إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

كونوا مع الإمام زين العابدين صلوات اللهِ وسلامه عليه في تَهذيبِ النفس عِنْدَ البلاء

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • كونوا مع الإمام زين العابدين صلوات اللهِ وسلامه عليه في تَهذيبِ النفس عِنْدَ البلاء

    " كونوا مع الإمام زين العابدين ، صلوات اللهِ وسلامه عليه ، في تَهذيبِ النفس عِنْدَ البلاء والشِّدَّةِ والْجَهْدِ وتَعَسُّرِ الأُمُورِ " وتكاملها في كدحِها إلى اللهِ تعالى"
    قال الإمامُ عليُّ بن الحُسَين ، عليه السلام ، في الصحيفة السجاديّة المُبارَكة :
    (اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِه ، وارْزُقْنِي الرَّغْبَةَ فِي الْعَمَلِ لَكَ لِآخِرَتِي حَتَّى أَعْرِفَ صِدْقَ ذَلِكَ مِنْ قَلْبِي ، وحَتَّى يَكُونَ الْغَالِبُ عَلَيَّ الزُّهْدَ فِي دُنْيَايَ ، وحَتَّى أَعْمَلَ الْحَسَنَاتِ شَوْقاً ، وآمَنَ مِنَ السَّيِّئَاتِ فَرَقاً وخَوْفاً)
    :1:- في هذه الفقرات يُعلّمنا الإمام السجّاد ، عليه السلامُ ، كيفيّة التعامل مع اللهِ تبارك وتعالى إذا تعرّضنا لبلاءٍ أو شدّةٍ ، أو ظرف استثنائي ، ومدى تأثير ذلك على حالة التكامل والمثول بين يدي اللهِ سبحانه.
    :2:- ينبغي بنا أن نغتنمَ حالةَ الإقبالِ والمثولِ بين يدي اللهِ تعالى ، وأن نستعين به مُخلصين،ونحن يوميّاً نُكرّر قوله سبحانه ((إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (4))) الفاتحة.
    :3:- إنَّ الرغبةَ في العملِ لله تعالى وللآخرةِ خالصةً :- هي حالة نفسانيّة ، بمعنى أنَّ للإنسان ميلاً ، سواءٌ بدليل لهذا المطلب أولا بدليل ، وهذه من القضايا الوجدانية الفطرية المركوزة في النفس الإنسانية ، فالرغبة هي مَن تدفع الإنسان نحو العمل والاستمرار به ، وهي تتفاوت بحسب أهميّة الموضوع وآثاره .
    :4:- في بعض الحالات قد يرغب الإنسان بشيءٍ لا بما يُناسب مزاجه في حد ذاته ، بل بما يُناسب آثاره ونتائجه ، كما يرغب بالدواء ، وقد لا يناسب مزاجه ، ولكنّه يتعاطاه تحصيلاً للصحة ، ممّا يجعله ذلك حريصاً على تناوله .
    :5:- ينبغي أن تكون رغبتنا فيما نعمل لله تعالى أولاً وبالذات ، وهذه تحتاج إلى مُجاهدةِ أنفسنا ، وعدم قرنِ أعمالنا بالمَنِّ أو التعيير أو الرياء والعياذ بالله.
    :6:- إنَّ أفضل ما يكون عليه الإنسان في عمله هو مُراعاةِ الرغبة فيه، من المبدأ إلى المُنتهى ، حتى يحصلَ على الجزاءِ الأوفى في الآخرة.
    :7:- إنَّ إتيان العمل وفق رغبة حقيقية لله تعالى تجعله يتطابق مع ما يحبُّ ويرضى سبحانه ويُريد.
    :8:- ثم بيّنَ الإمامُ ، عليه السلام ،( حَتَّى أَعْرِفَ صِدْقَ ذَلِكَ مِنْ قَلْبِي ):-
    إنَّ من الأمور التي يحتجُّ اللهُ تبارك وتعالى بها علينا هي الحالة الوجدانيّة المركوزة في نفوسنا ، وهذه الحالة الوجدانية قد عبّر عنها القرآن الكريم بقوله تعالى:
    ((بَلِ الْإِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ (14))) القيامة.
    والإنسان يعلمُ بحسب الارتكاز العقلي والوجداني أنَّ ما يأتي به صحيح أو خطأ ،
    ولنلاحظ هذه الحالة الوجدانية في المعرفة التوحيدية لله تعالى ووجوده ، وأكثر الناس إنّما تكفر وتجحد باللسان لا بالوجدان ، على نحو الدّقة ، لأنَّ الإنسان في واقعه يؤمن بوجود اللهِ تبارك وتعالى ، ولكنّه قد يكفر أو يجحد بفعل عوامل تدفعه وتدعوه للتخلّص والإفلات من الالتزام.
    لأنَّ البرهان عاجزٌ عن أن يكون دليلاً على عدم وجود الله تعالى ، بل هذه البراهين والمواد التي يقيمها المُنكر والجاحد هي ليست يقينية ، بل هي شُبهة مُلبّسةٌ عليه.
    قال الله تعالى: (( وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ (14))) النمل.
    وإلاّ بحسب هذه الآية الشريفة كيف يكون الإنسان جاحداً ومُستيقناً في نفس الوقت- هذا تناقض ؟ فالجحود إنّما يكون باللسان – واليقين بوجود الله تعالى يبقى مركوزاً في النفس .
    :9:- إنَّ المقياس الذي يرجع إليه الإنسان في المعرفة والرغبة هو القلب السليم والوجدان الفطري ، وهو الذي يُفرّق به بين العمل الصالح والفاسد.
    :10:- ثُمَّ قال ، عليه السلام،( وحَتَّى يَكُونَ الْغَالِبُ عَلَيَّ الزُّهْدَ فِي دُنْيَايَ):-
    إنَّ الزهدَ هو أمرٌ مطلوبٌ في هذه الحياة الدنيا ، والذي يدفع الإنسان المؤمن للزهد هو الرغبة الصادقة والخالصة في العملِ للآخرة ولله تعالى ،.
    وهنا نقول : ما معنى الزهد وكيف يكون ؟ ......والزهد هو الإعراض عن الشيء وتركه ، وإنَّ النظر إلى الدنيا يكون بنحوين هما:
    : الأوّل:- نظرٌ على أنّها دار لعب ولهو وتكاثر وأموال ، وهذه نظرة تبقى قائمة عند الإنسان حتى لو عمّر آلاف السنين ، فلا يكتفي منها ، ودائما يريدُ منها إشباع رغباته وشهواته ، بحيث تجعل الدنيا أكبر همّه ومبلغه ، وكأنّه لا عقل له
    إلاّ بالعمل وفق هذه النظرة.
    :الثاني:- وهناك نظرة أخرى للحياة الدنيا على أنّها آلةٌ وطريقٌ للآخرة ، وهي ساحة المِضمَار والسباق ، كآلةِ المسحاةِ التي يستعملها الزارع لحرث أرضه ، وينتظر منها الثمر ، وهنا ينبغي معرفة وادارك أن أعمارنا ووجودنا المحدود وآلاتنا التي منحها الله تعالى إيّانا هي سبل وطرق للوصول للآخرةِ ورضوان الله سبحانه.
    :11:- وليس الزهد أن يترك الإنسان الأكل والشرب والتزوّج ، بل الزهد أن
    لا يملكه شيء منها ، وأن يعمل برغبة للهِ سبحانه ولآخرته خالصاً وصادقا.
    وهو معنى قوله تعالى)( لِكَيْ لَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آَتَاكُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ (23) )) الحديد.
    :12:- وقال: عليه السلام: ( وحَتَّى أَعْمَلَ الْحَسَنَاتِ شَوْقاً ، وآمَنَ مِنَ السَّيِّئَاتِ فَرَقاً وخَوْفاً):-
    إنَّ التشوّق للعمل يُزيدُ من الالتذاذ به ، والخوف والفرق هما بمعنى واحد ،
    وهما حالتان من الخشية من الله تعالى ، فالأمن من السيئات إنّما يأتي من تقوى الله سبحانه والرغبة الصادقة بالعمل الخالص له جلّ وعلا ،.
    قال تعالى (( وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ (114))) هود.
    ______________________________________________
    مَضمونُ خطبةِ الجُمعَةِ الأولى والتي ألقاهَا سَماحةُ السيّد أحمَد الصافي, دام عِزّه, الوكيل الشرعي للمَرجعيّةِ الدّينيّةِ العُليا الشَريفةِ في الحَرَمِ الحُسَيني المُقدّس ,اليوم - الرابع والعشرين من شعبان المُعَظّم ,1439 هجري – الحادي عشر من أيار ,2018م. _______________________________________________
    تدوين – مُرْتَضَى عَلِي الحِلّي – النَجَفُ الأشْرَفُ –

    - كَتَبْنَا بقَصدِ القُربَةِ للهِ تعالى , رَاجينَ القَبولَ والنَفعَ العَامَ, ونسألَكم الدُعاءَ -
    _________________________________________________



  • #2
    الاخ الفاضل مرتضى علي الحلي 12 . السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته . أحسنتم وأجدتم وسلمت أناملكم على النشر المستمر لهذه الكلمات النورانية الأخلاقية والتربوية للإمام زين العابدين وسيد الساجدين علي إبن الحسين (عليهما السلام) . جعل الله عملكم هذا في ميزان حسناتكم . ودمتم في رعاية الله تعالى وحفظه .

    تعليق


    • #3
      وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ، وأحسنَ اللهُ إليكم وحفظكم.

      تعليق

      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
      حفظ-تلقائي
      Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
      x
      يعمل...
      X