بسم الله الرحمن الرحيم
يسأل البعض: اليس كان من الأفضل على أمير المؤمنين عليه السلام مهادنة معاوية وتسليمه المنصب ـ كولاية الشام ـ حتى تقوى شوكة الخلافة العلوية ثم يرى رأيه فيه؟ لماذا لم يهادن وفيه حقن لدماء المسلمين ووصول الى الغاية بأقل الخسائر؟
إن أهمية الغاية تبيح المقدمة و لو كانت محظورة، و هذا هو السلوك السياسي الذي يستعمله أهل السياسة، و هذا النحو من السلوك إلى الغرض قلما يتخلف عن الإيصال إلى المقاصد في أي باب جرى غير أنه لا يجري في باب الحق الصريح وهو الذي تؤمه الدعوة الإسلامية فإن الغاية وليدة مقدماتها ووسائلها وكيف يمكن أن يلد الباطل حقا وينتج السقيم صحيحا والوليد مجموعة مأخوذة من اللذين يلدانه؟.
فبما ان النزاع في أمر إمامة الأمة فهو من تلك الأمور التي لا يمكن التماهي فيها مع الباطل، ولابد من الوقوف إزائها بكل وضوح وصراحة، لذا تجد في أمثال هذه المسائل المفصلية الله تبارك وتعالى يأمر نبيه (صلى الله عليه وآله وسلم) بذلك، ونزل به القرآن في مواطن راودوه فيها للمساهلة أو المداهنة ولو يسيرا في أمر الدين، قال تعالى: (قل يا أيها الكافرون لا أعبد ما تعبدون و لا أنتم عابدون ما أعبد و لا أنا عابد ما عبدتم و لا أنتم عابدون ما أعبد لكم دينكم و لي دين)،[1] وقال تعالى وفيه لحن التهديد. (ولو لا أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئا قليلا إذن لأذقناك ضعف الحياة و ضعف الممات)[2]، وقال تعالى: (و ما كنت متخذ المضلين عضدا)[3].
طبعاً هذا لا يتنافى مع تدريجية بيان الأحكام، او تأجيل دخول مكة في صلح الحديبية كونهما ليسا من الأمور المذكورة.
من هنا يتضح موقف أمير المؤمنين وصلابته في رفضه لكل تساهل مع معاوية مهما كانت درجته كون النزاع يدور حول منصب الإمامة، وهو من طبيعة المسائل التي لا يمكن التساهل فيها.
[1] سورة الكافرون: 61.
[2] الإسراء: 75.
[3] الكهف: 51.
يسأل البعض: اليس كان من الأفضل على أمير المؤمنين عليه السلام مهادنة معاوية وتسليمه المنصب ـ كولاية الشام ـ حتى تقوى شوكة الخلافة العلوية ثم يرى رأيه فيه؟ لماذا لم يهادن وفيه حقن لدماء المسلمين ووصول الى الغاية بأقل الخسائر؟
إن أهمية الغاية تبيح المقدمة و لو كانت محظورة، و هذا هو السلوك السياسي الذي يستعمله أهل السياسة، و هذا النحو من السلوك إلى الغرض قلما يتخلف عن الإيصال إلى المقاصد في أي باب جرى غير أنه لا يجري في باب الحق الصريح وهو الذي تؤمه الدعوة الإسلامية فإن الغاية وليدة مقدماتها ووسائلها وكيف يمكن أن يلد الباطل حقا وينتج السقيم صحيحا والوليد مجموعة مأخوذة من اللذين يلدانه؟.
فبما ان النزاع في أمر إمامة الأمة فهو من تلك الأمور التي لا يمكن التماهي فيها مع الباطل، ولابد من الوقوف إزائها بكل وضوح وصراحة، لذا تجد في أمثال هذه المسائل المفصلية الله تبارك وتعالى يأمر نبيه (صلى الله عليه وآله وسلم) بذلك، ونزل به القرآن في مواطن راودوه فيها للمساهلة أو المداهنة ولو يسيرا في أمر الدين، قال تعالى: (قل يا أيها الكافرون لا أعبد ما تعبدون و لا أنتم عابدون ما أعبد و لا أنا عابد ما عبدتم و لا أنتم عابدون ما أعبد لكم دينكم و لي دين)،[1] وقال تعالى وفيه لحن التهديد. (ولو لا أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئا قليلا إذن لأذقناك ضعف الحياة و ضعف الممات)[2]، وقال تعالى: (و ما كنت متخذ المضلين عضدا)[3].
طبعاً هذا لا يتنافى مع تدريجية بيان الأحكام، او تأجيل دخول مكة في صلح الحديبية كونهما ليسا من الأمور المذكورة.
من هنا يتضح موقف أمير المؤمنين وصلابته في رفضه لكل تساهل مع معاوية مهما كانت درجته كون النزاع يدور حول منصب الإمامة، وهو من طبيعة المسائل التي لا يمكن التساهل فيها.
[1] سورة الكافرون: 61.
[2] الإسراء: 75.
[3] الكهف: 51.
تعليق