قال تعالى: (وإذ قالَ رَبُّكَ للملائِكةِ إنِّي جاعِلٌ في الأرضِ خَليفَةً قالُوا أتَجعَلُ فيها من يُفسِدُ فيها ويَسفِكُ الدِّماءَ ونحنُ نسّبِحُ بحمدِكَ ونُقَدِّسُ لكَ قالَ إنّي أعلمُ ما لا تعلمُونَ) [البقرة: 30].
معطيات الاية
الملائكة عالم غيبي خلقهم الله من نور، وجعل لهم وظائف وأعمالا مختلفة،
أن استفهام الملائكة ليس للاعتراض، وإنما للاستطلاع والاستعلام. ابن عثيمين
ـ كراهة الملائكة للإفساد في الأرض.
وجوب نصب الخليفة ليفصل بين الناس فيما اختلفوا فيه، ويقيم الحدود ويزجر عن تعاطي الفواحش.
جاء تخصيص سفك الدماء بعد العموم في قوله (يفسد فيها) لبيان شدة مفسدة القتل.
قيام الملائكة بعبادة الله تعالى، وشدة تعظيمهم له لقوله (ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك).
ـ أن وصف الإنسان نفسه بما فيه من الخير لا بأس به، إذا كان المقصود مجرد الخبر دون الفخر لقوله (ونحن نسبح بحمدك).
ـ أن العبد إذا خفيت عليه حكمة الله في بعض المخلوقات والمأمورات فعليه التسليم، واتهام عقله، والإقرار لله بالحكمة.
(وعلَّمَ آدمَ الأسماءَ كُلَّها ثمَّ عرضَهُم على الملائكةِ فقالَ أنبِئوني بأسماءِ هؤلاءِ إنْ كنتم صادقِينَ قالوا سُبحانكَ لا عِلمَ لنا إلا ما علَّمتنا إنكَ أنتَ العليمُ الحكيمُ) [البقرة: 31ـ 32].
1ـ فضل وشرف آدم على الملائكة بما اختصه الله به من العلم عليهم.
2ـ فضيلة العلم، وأن الله تعالى عرّف الملائكة فضل آدم بالعلم، وأنه أفضل صفة تكون في العبد.
3ـ بيان أن الله قد يمن على بعض عباده بعلم لا يعلمه الآخرون.
4ـ جواز امتحان الإنسان بما يدّعي أنه مجيد فيه.
5ـ جواز التحدي بالعبارات التي يكون فيها شيء من الشدة لقوله (أنبئوني بأسماء هؤلاء).
6ـ أن الملائكة تتكلم، واعترافهم بأنهم لا علم لهم إلا ما علمهم الله.
7ـ ينبغي للإنسان أن يعرف قدر نفسه فلا يدعي علم ما لا يعلم.
8ـ شدة تعظيم الملائكة لله، حيث اعترفوا بكماله وتنزيهه عن الجهل (سبحانك)، واعترفوا لأنفسهم بأنهم لا علم عندهم واعترفوا لله تعالى بالفضل (لا علم لنا إلا ما علمتنا).
9ـ إثبات اسمي العليم والحكيم لله عزوجل
........................................
قال الله -تعالى-: (لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ)
خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ وَطُولُهُ سِتُّونَ ذِرَاعًا
الخلق في الناس على أربعة أصناف "والله يفعل ما يريد":
الأول: مِن غير ذكر ولا أنثى، وهو آدم -عليه السلام-.
الثاني: مِن ذكر دون أنثى، وهى حواء -عليها السلام-.
الثالث: مِن أنثى دون ذكر، وهى المسيح -عليه السلام-.
الرابع: مِن ذكر وأنثى، وهو سائر الناس.
(3) آدم والملائكة -عليهم السلام-:
- الملائكة خلق عظيم كريم مجبولون على طاعة الله: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (خُلِقَتِ الْمَلائِكَةُ مِنْ نُورٍ) (رواه مسلم)، وقال الله -تعالى-: (يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لا يَفْتُرُونَ) (الأنبياء:20).
- سؤال الملائكة كان استرشادًا واستفهامًا وخشية التقصير: قال الله -تعالى-: (قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ) (البقرة:30).
- بيان فضل آدم على الملائكة -عليهم السلام-: قال الله -تعالى-: (وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ) (البقرة:31).
آدم -عليه السلام- وابليس:
- كان إبليس يعيش مع الملائكة لكثرة عبادته ولم يكن منهم: قال الله -تعالى-: (إِلا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ) (الكهف:50)،
(5) الامتحان بالسجود وبداية الأحداث:
- الأمر بالسجود بعد نفخ الروح في آدم: قال الله -تعالى-: (فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ) (الحجر:29).
- كان ذلك سجود تحية وتقدير، وقد نسخ في شريعتنا: قال الله -تعالى-: (وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّدًا) (يوسف:100)،
- موقف المأمورين: قال الله -تعالى-: (فَسَجَدَ الْمَلائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ . إِلا إِبْلِيسَ أَبَى أَنْ يَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ) (الحجر:30-31)، (إِلا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ) (البقرة:34).
- إبليس يعلن عن السبب الفاسد الدال على فساد قلبه: قال الله -تعالى-: (قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ) (الأعراف:12)، (قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعَالِينَ) (ص:75)، (قَالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا) (الإسراء:61)، (قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ) (الأعراف:12).
الدروس الختامية
المفاهيم الرَّئيسة:
1- الدرس الأساسي الذي تعطينا إياه قصة آدم عليه السلام خلقه الله تعالى ليكون خليفته في الأرض.
2- إنّ الشيطان يمثّل للإنسان عدوّا فتاكاّ يتربص به الأذى في كل لحظة, لذلك فالإنسان عليه أن يتخذ هذا الشيطان عدوا له ويكون له بالمرصاد.
3- إنّ الله سبحانه وتعالى فتح للإنسان أبواب الكمال والرقي, وأمره بطاعته, وحتى لو أخطأ فإنّ باب التوبة يظل مفتوحا له متى ما أناب وندم.
4- على الإنسان أن يراقب نفسه فيما يخص مسألتي التكبر والحسد, كي لا يصيبه ما أصاب إبليس, الذي مع علمه بأن هناك معاداَ وبعثاّ, إلا أنه عصى الله وخالف أمره.
معطيات الاية
الملائكة عالم غيبي خلقهم الله من نور، وجعل لهم وظائف وأعمالا مختلفة،
أن استفهام الملائكة ليس للاعتراض، وإنما للاستطلاع والاستعلام. ابن عثيمين
ـ كراهة الملائكة للإفساد في الأرض.
وجوب نصب الخليفة ليفصل بين الناس فيما اختلفوا فيه، ويقيم الحدود ويزجر عن تعاطي الفواحش.
جاء تخصيص سفك الدماء بعد العموم في قوله (يفسد فيها) لبيان شدة مفسدة القتل.
قيام الملائكة بعبادة الله تعالى، وشدة تعظيمهم له لقوله (ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك).
ـ أن وصف الإنسان نفسه بما فيه من الخير لا بأس به، إذا كان المقصود مجرد الخبر دون الفخر لقوله (ونحن نسبح بحمدك).
ـ أن العبد إذا خفيت عليه حكمة الله في بعض المخلوقات والمأمورات فعليه التسليم، واتهام عقله، والإقرار لله بالحكمة.
(وعلَّمَ آدمَ الأسماءَ كُلَّها ثمَّ عرضَهُم على الملائكةِ فقالَ أنبِئوني بأسماءِ هؤلاءِ إنْ كنتم صادقِينَ قالوا سُبحانكَ لا عِلمَ لنا إلا ما علَّمتنا إنكَ أنتَ العليمُ الحكيمُ) [البقرة: 31ـ 32].
1ـ فضل وشرف آدم على الملائكة بما اختصه الله به من العلم عليهم.
2ـ فضيلة العلم، وأن الله تعالى عرّف الملائكة فضل آدم بالعلم، وأنه أفضل صفة تكون في العبد.
3ـ بيان أن الله قد يمن على بعض عباده بعلم لا يعلمه الآخرون.
4ـ جواز امتحان الإنسان بما يدّعي أنه مجيد فيه.
5ـ جواز التحدي بالعبارات التي يكون فيها شيء من الشدة لقوله (أنبئوني بأسماء هؤلاء).
6ـ أن الملائكة تتكلم، واعترافهم بأنهم لا علم لهم إلا ما علمهم الله.
7ـ ينبغي للإنسان أن يعرف قدر نفسه فلا يدعي علم ما لا يعلم.
8ـ شدة تعظيم الملائكة لله، حيث اعترفوا بكماله وتنزيهه عن الجهل (سبحانك)، واعترفوا لأنفسهم بأنهم لا علم عندهم واعترفوا لله تعالى بالفضل (لا علم لنا إلا ما علمتنا).
9ـ إثبات اسمي العليم والحكيم لله عزوجل
........................................
قال الله -تعالى-: (لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ)
خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ وَطُولُهُ سِتُّونَ ذِرَاعًا
الخلق في الناس على أربعة أصناف "والله يفعل ما يريد":
الأول: مِن غير ذكر ولا أنثى، وهو آدم -عليه السلام-.
الثاني: مِن ذكر دون أنثى، وهى حواء -عليها السلام-.
الثالث: مِن أنثى دون ذكر، وهى المسيح -عليه السلام-.
الرابع: مِن ذكر وأنثى، وهو سائر الناس.
(3) آدم والملائكة -عليهم السلام-:
- الملائكة خلق عظيم كريم مجبولون على طاعة الله: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (خُلِقَتِ الْمَلائِكَةُ مِنْ نُورٍ) (رواه مسلم)، وقال الله -تعالى-: (يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لا يَفْتُرُونَ) (الأنبياء:20).
- سؤال الملائكة كان استرشادًا واستفهامًا وخشية التقصير: قال الله -تعالى-: (قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ) (البقرة:30).
- بيان فضل آدم على الملائكة -عليهم السلام-: قال الله -تعالى-: (وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ) (البقرة:31).
آدم -عليه السلام- وابليس:
- كان إبليس يعيش مع الملائكة لكثرة عبادته ولم يكن منهم: قال الله -تعالى-: (إِلا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ) (الكهف:50)،
(5) الامتحان بالسجود وبداية الأحداث:
- الأمر بالسجود بعد نفخ الروح في آدم: قال الله -تعالى-: (فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ) (الحجر:29).
- كان ذلك سجود تحية وتقدير، وقد نسخ في شريعتنا: قال الله -تعالى-: (وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّدًا) (يوسف:100)،
- موقف المأمورين: قال الله -تعالى-: (فَسَجَدَ الْمَلائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ . إِلا إِبْلِيسَ أَبَى أَنْ يَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ) (الحجر:30-31)، (إِلا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ) (البقرة:34).
- إبليس يعلن عن السبب الفاسد الدال على فساد قلبه: قال الله -تعالى-: (قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ) (الأعراف:12)، (قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعَالِينَ) (ص:75)، (قَالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا) (الإسراء:61)، (قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ) (الأعراف:12).
الدروس الختامية
المفاهيم الرَّئيسة:
1- الدرس الأساسي الذي تعطينا إياه قصة آدم عليه السلام خلقه الله تعالى ليكون خليفته في الأرض.
2- إنّ الشيطان يمثّل للإنسان عدوّا فتاكاّ يتربص به الأذى في كل لحظة, لذلك فالإنسان عليه أن يتخذ هذا الشيطان عدوا له ويكون له بالمرصاد.
3- إنّ الله سبحانه وتعالى فتح للإنسان أبواب الكمال والرقي, وأمره بطاعته, وحتى لو أخطأ فإنّ باب التوبة يظل مفتوحا له متى ما أناب وندم.
4- على الإنسان أن يراقب نفسه فيما يخص مسألتي التكبر والحسد, كي لا يصيبه ما أصاب إبليس, الذي مع علمه بأن هناك معاداَ وبعثاّ, إلا أنه عصى الله وخالف أمره.