي الى ضياع الانسان وخسارته الى نفسه
فمَن يسعى ليلاً نهاراً لإرضاء غرائزه وشهواته لا يستطيع أن يحلّق نحو مقام القدس الإلهي.
قال تعال ى: { وَلا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّه } سورة ص/ 26 .
6 . قوة الارادة والسعي الجاد نحو ذلك المقام العالي وتلك المنزلة
قال تعالى : { وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا } سورة العنكبوت/ 69 .
نسأل الله تعالى أن يأخذ بأيدينا لما يُحب ويرضا ويوفقنا للقرب منه والالتذاذ بطاعته .
وصلاته وسلامه على على رسوله الامين وآله الطيبين الطاهرين
(( سطور في مقام القرب الالهي ))
من المسائل المعنوية الخالصة والتي لا يحددها زمان أو مكان هي مسألة :
القرب أو البعد من الله سبحانه وتعالى فليست هي من متعلقات الزمان او المكان لأنّ الله سبحانه هو
خالق الزمان والمكان ، لا يقيّده شيءٌ منها على الإطلاق.
فالقرب على هذا الاساس هو الدُنوّ من مصدر الهداية والنور ، والتقرب من رحمة واهب الخير
والطمأنينة واليقين .
وبالتالي فإنَّه يعني ـ في الوقت نفسه ـ التباعد عن مصدر الظلمة وحبال الشك وأوحال العصيان
ومقام القرب لا يُنال إلاَّ برياضات نفسية وسلوكيات عملية ، فليس هو مجرد إدّعاء او
إنفعال عاطفي بعيد عن الواقع والتطبيق .
ويمكن لنا تلخيص الطرق المؤدية الى القرب من الله سبحانه وتعالى بما يلي :
1 . التفكّر والبرهان : مما لا شكَّ فيه إنّ مَن أراد أن يرتقي في درجات القرب من الله تعالى ، ويزكّي نفسه
وينال المقامات العالية عليه أن يتفكّر في البراهين التي أقيمت على وجود الله تعالى
فإنَّها من العوامل المساعدة للقرب من الله تعالى ، فإنَّ المتأمل المتجرد عن كل تبعيات يجد
أنّ كلّ ظواهر الكون ممكنة وفقيرة في وجودها لواجب الوجود ، الذي هو منتهى الكمال والغنيّ بالذات
قال تعالى : { يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ } سورة فاطر/ 15.
وما التفكر إلاّ بابٌ من الابواب المساعدة على الاندفاع والسير بإتجاه التكامل الحقيقي
قال تعالى : { الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ
رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ } سورة آل عمران/ 191.
2 . العبادة والعمل الصالح : إنّ العبادة توأم الإيمان والمعرفة ، والعبادة والأعمال الصالحة
تجعل الإيمان أكثر كمالاً ، وكلّما أصبح أكثر كمالاً كلّما دنا الانسان من مقام القرب أكثر
فالعمل الصالح يرتقي بالإيمان عالياً حتى ينال مقام القرب الإلهي.
يقول تعالى في كتابه الكريم : { إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ } سورة فاطر/ 10 .
3 . الرجوع للآيات القرآنية والروايات الشريفة والمداومة على الاذكار والادعية والاستأناس بها
فقد روي عن الرسول الاكرم (صلى الله عليه وآله)انَّ قال :
(( مَن قال سبحان الله غرس الله بها شجرة في الجنّة. فقال رجل من قريش:
يا رسول الله، إنّ شجرنا في الجنة لكثير
قال: نعم ، ولكن إيّاكم أن ترسلوا عليها نيراناً فتحرقوها ، وذلك أنّ الله عزّ وجلّ يقول :
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ } سورة محمّد/ 33 .
3 . التوبة والعودة الى ساحة النور الالهي ، يقول سبحانه وتعالى :
{ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ } البقرة/ 222 .
4 . ترك التعلق بالدنيا وعدم إتباع أهواء النفس الامارة بالسوء ، وعدم تلويث الفطرة برين الذنوب والمعاصي .
فقد ورد عن الامام الصادق (عليه السلام) :
(( إذا أذنب الرجل خرج من قلبه نكتة سوداء فإن تاب انمحت، وإن زاد زادت حتى تغلب على قلبه
فلا يفلح بعدها أبداً ))
وعن النبي الاكرم (صلى الله عليه وآله) انَّه قال :
(( أوّل ما عُصي الله تبارك وتعال بستّ خصال: حبُّ الدنيا، وحبُّ الرياسة، وحبُّ النساء
وحبُّ الطعام، وحبُّ النوم، وحبُّ الراحة ))
5 . ترك إتباع هوى النفس فإنَّ إتباع هوى النفس وميولها وشهواتها يؤدي الى ضياع الانسان وخسارته الى نفسه
فمَن يسعى ليلاً نهاراً لإرضاء غرائزه وشهواته لا يستطيع أن يحلّق نحو مقام القدس الإلهي.
قال تعال ى: { وَلا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّه } سورة ص/ 26 .
6 . قوة الارادة والسعي الجاد نحو ذلك المقام العالي وتلك المنزلة
قال تعالى : { وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا } سورة العنكبوت/ 69 .
نسأل الله تعالى أن يأخذ بأيدينا لما يُحب ويرضا ويوفقنا للقرب منه والالتذاذ بطاعته .
تعليق