بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين واللعن الدائم على
أعداهم ،
ومخالفيهم ، ومعانديهم ، وظالميهم ، ومنكري فضائلهم ومناقبهم ،
ومدّعي مقامهم ومراتبهم ،
من الأولين والأخرين أجمعين إلى يوم الدين وبعد .
قالت عائشة :
( كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا ذكر خديجة لم يكد يسأم من ثناء عليها واستغفار فذكرها ذات يوم فاحتملتني الغيرة فقلت لقد عوضك الله كبيرة السن قالت فرأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم غضب غضبا أسقطت في جلدي وقلت في نفسي اللهم إنك إن أذهبت غضب رسول الله صلى الله عليه و سلم عني لم أعد أذكرها بسوء ما بقيت فلما رأى النبي صلى الله عليه و سلم ما لقيت
قال ( كيف قلت والله لقد آمنت بي إذ كفر بي الناس وأوتني إذ رفضني الناس وصدقتني إذ كذبني الناس ورزقت مني الولد إذ حرمتموه ) قالت فغدا علي بها وراح شهرا. (1)
وفضلاً عن ذلك كله، فهناك العديد مما يدل على علو مقام السيدة خديجة عليها السلام نشير إلى بعضها:اصطفاء الباري تعالى لها فعن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إنّ الله اختار من النساء أربعاً: مريم وآسية وخديجة وفاطمة
إنها عليها السلام أوّل من أسلمت من النساء وآمنت برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم منهن، وأوّل من صلّت خلفه صلى الله عليه وآله وسلم
روى السيد بن طاووس عن الإمام موسى بن جعفر عليهالسلام قال: قال: سألت أبي عليه السلام عن ذلك فقال لي : لما دعاهما رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
قال: يا علي ويا خديجة أسلمتما لله وسلمتما له،
وقال : إن جبرئيل عندي يدعوكما إلى بيعة الإسلام فأسلما تسلما وأطيعا تهديا".فقالا : فعلنا وأطعنا يا رسول الله.
ومن خصائصها:تخصيص الباري لها بالسلام، فقد بلغ من قداسة السيدة خديجة عليها السلام عند الله تعالى أنّه عزّوجلّ كان يخصّها بالسلام.ففي الحديث لما كانت خديجة تحمل الطعام وتصعد به الى جبل حراء حيث رسول الله يتعبد هناك . أتى جبرئيل النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: هذه خديجة قد أتتك معها إناء مغطّى فيه إدام أو طعام أو شراب، فإذا هي أتتك فاقرأ عليها السلام من ربّها ومنّي وبشّرها ببيت في الجنّة من قصب لا صخب فيه ولا نصب.
. فقال النبيّ صلّى الله عليه وآله لها: يا خديجة! هذا جبرئيل يُقرئكِ السّلام مِن ربّكِ.
فقالت: الله هو السّلام، ومنه السّلام، وعلى جبرئيل السّلام
ولم تكتفِ خديجة بنت خويلد رضوان الله عليها أن آمنت وأسلمت، بل نهضت إلى جانب النبيّ صلّى الله عليه وآله تدعم الإسلام وتساند رسول الله صلّى الله عليه وآله.. وتقدّم في ذلك أموالها الطائلة، حتّى ذكر الزهريّ أنّها أنفقتْ على رسول الله صلّى الله عليه وآله أربعين ألفاً وأربعين ألفاً ، بل بعثتْ مَن يُعلن أنّها وهبت لزوجها صلّى الله عليه وآله نفسها وأموالها وعبيدها، وجميعَ ما تملكه بيمينها؛ إجلالاً له وإعظاماً لمقامه وشرفه.
هذا، وقد عاشت مع رسول الله صلّى الله عليه وآله سنوات المحنة والقحط والحصار، لم تضعف عن مناصرته، وهي الصابرة المحتسبة بعد ما أصابها من قريش نصيب كبير من الإيذاء والهجران، وكانت من قبل ذلك سيدةَ نسائهم، والثريّة في قومها. لكنّها ضحّت بما تملك لتشارك رسول الله صلّى الله عليه وآله آلامَه وأتراحه، وتؤازره في شدائده، حتّى إذا كان حِصارُ الشِّعب شِعب أبي طالب، كانت خديجة تشتري الطعام والضروريّ من الحاجات بأضعاف أثمانها لتقدّم ذلك للمسلمين الجياع.. فمرّت سنوات الحصار الاقتصاديّ والاجتماعيّ الذي فرضته قريش على الرسالة والرسول وبني هاشم.
والقد رزقها الله من رسول الله أولاد
وهم القاسم والطاهر وفاطمة الزهراء عليهم السلام
ـــــــــ
- [*=center]الأربعين في مناقب أمهات المؤمنين لابن عساكر ص 56
تعليق