بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِ على محمد واله الطاهرين
السلام عليكم وتقبل الله اعمالكم وصيامكم
في مقدمة قبل الكلام وهي توقف أحد السمّاكين بسيارة عمله القديمة بعض الشيء في إحدى محطات الوقود ليملأ السيارة، لقد كان مسرعاً ومضغوطاً، وعلى عجلة من أمره.كان يلبس على رجله حذاء من نوع (بوط) الذي يصل إلى قريب الركبة لكي يقيه من الماء وأوساخ بيئة العمل، اندفع الرجل نحو خرطوم البنزين ليكبس الزر بعد أن أدخله باتجاه خزان الوقود، وبعد نحو 30 ثانية قال له أحد الواقفين في محطة الوقود: إن الوقود ينسكب على الأرض، فالتفت الرجل ليرى أن الخرطوم ليس في المكان السليم، وأن مبلغاً من المال هدر دون فائدة.
بعد هذه المقدمة اقول حين يغفل القلب أو يحتجب الهدف عن العين، ولو لفترة بسيطة فإن جهوداً كثيرة يمكن أن تذهب أدراج الرياح، وتصبح مجرد خسائر وأتعاب لا عوض لها يستحقها أو يساويها.
فمثلاً يمكن للصائم أن يصوم نهاره ويقوم ليله، فيكون في الأداء شبيها لغيره من الصائمين، لكنه في المحصلة قد لا يشبههم، مع أنه يتحمل ما يتحملون من الجوع والعطش والتعب، فيكون مصداقاً لحديث الرسول (صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم) «كم من صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش، وكم من قائم ليس له من قيامه إلا التعب والعناء».
تصورات الإنسان ليس لها فائدة إن لم تكن دقيقة، وكل ما يندفع له جرّاء تلك التصورات التي قد لا تكون صائبة قد يكون عرضة للضياع والخسارة، وفي القرآن الكريم هناك إشارة تستدعي المزيد من التوقف والتأمل في حسابات الإنسان لتصوراته وتصرفاته ومأمولاته، كي لا يصاب بالحسرة والخيبة ﴿ قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا ﴾ .
هذا لا يعني التوقف وعدم المضي وضعف المبادرة، لكنه يعني تقليب الحسابات، وفرز اختلاطها، والبحث ما أمكن عن اليقين فيها، ثم التوكل على الله، بعد أن تنجلي الصورة وتتضح معالمها، حتى لا يكون الواحد منا في حسرة من أمره، لأنه حسب أنه يحسن صنعاً.
لا زال بيت الشعر العربي حاضراً في كل علاقة يندفع فيها الإنسان للكرم والعطاء والتعامل الحسن، ثم تعود عليه وبالاً، لأنها لم تكن سليمة المصرف، ولا صائبة في مكان وضعها، يقول الشاعر:إذا أنت أكرمت الكريم ملكته *** وإن أنت أكرمت اللئيم تمرداأعود إلى موضوع الصوم، وربما ما ينطبق عليه ينطبق على الكثير من الشئون الأسرية الاجتماعية والسياسية وغيرها، وأقول: من المهم للصائم أن يستحضر هدف الصوم، وأن يجد في تصحيح مساره اتجاه ذلك الهدف بالرجوع إلى أعماقه يومياً ليسأل نفسه، هل هو صائم أم مجرد ممسك عن الطعام لأنه يريد ذلك؟
ومن المهم أن يسأل الصائم نفسه بعد كل يوم صيام، هل اقترب من الهدف، وأنجز شيئاً على صعيد نفسه وروحه وقلبه ووعيه الديني، أم أن الحالة الروتينية للصائمين تستهويه ويرى نفسه فيها أفضل من خارجها؟
وإني لأتصور أننا إذا استطعنا الحركة في صيامنا بروحية الهدف والمبتغى، وكنا نسأل عن بعدنا وقربنا لهدفنا يومياً – طيلة هذا الشهر- فإننا سننجز الكثير في حياتنا كلها، لأننا سنكون أقرب لليقين، وأبعد من أولئك الذين ﴿ ... يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا ﴾ .
السلام عليكم وتقبل الله اعمالكم وصيامكم
في مقدمة قبل الكلام وهي توقف أحد السمّاكين بسيارة عمله القديمة بعض الشيء في إحدى محطات الوقود ليملأ السيارة، لقد كان مسرعاً ومضغوطاً، وعلى عجلة من أمره.كان يلبس على رجله حذاء من نوع (بوط) الذي يصل إلى قريب الركبة لكي يقيه من الماء وأوساخ بيئة العمل، اندفع الرجل نحو خرطوم البنزين ليكبس الزر بعد أن أدخله باتجاه خزان الوقود، وبعد نحو 30 ثانية قال له أحد الواقفين في محطة الوقود: إن الوقود ينسكب على الأرض، فالتفت الرجل ليرى أن الخرطوم ليس في المكان السليم، وأن مبلغاً من المال هدر دون فائدة.
بعد هذه المقدمة اقول حين يغفل القلب أو يحتجب الهدف عن العين، ولو لفترة بسيطة فإن جهوداً كثيرة يمكن أن تذهب أدراج الرياح، وتصبح مجرد خسائر وأتعاب لا عوض لها يستحقها أو يساويها.
فمثلاً يمكن للصائم أن يصوم نهاره ويقوم ليله، فيكون في الأداء شبيها لغيره من الصائمين، لكنه في المحصلة قد لا يشبههم، مع أنه يتحمل ما يتحملون من الجوع والعطش والتعب، فيكون مصداقاً لحديث الرسول (صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم) «كم من صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش، وكم من قائم ليس له من قيامه إلا التعب والعناء».
تصورات الإنسان ليس لها فائدة إن لم تكن دقيقة، وكل ما يندفع له جرّاء تلك التصورات التي قد لا تكون صائبة قد يكون عرضة للضياع والخسارة، وفي القرآن الكريم هناك إشارة تستدعي المزيد من التوقف والتأمل في حسابات الإنسان لتصوراته وتصرفاته ومأمولاته، كي لا يصاب بالحسرة والخيبة ﴿ قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا ﴾ .
هذا لا يعني التوقف وعدم المضي وضعف المبادرة، لكنه يعني تقليب الحسابات، وفرز اختلاطها، والبحث ما أمكن عن اليقين فيها، ثم التوكل على الله، بعد أن تنجلي الصورة وتتضح معالمها، حتى لا يكون الواحد منا في حسرة من أمره، لأنه حسب أنه يحسن صنعاً.
لا زال بيت الشعر العربي حاضراً في كل علاقة يندفع فيها الإنسان للكرم والعطاء والتعامل الحسن، ثم تعود عليه وبالاً، لأنها لم تكن سليمة المصرف، ولا صائبة في مكان وضعها، يقول الشاعر:إذا أنت أكرمت الكريم ملكته *** وإن أنت أكرمت اللئيم تمرداأعود إلى موضوع الصوم، وربما ما ينطبق عليه ينطبق على الكثير من الشئون الأسرية الاجتماعية والسياسية وغيرها، وأقول: من المهم للصائم أن يستحضر هدف الصوم، وأن يجد في تصحيح مساره اتجاه ذلك الهدف بالرجوع إلى أعماقه يومياً ليسأل نفسه، هل هو صائم أم مجرد ممسك عن الطعام لأنه يريد ذلك؟
ومن المهم أن يسأل الصائم نفسه بعد كل يوم صيام، هل اقترب من الهدف، وأنجز شيئاً على صعيد نفسه وروحه وقلبه ووعيه الديني، أم أن الحالة الروتينية للصائمين تستهويه ويرى نفسه فيها أفضل من خارجها؟
وإني لأتصور أننا إذا استطعنا الحركة في صيامنا بروحية الهدف والمبتغى، وكنا نسأل عن بعدنا وقربنا لهدفنا يومياً – طيلة هذا الشهر- فإننا سننجز الكثير في حياتنا كلها، لأننا سنكون أقرب لليقين، وأبعد من أولئك الذين ﴿ ... يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا ﴾ .
تعليق